نابليون بونابرت تعرض لنفى مهين ولكنه تمرد عليه .. اعرف الحكاية

السنوات الأخيرة لنابليون بونابرت كانت استثنائية ففيها واجه نفى مهين، وموت غامض فى سن 51، وسلسلة أحداث غريبة بعد الوفاة.

بعد هزيمة نابليون فى معركة واترلو عام 1815، تنازل عن عرشه واستسلم للبريطانيين، بدلاً من إعدامه وتحويله إلى شهيد، وضعه البريطانيون فى المنفى فى واحدة من أكثر الأماكن عزلة على وجه الأرض - جزيرة سانت هيلانة التى يسيطر عليها البريطانيون فى جنوب المحيط الأطلسي، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.

جزيرة سانت هيلانة، من الجزر الصغيرة تبلغ مساحتها حوالى 10 إلى 5 أميال فقط، منحدراتها خشنة بدت كئيبة عندما وضع الإمبراطور السابق أعينها عليها لأول مرة، تم نقل نابليون بعد ذلك إلى Longwood House القريب، وهو عقار سقط فى حالة سيئة، وكان رطبًا ومليئًا بالعفن بشكل خاص.

يبدو أيضًا أن الجزيرة كانت موبوءة بالفئران، وهى ميزة انتهزها الساخرون السياسيون من جميع أنحاء أوروبا كفرصة للسخرية من الإمبراطور السابق المهزوم. سخر رسم كاريكاتورى سياسى ألمانى من تلك الفترة من وضعه، حيث كانت تخدمه كتيبة من الجرذان بدلاً من رجال الحاشية. أظهر رسم كاريكاتورى فرنسى الإمبراطور السابق نائمًا فى خيمة بينما كانت الجرذان على الشاطئ تخطط لحملة تمرد – وكتب على رسم الكاريكاتير "حتى الفئران لا تريده".

 وازداد الامر سوءاً عندما قرر الحاكم البريطانى الجديد للجزيرة، هدسون لوى، أن نابليون لن يهرب من هذا المنفى كما فعل من منفاه الأول فى إلبا، فقيد حركته، وعمل على مراقبة مراسلاته، وأمر بأن يُرى نابليون فى المنفى عددة مرات فى اليوم.

أدى ذلك إلى دخول الإمبراطور السابق فى شكل غريب من التمرد، وعمل نحت ثقوب صغيرة فى داخل المنزل حتى يتمكن من النظر إلى الخارج دون رؤيته. كما صمم ممرات غارقة فى الحديقة ليجعل من الصعب على الضباط اكتشافه، كما أنه مارس بعض التسلية: أملئ مذكراته، وكتب كتابًا عن يوليوس قيصر، ودرس اللغة الإنجليزية.

فى نهاية المطاف، بدأت الظروف المعيشية - وخاصة افتقاره إلى ممارسة الرياضة – فى تدهور حالته الصحية بشكل حاد، كان يعانى من آلام فى البطن وإمساك وقيء وضعف عام. بحلول فبراير 1821، بعد حوالى أربع سنوات من وصوله إلى سانت هيلينا، أدرك نابليون أن نهايته كانت قريبة. تصالح مع الكنيسة الكاثوليكية بعد علاقات مضطربة، فى 5 مايو 1821 توفى عن عمر يناهز 51 عامًا.