جيفارا.. العالم يخسر ثائره النبيل

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
سنوات طويلة مرت على موت الرمز النبيل أرنستو تشى جيفارا، بالتحديد خمسة وخمسون عاما على مقتل الرجل الذى ملأ الدنيا وشغل الناس، ولا يزال.
 
 لم يكن جيفارا مجرد ثائر وقف في وجه الاستعمار، بل كان ثائرا حقا، حيث كان الحق ذهب، ولم يكن طالب دنيا أبدا، فقد ترك كل شىء وصل إليه فى كوبا، وذهب ليدافع عن المظلومين في الكونغو بأفريقيا، ومنها إلى بوليفيا، وهناك ترصد له أهل الشر فأسروه وقتلوه، لكن ما الذي حدث بعد ذلك، لقد ذهبوا هم بجريمتهم إلى الهامش، وظل هو في متن التاريخ، ظل رمزا لا بديل له.
 
لم يكن القتلة نبلاء حتى في تعاملهم مع جثته، يمكن أن نتعرف عليهم وهم يتحلقون مثل ضباع وقحة حول أسير سقط بعدما ظل عامين كاملين لا يستطيعون إليه سبيلا حتى ألقوا القبض على صديقه المفكر الفرنسى الماركسى ريجيس دوبريه وبعدما نكلوا به وعذبوه اعترف بمكان جيفارا، وهنا انطلقوا خلفه فى البرية لا يريدون سوى قتله.
 
 كانت الولايات المتحدة الأمريكية دائما وراء كل الكواليس التى أدت إلى هذه النهاية الحزينة، بنفوذها فى أمريكا الجنوبية، حيث وقف رئيس الجمهورية البوليفية الجنرال رونيه بارينتوس قائلا، إنه واثق هذه المرة من القبض على جيفارا حيا أو ميتا، ولم يكن بارينتوس يعتمد فى عملية مطاردة واصطياد جيفارا على رجاله وحدهم، ولا على بعض رجال العصابات الذين تخلوا عن جيفارا وحاولوا الكشف عن مكانه، بل كان يعتمد على قوات متخصصة فى حرب العصابات والتصدى للثوار بوسائل علمية مدروسة. 
 
دائما أفكر فى القلق الذى كان يسببه جيفارا فى نفوس المستبدين، كان يثير فى نفوسهم الفزع الذى كانوا يثيرونه فى أرواح شعوبهم، ويبدو أن السلطات كلها فى تلك الفترة كانت متشابهة، الجميع تخلى عن "الحلم" وراحوا يترقبون ما تفعله الكلاب الهائمة على وجوهها فى الغابات بحثا عن "الصيد الثمين" جيفارا، الذى تمنى أن يموت متكئا على شجرة لكنه لم يحدث.
 
مات جيفارا، وحتما مات قاتلوه، من أمر بالقتل ومن أمسك بالبندقية وأطلق الرصاص، لكن التاريخ هو المنصف الوحيد فى هذه القضية، فقد منح جيفارا حقه وحوله إلى رمز، ومسح أسماء القتلة من سجل الشرف، واحتفظ فقط بصفة كونهم قتلة "جيفارا"، لكم أن تتخيلوا أن من أطلق النار على جيفارا عاد إلى بيته وقص على زوجته ما فعله، حتما قالت له "اصمت ولا تخبر أحدا"، وتمنى أبناؤه من بعده ألا يعرف أحد وصمة العار التى ارتكبها أبوهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لعنة الجنجويد.. إنهم يحرقون دارفور

ميت رهينة تودع بهاء الخطيب بالدموع.. صور

المصري يجهز محمود حمدي للمشاركة فى المباريات بعد العودة من الإصابة

جيوش الأمراض تحارب ضد السودانيين.. معارك السلاح وهجمات الأوبئة تثقلان كاهل القطاع الصحى المتداعى.. 90% من مستشفيات دارفور وكردفان خارج الخدمة.. وانهيار شبه شامل للنظام الصحى فى إقليم دارفور وولايات كردفان

ضبط مهتز نفسيا حاول حرق ماكينة صراف آلي بمدينة 6 أكتوبر


الجثة بقت اتنين.. مصرع شخص وإصابة 3 فى انقلاب سيارة نقل موتى بكفر الشيخ

شاب ينهى حياة والده أثناء نومه بسلاح أبيض لزواجه عرفيا.. تفاصيل

انتشال جثة شاب تعرض للغرق فى نهر النيل بإمبابة

أكرم القصاص يكتب: مصر ومواجهة ألغاز وتحولات الحرب على غزة.. «السياسة والوحدة» بديلا للدعاية

محافظة الجيزة تنفى انقطاع الكهرباء عن مناطق بالعمرانية: الوضع طبيعى


فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة للعام الجديد

إنبي يصطدم بالجونة الليلة في الجولة الرابعة من الدوري المصري

نقيب المعلمين: البكالوريا تنهي كابوس الثانوية العامة وتؤهل الطلاب لسوق العمل

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

وسام أبو علي يسجل ظهوره الأول في الدوري الأمريكي ويربك معلق المباراة بهدف.. فيديو

السيناريست جامايكا يعلن وفاة الممثل الشاب بهاء الخطيب

"زيزو طار من الصدارة".. اعرف ترتيب هدافى الدوري قبل إنطلاق الجولة الرابعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى