المؤتمر الاقتصادي وتعزيز مفهوم "العدالة التنموية"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
ربما اتسمت المشروعات العملاقة التي دشنتها الدولة المصرية، في السنوات الأخيرة، والتي تمركزت معظمها حول تطوير البنية الأساسية، عبر تطوير الطرق وشبكات المواصلات، وبناء المدن الجديدة، بكونها مطابقة للمعايير العالمية، في إطار خطة التنمية المستدامة، عبر مراعاة الجانب البيئي، مع الوضع في الاعتبار البعد الشمولي، من خلال اختراق كافة محافظات الجمهورية مرورا بمدنها وحتى ريفها، وذلك بهدف تحقيق ما يسمى بـ"العدالة التنموية"، بعيدا عن التركيز على مناطق بعينها، بينما تعاني الغالبية العظمى من الرقعة الجغرافية للبلاد من التهميش، وهو ما يساهم بصورة كبيرة في تخفيف العبء على العاصمة والمدن الرئيسية، في ظل هجرة ألاف السكان إليها، بحثا عن فرصة عمل.
 
مفهوم "العدالة التنموية" لم يقتصر على تعميم التنمية جغرافيا، وإنما امتد ليشمل كافة القطاعات الاقتصادية، بدء من استغلال الموارد المتاحة، على غرار الغاز الطبيعي، والذى كان بمثابة أحد أهم نقاط الانطلاق، عبر التعاون مع اليونان وقبرص، ليتحول الكيان الثلاثي إلى كيان أكبر، في صورة "منتدى غاز شرق المتوسط"، والذى بات يضم في عضويته عدة دول أخرى، بينما اهتمت الدولة كذلك بقطاع الزراعة من خلال مسارات قانونية تجرم انتهاك الأراضي الزراعية من جانب، مع اتباع أدوات من شأنها تطوير الزراعة، مع التركيز على المحاصيل الغذائية، مع العمل على توسيع نطاق الرقعة الزراعية، عبر المشروعات العملاقة، كمشروع صوامع القمح وهي الرؤية التي ثبتت وجاهتها، خاصة مع اندلاع الأزمات الأخيرة، وفي القلب منها الأزمة الأوكرانية، وكذلك تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية، وهي الأزمات التي تركت تداعيات كبيرة على الأمن الغذائي في العالم بأسره.
 
إلا أن مفهوم "العدالة" المرتبط بالتنمية لم يتوقف عند مناطق جغرافية أو قطاعات صماء، ولكنه امتد إلى حياة ملايين البشر، عبر مشروع "حياة كريمة"، والذي حمل هدفا واضحا، وهو إحداث نقلة نوعية في حياة المصريين الذين عانوا جراء الحياة في مناطق عشوائيه لسنوات طويلة، عبر الانتقال بهم إلى مناطق تليق بآدميتهم، تتوفر بها خدمات التعليم والصحة، لتصبح تلك الفئة المهمشة في طليعة الفئات التي جنت أولى ثمار الجهد المبذول في سنوات "الجمهورية الجديدة".
 
ولعل التحرك المصري على المسارات سالفة الذكر، يمثل في جوهره، مبدأ الأولويات، الذي وضعته الدولة على عاتقها طيلة السنوات الماضية، منذ ميلاد "جمهوريتها الجديدة"، عبر تأهيل الأرض نحو حقبة اقتصادية تعتمد على الاستثمار في كافة المحافظات "مشروعات البنية الأساسية"، مع التركيز على الموارد الطبيعية وتنميتها "الغاز"، وتطوير الزراعة وتحديث أدواتها، وهي القطاعات (الغذاء والطاقة)، التي ترتبط بأزمات العالم في المرحلة الراهنة، مع العمل جنبا إلى جنب إلى تطوير حياة ملايين المصريين ممن عانوا من التهميش والحياة غير الآدمية باعتبارهم الفئة الأولى بالرعاية، بعد معاناتهم لسنوات طويلة من الزمن. 
 
ويعد انطلاق المؤتمر الاقتصادي، هو بداية مرحلة جديدة، في حياة الاقتصاد المصري، ترتكز على تطوير السياسات والقطاعات الاخرى، بهدف جذب المزيد من المستثمرين في الأيام المقبلة، هو ما يمثل نقلة جديدة، ربما ليست "صادمة"، في إطار التحضير الجيد لها، وهو ما يبدو في تزامنها مع جلسات الحوار الوطني، والذى يحمل محورا اقتصاديا في غاية الأهمية، يبدو مرتبطا ارتباطا وثيقا بموضوعات المؤتمر، في انعكاس صريح لحالة الانسجام التي تتسم بها السياسات المصرية على كافة الأصعدة، وذلك بعد تمهيد البيئة الاقتصادية لتكون مؤهلة نحو مزيد من التطوير لاستيعاب نطاق أكبر من التنمية المرجوة خلال السنوات المقبلة.
 
وهنا يمكننا القول بأن انعقاد المؤتمر الاقتصادي في هذا التوقيت، بعيدا عن تزامنه مع الأزمات الخانقة التي يمر بها العالم، يمثل امتدادا لمبدأ "العدالة التنموية"، عبر العديد من المسارات، أولها التركيز على قطاعات أخرى جديدة، أبرزها الاستثمار، بعد تمهيد الأرض لها، بينما يبقى مبدأ الشراكة بعدا أخر لمفهوم العدالة، عبر إشراك كافة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى مجتمع رجال الأعمال للمشاركة في رسم خريطة المستقبل الاقتصادى للدولة المصرية والكيفية التي يمكن بها تجاوز الأزمات الكبرى التي يشهدها العالم في المرحلة الراهنة.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

باريس سان جيرمان يحقق إنجازا تاريخيا بعد التتويج بلقب كأس الإنتركونتيننتال

تالافيرا ضد الريال.. الملكى يتأهل لدور الـ16 بعد الفوز 3-2 بكأس الملك

بعثة منتخب مصر تصل المغرب استعدادا للمشاركة فى بطولة أمم أفريقيا

من 10 سنوات سجن إلى سنة مع الإيقاف.. مفاجأة فى قضية تزوير توكيل عصام صاصا

المتحدث باسم الحكومة: الأعوام المقبلة ستشهد تحسنا فى معدلات الدخل


لماذا تعجل فيفا فى إيقاف قيد الزمالك؟ السر فى صفقة شيكو بانزا

باريس سان جيرمان يتوج بكأس إنتركونتيننتال على حساب فلامنجو بركلات الترجيح

ركلات الترجيح تحسم قمة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

أحمد صلاح: لا توجد نية لاعتزال الكرة الطائرة فى الوقت الحالى


لبلبة وصلاح عبد الله وخالد زكى وهشام ماجد يقدمون العزاء فى أرملة الراحل مصطفى متولى.. صور

حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

رويترز: المملكة المتحدة تعفى حقل ظهر من العقوبات المفروضة على روسيا

ابنة نيكول سابا تظهر لأول مرة فى كليب تلج تلج احتفالاً بالكريسماس

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

مجدى فكرى يقلب السوشيال ميديا بصور لرجل مختل عقليا.. والفنان يكشف الحقيقة

مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

كيف دعم حسن حسني الراحلة نيفين مندور في فيلم اللى بالى بالك؟

BBC: محمد صلاح يحظى بدعم جماهيرى ورسمى غير مسبوق بعد أزمة ليفربول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى