ميزانية الأسرة وقت الأزمة.. دقة + انضباط = أسرة سعيدة

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم : أحمد التايب

في ظل الأزمات التي يمر بها العالم جراء ما يحدث الآن من موجة تضخم عالمية تسببت في زيادة الأسعار وارتفاع تكاليف الحياة اليومية، فإذا كان يجب على كل الحكومات أن تتخذ من التدابير اللازمة لمواجهة الأزمات باتخاذ قرارات للسيطرة على التضخم، وبذل جهود مضنية لتأمين السلع الاستراتيجية والتحرك الفعّال لزيادة الرقابة لضبط الأسواق، والسعى الجاد نحو إيجاد بدائل لأى نقص يعرض البلاد للخطر، فهناك دور مهم لا يقل أهمية عن دور الحكومة ألا وهو دور الأسرة في مثل هذه الظروف القاسية، خاصة أنه لا شك أن كثيرا من الأسر تعانى من ضغوط مالية تؤثر على استقرارها وسعادتها ومستوى معيشتها اليومية بسبب هذه التداعيات.

بداية..  القاعدة الأولى فى علم وفن إدارة الأزمات، تؤكد على ضرورة الاعتراف بوجود أزمة، لأن الاعتراف بوجود أزمة هو أول خطوة نحو طريق النجاة، وفي اعتقادى أن أغلب الضغوط المالية هي من صنع أيدينا، فنحن من نجلبها لأنفسنا سواء بسوء التدبير، أو بعدم التقدير والتخطيط بشكل جيد مما يزيد من الضغوط، أو بقلة الوعى نحو ما يجب فعله، وهنا تأتى أهمية التخطيط بعد الاعتراف بوجود أزمة، خاصة أننا وفى زمن الرفاهية وفى عصر الحداثة التي سيطرت عليه الحياة المادية وأصبحنا نهتم بالرفاهيات أكثر من الضروريات حتى على مستوى المعيشة من مأكل وملبس ومشرب وحياة.

لذا، أعتقد أن التفرقة بين القيمة والثمن في حياتنا اليومية سيقودنا قطعا نحو الأفضل، فزجاجة المياه تساوى جنيهات قليلة، وعُقد الذهب يُساوى مئات الآلاف من الجنيهات، لكن زجاجة المياه تساوى حياة، وبالتالي فهى ضرورة لا يستغنى عنها الإنسان، أم عُقد الذهب رغم أن سعره مئات الآلاف من الجنيهات إلا أنه يُمكن الاستغناء عنه، وبالتالي لا يمثل ضرورة، لذا على كل أسرة وقت الأزمة أن تفرق بين ما هو قيمة وضرورة وما هو له سعر وثمن فقط وليست بضرورة، وبالتالى فإن ضبط ميزانية الأسرة يبدأ أولا بإرساء مبدأ الضرويات لا الرفاهيات ثم تعزيز فقه الأولويات في حياة الأسرة واتخاذ ترشيد الإنفاق أسلوب حياة، فليس من المعقول أن يكون هناك اضطرابات اقتصادية سببها أزمة عالمية تؤثر على حياة الناس، وما زالت الأسرة الواحدة بها 4 و5 تليفونات محمول أو الاعتماد على الوجبات "الدليفرى" أو ما زالت الأسر تقوم باتباع مبدأ الرفاهية في التعامل كأن لم يكن هناك شيء حدث أو يحدث، وليس من المعقول أيضا أن نقوم بالتنظير والنقد لسياسات الحكومة في مواجهة الأزمة ونحن ما زلنا على مستوى الأسرة نعيش كأن لم يكن هناك أزمة فى الأساس!!

فدعوتنا اليوم هي ضرورة الإبداع في التوفير من خلال قيام كل أسرة بابتكار أسلوبا للتوفير، فإن لم تستطع الأسرة فعلى الأقل يكون الحرص على التقليل من المصاريف قدر الإمكان، والأهم أن يكون هناك مصارحة ومكاشفة بين أعضاء الأسرة، فلابد من أن يتم مصارحة الأبناء بالتداعيات السلبية التي تنتجها الأزمات على موارد الأسرة وميزانية الإنفاق الأسرى، فليس من المعقول أن يكافح الوالدان من أجل الحفاظ على متطلبات الأسرة والأبناء في وادٍ آخر لا يعلمون شيئا عن ما يحدث من ضغوط يومية، فالمسئولية التشاركية بين أعضاء الأسرة والتخطيط الحسن ومعرفة الواقع من علامات النجاح في أى أزمة تمر بها الأسرة.

وأخيرا.. علينا أن نستلهم قصة "سيدنا يوسف عليه السلام"، بعدما علم أن الدولة ستمر بأزمة اقتصادية بعد 7 سنوات، بدأ بالتخطيط الجيد لهذه الأعوام العجاف، وذلك بالرصد والحساب والمتابعة والتدقيق والمراقبة وإصدار القرارات التي ظاهرها في غاية القسوة لكن باطنها فيه الرحمة، فنجح وأنقذ الناس من الهلاك، هكذا ينبغي للأسرة أن تتعلم من هذا الدرس الدينى المهم الذى يعلمنا كيف نتعامل مع الأزمات؟.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى

حبيبتى ملاك الأغنية الوحيدة من كلمات أمير طعيمة بألبوم الهضبة "ابتدينا"

شرط واحد يفصل كالوشا عن مغادرة إنبي فى انتقالات الصيف

عودة ناشئى اليد للتدريبات عقب انتهاء دورة السويد استعدادا للمونديال

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025


الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

رئيس مركز بشتيل يعتذر عن عدم الترشح لفترة رئاسة جديدة

فلومينينسى ضد تشيلسى.. المتألق بيدرو يضيف الثانى للبلوز 0-2.. "فيديو"

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية


وزارة الصحة بغزة: ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بالحمى الشوكية

إلغاء مسلسل Pulse بعد عرض موسم واحد فقط..اعرف السبب

خزينة الأهلى تنتعش بـ9 ملايين جنيه.. اعرف السبب

مملكة الحرير.. مواجهة بين الجبل والملك الذهبى بعد سجن الأخير

فات الميعاد الحلقة 19.. هل يكتشف أحمد صفوت كذبة أسماء أبو اليزيد؟

إحالة أوراق المتهم بقتل والدته حرقا بسبب تعاطى المخدرات فى الشرقية للمفتى

"تحديات صعبة".. ماذا ينتظر ريبيرو مع الأهلى في الموسم الجديد ؟

البيت الأبيض يستضيف 5 رؤساء أفارقة وسط مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية الجديدة

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

ليفربول يبدأ الاستعداد للموسم الجديد بتكريم خاص لـ جوتا.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى