خطاب المكاشفة للرئيس السيسى بالمؤتمر الاقتصادى.. الدولة تحملت 477 مليار دولار بسبب الاضطرابات.. بناء 40 مدينة يضيف 10 تريليونات جنيه لرصيد مصر و250 ألف شقة لمحاربة العشوائيات.. والدفاع عن مسار الإصلاح واجب وطني

خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى يمكن وصفه بأنه خطاب المكاشفة خلال إطلاق فعاليات المؤتمر الاقتصادي، والذى حمل معلومات وبيانات وأرقاما يجب أن نقف أمامها كثيراً، فالحديث عن تحمل الدولة لأكثر من 477 مليار دولار فاتورة للإصلاح الاقتصادى، بجانب تراجع كبير فى أرصدة واحتياطات الدولة، يؤكد أن الحكومة كانت لابد أن تتدخل بعمل مسار إصلاحى يمكن أن ينتشل الاقتصاد من عثرته.

الرئيس السيسى أكد خلال كلمته فى فعاليات المؤتمر الاقتصادي، أنه يجب الدفاع عن مسار الإصلاح الاقتصادى لأنه مكنا من الصمود أمام الصدمات الحالية، مضيفا: "أن الشعب تحمل الإصلاح وتقبله وأنه لو رفض الشعب مسار الإصلاح لدعا الرئيس إلى انتخابات رئاسية مبكرة".

الإشارة فى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى خطورة مسار الدولة فى الفترة بين 2011 إلى 2013 تؤكد أن الاقتصاد كان فى حاجة إلى التدخل بمشرط الإصلاح من أجل علاج الاختلالات الجسيمة فى الاقتصاد، وحدوث ارتفاعات كبيرة فى معدلات البطالة قبل 2014 وزيادة كبيرة فى معدلات الاستيراد على حساب الإنتاج الوطنى وارتفاع فاتورة الاستيراد بصورة كبيرة، وتراجع كبير فى الاحتياطى النقدي، الأمر الذى دعا الدولة إلى بدء برنامج إصلاحى واسع فى نوفمبر 2016 ورغم تكلفته على الدولة والمواطن وقتها إلا أن هذا الإصلاح الاقتصادى ومساره الحالى هو الذى يجعل الدولة تقف حاليًا أمام الصدمات الكبيرة.

حديث الرئيس السيسى كشف لنا إضافة 10 إلى 12 ترليون جنيه فى رصيد الدولة نتيجة إنشاء 40 مدينة جديدة على أحدث النظم والتى تراعى الابعاد المستقبلية والزيادة السكانية الكبيرة فى مصر وتستوعب ملايين البشر، كما تطرق الرئيس إلى أن الدولة اتخذت طريقا لتدشين العاصمة الإدارية على مساحة 175 ألف فدان وبالفعل تم العمل على تعمير 40 ألف فدان من خارج ميزانية الحكومة وأن شركة العاصمة الإدارية لديها رصيد فى البنوك وصل إلى 43 مليار جنيها ومثلهم رصيد ائتمان نتيجة طرح الأراضى وبيعها للقطاع الخاص.

وتطرق الرئيس إلى نقطة غاية فى الخطورة وهى الترهل الإدارى فى الدولة بعد وصول عدد الموظفين إلى 6 ملايين موظف فى وقت لا يتطلب فيه جهاز الدولة هذا العدد، الأمر الذى دفع الحكومة لوقف التعيينات، والعمل على تطوير كفاءة وأداء الموظفين، وكذلك تحدث الرئيس عن احتياجات الدولة بكل صراحة من أجل ضبط أوضاع المستشفيات الحكومية حيث تم تدشين مئات المستشفيات الجديدة ورغم ذلك فإن ما تم تدشينه يمثل 50 % من احتياجات الدولة.

ما تم إعلانه من معلومات عن التحديات التى واجهها الاقتصاد المصري، تؤكد أهمية الدفاع عن مسار الإصلاح التى تنتهجه الحكومة حاليًا والذى ساهم فى توفير مليارات الجنيهات لتدشين مشروعات خدمية للمواطنين وإنقاذ البنية التحتية وكذلك بناء 250 ألف وحدة سكنية لإنقاذ المواطنين فى المناطق العشوائية وتدشين شبكة طرق تصل 7 آلاف كيلو واكتشاف حقل ظهر والذى تطلب 25 ألف ساعة عمل متواصل من الحكومة وهو الحقل الذى ساهم فى توفير الغاز الطبيعى للتصدير وتوفير ملايين الدولارات شهرياً.