الرئيس وثمن الإصلاح.. الفرق بين العلاج والإرضاء

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
مرات كثيرة كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، يؤكد أن الإصلاح الاقتصادى كان قرارا ضروريا، وأن تأخير تنفيذ الإصلاح الجذرى سببه أن متخذ القرار كان يخشى على صورته، ويسعى للإرضاء، حتى لو كان على حساب الاقتصاد، ومضاعفة المرض.
 
وقال الرئيس، إنه منذ البداية بدأ العمل بعد تشخيص المرض، وقال إننا نعرف مشكلاتنا، ونستمع إلى آراء كثيرة فى هذا التشخيص والعلاج، لكن المهم هو اختيار التوقيت والقدرة على اتخاذ القرار، وأن تأخير الإصلاح على مدار عقود تسبب فى تراكم المشكلات وتعقيد الحل.
 
وفى كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادى، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على طرح عدة نقاط تتعلق بمسار الإصلاح وضرورته، وأنه يجب أن يكون جذريا ونهائيا، وتناول الرئيس ما يتعلق بالمسؤولية والإصلاح والقدرة على الموازنة بين القرار والواقع الاجتماعى والسياسى، وأن فاتورة الإصلاح تجاوزت أكثر من 477 مليار دولار، مع تراجع كبير فى أرصدة واحتياطيات الدولة، وكان لا بد أن تتدخل الحكومة بعمل مسار إصلاحى ينتشل الاقتصاد من عثرته.
 
الرئيس السيسى، أكد أنه يجب الدفاع عن مسار الإصلاح الاقتصادى، لأنه مكننا من الصمود أمام الصدمات الحالية، مضيفا: «أن الشعب تحمل الإصلاح وتقبله، على عكس توقعات كثير من الخبراء، الذين حذروا من تراجع الشعبية، لأنه فى الماضى كان متخذ القرار يعرف أن الإصلاح الاقتصادى ضرورى، وأنه الحل الوحيد، لكنه يخشى من رد الفعل على القرار، فيلجأ إلى المسكنات، أو يعطى أموالا ويتجاهل الخدمات. 
 
وقال الرئيس، إنه قرر استخدام شعبيته ورصيده لدى الشعب فى تنفيذ الإصلاح الجذرى، وإنه من البداية كان يتعامل بأننا يجب أن ننفذ الحل الصعب، حتى يمكننا النظر للمستقبل، وأن متخذ القرار فى الماضى كان يخشى على صورته، فيستمر فى المسكنات.
 
ويقول الرئيس السيسى، إنه نتيجة لتأخير الإصلاح الاقتصادى تراكمت المشكلات، ووصلنا إلى أننا نحتاج إلى 60 ألف فصل مدرسى لتناسب الزيادة السكانية، وحتى الآن فإن عدد المستشفيات 50% مما هو مطلوب، فضلا عن ترهل إدارى وتأخر فى اتخاذ القرار، والسبب أن فرصة الإصلاح الاقتصادى تتأخر، فتتضاعف التكلفة.
 
وتطرق الرئيس إلى الترهل فى الجهاز الإدارى، بعد وصول عدد الموظفين إلى 6 ملايين موظف، فى وقت لا يتطلب فيه جهاز الدولة كل هذا العدد، وكانت التعيينات تتم بهدف الإرضاء فى بطالة مقنعة لا تسمح بخدمة جيدة ولا رضا، ولهذا اتخذنا قرار إيقاف التعيينات فى الحكومة، والعمل على تطوير كفاءة وأداء الموظفين، وهذا القرار كان يجب أن يتخذ مبكرا، لتلافى الترهل الإدارى وسياسة الإرضاء التى تسببت فى المشكلات وتراجع الإدارة. وأشار الرئيس إلى أن من يعرقلون العمل وتنفيذ القرارات هم ناس منا ومثلنا يعيشون معنا، والحكومة هم مثلنا ومنا وليسوا غرباء عنا، وبالتالى فإن الحكومة ليست خصما، لكن الطريق هو الإصلاح الجذرى، والتخلى عن سياسة الإرضاء.
 
الإشارة فى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى خطورة مسار الدولة فى الفترة بين 2011 إلى 2013، تؤكد أن الاقتصاد كان فى حاجة إلى التدخل بمشرط الإصلاح من أجل علاج الاختلالات الجسيمة فى الاقتصاد، وحدوث ارتفاعات كبيرة فى معدلات البطالة قبل 2014، وزيادة كبيرة فى معدلات الاستيراد على حساب الإنتاج الوطنى، وارتفاع فاتورة الاستيراد بصورة كبيرة، وتراجع كبير فى الاحتياطى النقدى، الأمر الذى دعا الدولة إلى بدء برنامج إصلاحى واسع فى نوفمبر 2016، ورغم تكلفته على الدولة والمواطن وقتها، إلا أن هذا الإصلاح الاقتصادى - بمساره الحالى - هو الذى يجعل الدولة تقف حاليا صامدة أمام الصدمات الكبيرة.
حديث الرئيس السيسى كشف إضافة من 10 إلى 12 تريليون جنيه فى رصيد الدولة، نتيجة إنشاء 40 مدينة جديدة على أحدث النظم، التى تراعى الأبعاد المستقبلية والزيادة السكانية الكبيرة فى مصر، وتستوعب ملايين البشر، وتدشين العاصمة الإدارية على مساحة 175 ألف فدان، وتعمير 40 ألف فدان من خارج ميزانية الحكومة، لدرجة أن شركة العاصمة الإدارية لديها رصيد فى البنوك يصل إلى 43 مليار جنيه، ومثلها رصيد ائتمان نتيجة طرح الأراضى وبيعها للقطاع الخاص.
 
ما تم إعلانه من معلومات عن التحديات التى واجهها الاقتصاد المصرى، يؤكد أهمية الدفاع عن مسار الإصلاح الذى أسهم فى توفير مليارات الجنيهات، لتدشين مشروعات خدمية للمواطنين وإنقاذ البنية التحتية، وكذلك بناء 250 ألف وحدة سكنية لإنقاذ المواطنين فى المناطق العشوائية، وتدشين شبكة طرق تصل إلى 7 آلاف كيلومتر، واكتشاف حقل ظهر والذى تطلب 25 ألف ساعة عمل متواصلة، وأسهم فى توفير الغاز الطبيعى للتصدير، وتوفير 2 مليار دولار شهريا لتشغيل محطات الكهرباء.
 
الرئيس قال إنه منذ البداية اتبع سياسة المصارحة، وأنه اكتشف الشعب المصرى وقوته على التحمل ومساندة جهود الإصلاح، وأن هذا كان مفاجأة لكثيرين لم يعرفوا الشعب بشكل حقيقى، وأن المصريين هم أبطال الإصلاح الاقتصادى، الذى يقوم على المصارحة.
 
اليوم السابع
اليوم السابع

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

النيجر: الأمطار والفيضانات تتسبب فى مصرع ما لا يقل عن 47 شخصا منذ بداية العام

ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح يتحدى هالاند

3 مواجهات قوية اليوم في افتتاح دورى المحترفين.. السكة والترسانة الأبرز

لجنة الانتخابات العليا بسوريا توضح سبب الاقتراع غير المباشر

سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند


حكاية أشهر لوحة فى متحف محمود سعيد بالإسكندرية.. لوحة "زانيرى" أشهر مصور إيطالى ولد وعاش بعروس البحر المتوسط.. وخبير: عبقرية الأداء الفنى وتمازج الألوان الطبيعية للبشرة والملابس وسميت منطقة كلمبة باسمه.. صور

انفجار مقاتلة أمريكية فى مطار ماليزيا

اعرف الحد الأدنى للقبول بمدارس الثانوى العام فى القاهرة بعد تخفيضه مرتين

موعد مباراة الزمالك المقبلة بعد الفوز على مودرن سبورت

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 22 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة


شباب الطائرة في مواجهة تايلاند ببطولة العالم بالصين

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

أغانى x أرقام لـ ويجز حققت أرقاما قياسية قبل حفل العلمين الجديدة

تفاصيل التحقيقات مع متهم بالنصب على المواطنين بزعم تسفيرهم للخارج

التعادل الإيجابى 1 - 1 يحسم مواجهة سموحة وزد في الدورى.. فيديو

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

سيدة تطلب زيادة نفقتها بعد 7 أشهر زواج إلى 33 ألف جنيه.. التفاصيل

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

تغيير جذري في خط دفاع الأهلي في مباراة غزل المحلة بالدوري

برشلونة يحصل على موافقة "يويفا" لخوض أولى مبارياته الأوروبية خارج ملعبه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى