سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 19 نوفمبر 1948.. الإعلان عن طلاق الأميرة فوزية وشاه إيران محمد رضا بهلوى.. وطلاق الملك فاروق وفريدة

استدعى الملك فاروق مستشاره الصحفى «كريم ثابت باشا» فى قصر المنتزه بالإسكندرية، فصعد «ثابت»، وأقبل عليه الملك مرتديا «الروب دى شامبر» وصافحه صامتا، وفقا لرواية ثابت فى كتابه «طلاق إمبراطورة»، مضيفا: «اتجه الملك إلى سور الشرفة، واتكأ عليه، وحدق فى الفضاء، ثم أخذ يتأوه بصوت مسموع كالمكلوم، وهو صامت كئيب، وإذا به يقول بالفرنسية فجأة: شقيقتى فوزية تعيسة جدا، ثم قال بالعربية: أنا المسؤول، أنا المسؤول».
 
كان حديث الملك حول حياة شقيقته فوزية فى طهران مع زوجها شاه إيران «محمد رضا بهلوى»، مؤكدا لسكرتيره حسبما يذكر فى كتابه، أنه عرف هذه المعلومات من شاب مصرى مقيم فى طهران ويتصل بالإمبراطورة عن طريق آنسة مصرية، كما تحدث عن ظروف زواجها: «كانت» خام جدا وهى فتاة «مواليد 5 نوفمبر 1921»، ولا تعرف عن الحب إلا اسمه، فلما كاشفتها بفكرة زواجها من الشاه «وكان يومئذ ولى للعهد» قالت لى: «إن كنت تريد منى أن أتزوج به فليكن ما تريد»، فقلت لها إننى لا أود أن يتم هذا الزواج ولكنى لا أجبرك عليه، إن كنت لا تميلين إليه، فقالت: «مادمت أنت تراه مناسبا فلا بد أن يكون كذلك»، ثم أطلعتها على صورته، فابتسمت وقالت: «لا أعرفه ولا أعرف غيره، ولكنى أعتمد على رأيك وأعمل به»، فقبلتها، وهنأتها، وأبلغت الشاه الكبير موافقتى».
 
تم الزواج يوم 15 مارس 1939، وأصبحت فوزية «إمبراطورة» بعد أن أصبح زوجها إمبراطورا، غير أن الدكتورة أمل فهمى فى كتابها «الملك فاروق والخلافة الإسلامية» تؤكد أن الزواج كان لغرض «الخلافة الإسلامية» التى طمح فاروق فيها لفترة، وتقول فى كتابه: «ذلل الشيخ المراغى شيخ الأزهر كل العقبات التى وقفت حائلا، وعندما قيل إن الأميرة سنية والأمير شيعى، قال: «ليس فى الإسلام ما يمنع، وأن على ماهر رئيس الديوان الملكى كان من أشد المتحمسين، واعترف بأن المسألة سياسية ودينية، فبالإضافة إلى تأكيد زعامة مصر على البلاد الإسلامية، فإن الزواج يوحد مذهبى الشيعة والسنة».
 
مضت سنوات على الزواج حتى كشف فاروق أسباب قلقه لسكرتيره، وطلب منه وضع خطة لتخليصها، ويؤكد «ثابت» أن تحرياته أكدت له أن الشاه يحب زوجته، وزادا توثقا تعلقهما بالابنة شاهناز «ولدت فى 27 أكتوبر 1940»، لكن فاروق صمم على موقفه، أما الخطة فكانت، استئذان الشاه فى زيارة الإمبراطورة لأهلها لتهنئة شقيقتها الأميرة فايزة بمناسبة زواجها من الأمير محمد على رؤوف حفيد الخديو إسماعيل يوم 17 مايو 1945، ووافق الشاه، واهتم البلاط الإيرانى ببحث تفاصيل استقبالها، وتقرر أن يكون فاروق فى طليعة مستقبليها عند هبوط طائرتها فى مطار «النزهة» بالإسكندرية، وتؤدى التحية العسكرية عند نزولها من الطائرة، وتعزف موسيقى الإمبراطورى الإيرانى، ويصطف جنود من الجيش المصرى لتحيتها، حتى إذا بلغت قصر الضيافة «قصر أنطونيادس» تؤدى التحية العسكرية لها ثانية، وتعزف موسيقى السلام الإمبراطورى الإيرانى، فالسلام الملكى المصرى.
 
كان مع الامبراطورة حاشية إيرانية أقامت معها، وحسب «ثابت» فإنه لم يكن هناك أى دلائل عن خلافاتها أو تعاستها مع زوجها، بل إنها وضعت صورتين للشاه وابنتها على منضدة فى حجرة جلوسها بالفندق، ولما علقت شقيقتها «فايزة» بالفرنسية على صورة الشاه بأنها: لطيفة ردت: «هو أحسن جدا من صوره».
 
ويتحدث «ثابت» عن تسلل فاروق إلى قصر أنطونيادس دون علم شقيقته، وفتحه لحقائبها باستخدامه آلة حادة لكسر الأقفال، واستيلائه على تشكيلة من الفراء ومعاطف فراء، وفساتين سهرة وحقائب يد، وأدوات زينة وروائح عطرية، ومشغولات ذهبية بعضها مرصع بأحجار كريمة، ويؤكد «ثابت» أن فاروق فعل ذلك تحت تأثير إصابته بمرض يدفعه إلى «الخطف» كلما تحركت فيه عوامله، وأن شقيقته بكت حين أخبرها سليمان قاسم رئيس خدم القصور الملكية أن مولانا هو الذى فتح هذه الحقائب بيده».
 
يؤكد «ثابت» اختطاف الملك لشقيقته من القصر، ونقلها إلى «المنتزه» أثناء نوم الحاشية الإيرانية، وسحب كل الخدم والحرس المصريين فيه، وعلمت السفارة الإيرانية فى القاهرة، لكنها تكتمت حتى تصلها التعليمات من طهران، واتفقت كل الآراء على أن خطف الإمبراطورة كان مقدمة لطلب تطليقها، وبالفعل بدأت الاتصالات حول ذلك.
 
يقول ثابت: «لما كوشف الشاه، قال إن دهشته عظيمة، فهو يحب زوجته، وزوجته تحبه، فما الذى طرأ؟.. وبعد مفاوضات طويلة تعددت فيها مقابلات الشاه مع سفير مصر وافق جلالته على الطلاق، لكن فاروق رجاه برغبة أخوية أن يرجئ الإعلان قليلا، وامتد التأجيل من شهر إلى آخر، حتى وقع طلاق الملك فاروق وفريدة، فتم الإعلان عن الطلاقين فى 19 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1948 حسب تأكيد الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «فاروق وسقوط الملكية فى مصر».
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

هالاند يقود تشكيل الجولة الثانية فى لعبة فانتازى الدورى الإنجليزى

يانيك فيريرا: الزمالك استحق الفوز ومباراة مودرن سبورت الأفضل للفريق فى الدورى

أسعار اشتراكات المترو لكل الفئات وموعد فتح اشتراك الطلبة وأماكن المكاتب

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية


تعرف على مواعيد مواجهات منتخب الناشئين في كأس الخليج

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

الرئيس السيسى يعود إلى أرض الوطن بعد لقائه ولى العهد السعودى

عمر مرموش يُفاجئ الجميع بأصعب مدافع واجهه فى الدورى الإنجليزى

الإسماعيلي يعلن إلغاء بند شغل المناصب الشاغرة من أعمال الجمعية العمومية


سيراميكا يفقد فخري لاكاي أمام المقاولون العرب في الدوري

حرس الحدود يتعادل مع المقاولون العرب سلبياً في الدوري

ولى العهد السعودى يثمن الدور المحورى لمصر فى ترسيخ الأمن على المستوى الإقليمى

10 مباريات جمعت الزمالك ومودرن سبورت قبل لقاء الليلة.. إنفو جراف

زفاف بعد السبعين.. فريد وفاطمة يتحديان السن ويدخلان عش الزوجية فى المنوفية

الآن نتيجة الدور الثانى للشهادة الإعدادية لمحافظة سوهاج بالاسم ورقم الجلوس

فيديو.. انبهار لجنة تحكيم مسابقة دولة التلاوة بصوت "ياسين" أصغر المتسابقين

النيابة الإدارية تحيل 10مسؤولين للمحاكمة بسبب مخالفات فى دار أيتام بالقاهرة

النجمة نادية الجندي فى إطلالة صيفية مبهجة.. صور

زيارة الرئيس السيسي للسعودية.. شراكة استراتيجية تعزز الأمن العربي وتفتح آفاق التعاون.. وسياسيون: تعكس عمق العلاقات التاريخية ودور القاهرة والرياض في استقرار المنطقة.. تؤكد وحدة الموقف العربي وصياغة مستقبل مشترك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى