الهوس الدينى.. الفكر المتطرف لـ جهيمان العتيبى جعله يحتل المسجد الحرام 14 يومًا

جهيمان العتيبى
جهيمان العتيبى
أحمد إبراهيم الشريف

هل فكرت من قبل ما الذى يمكن أن يفعله الهوس الديني، وكيف يتأذى الجميع منه؟ وللعلم فإن هذا الهوس موجود عند أشخاص كثيرين ينتمون إلى أديان وطوائف وجماعات مختلفة، وسنتوقف اليوم عند قصة أحدهم، هو "جهمان العتيبى" الذى اقتحم المسجد الحرام فى 20 نوفمبر 1979، الموافق الأول من شهر محرم 1400.

اسمه جهيمان بن محمد بن سيف العتيبى، كان قائدا للمجموعة التى اقتحمت الحرم، وهو دارس للفلسفة الدينية فى جامعة مكة المكرمة والجامعة الإسلامية فى المدينة المنورة، وهناك التقى محمد بن عبد الله القحطانى الذى تزوج أخته بعد ذلك.

وفى أواخر عام 1399هـ أخبر القحطانى صهره جهيمان بأنه رأى فى منامه أنه المهدى المنتظر، وأنه سوف يحرر الجزيرة العربية والعالم كله، وقام جهيمان وجماعته قبل انطلاق أذان فجر القرن الهجرى الـ 15 ومن المكان المخصص لدخول الشاحنات، تمكن بعض رجال جهيمان من إدخال شاحنتين محملتين بالتمر والماء والذخيرة إلى الحرم المكى، كما تمكن قرابة 200 شخص من الدخول إلى الحرم الشريف، حاملين عددًا من النعوش الممتلئة بالأسلحة.

جهمان العتيبى
جهمان العتيبى

 

وبعد صلاة الصبح تحدث أحد رجال الجماعة ويدعى خالد اليامى ساردًا بعض الأحاديث التى تصف المهدى وتتحدث عن علامات ظهوره، قبل أن يصل فى خطبته إلى مراده قائلا: فاعلموا أيها المسلمون، أنه انطبقت هذه الصفات كلها على هذا المهدى الذى سوف تبايعون بعد لحظات بين الركن والمقام، معلنًا أن المهدى موجود الآن داخل صحن الحرم لتلقى البيعة.

وفور انتهاء الخطبة بدأ جهيمان وأتباعه فى إجبار المصلين على التقدم نحو الكعبة بين الركن والمقام، ومبايعة زوج أخته محمد بن عبد الله القحطانى بصفته المهدى المنتظر.

وبعد أن علمت السلطات السعودية ذلك بدأت محاصرة المسجد، وحاول محمد بن عبد الله القحطانى إقناع رجاله بأنه مخلد ولن تتمكن القوات من قتله، فكان يعيد إلقاء القنابل التى تسقط عليهم باتجاه القوات وهو ينادى أنا المهدى يا أعداء الله، وفى إحدى المرات انفجرت قنبلة بين يديه، ولم يتمكن الرجال من إنقاذه، لتسحب القوات جثمان القحطانى خارج الحرم، دون أن تدرى أنه المهدى المزعوم.

واستمر احتلال المسجد أربعة عشر يومًا حتى تمكنت القوات من تحريره وتمت محاكمة جهيمان ومن تبقى من رجاله، ونفذ فى الكثيرين منهم حكم الإعدام.

من المهم التعريف أفكار جهيمان العتيبى ومن أين استقاها، لقد كات تابعا جمعة تسمى تنفسها "الجماعة السلفية المحتسبة":

ويقول كتاب "حتى لا يعود جهيمان"، لـ توماس هيجهامر، وستيفان لاكروا، حسبما نقل عنه الكاتب سامح فايز، تشكّلت المجموعة، التى سميت "جسم"، فى المدينة المنورة فى أواسط الستينيات، شكّلتها مجموعة صغيرة من طلبة الدين، كانوا يعملون، لبعض الوقت، فى مجال الدعوة فى الأحياء الفقيرة، ونظراً إلى أنهم تأثروا بالألبانى، أصبح لديهم إيمان راسخ بأنّ المذاهب الفقهية، والتيارات الإسلامية فى ذلك الوقت، بما فى ذلك التيار الرسمى السعودى، أى الوهابية، تحتاج إلى التنقية من البدع والأفكار الخاطئة، كما عملوا على مواجهة التأثير المتزايد لجماعات أخرى موجودة على الساحة فى المدينة خلال السبعينيات، وخاصة جماعة التبليغ والدعوة وجماعة الإخوان المسلمين.

جماعة جهمان العتيمبى
جماعة جهمان العتيمبى

بينما يرى كتاب "أيام مع جهيمان" لـ ناصر الحزيمى جوانب مهمة لهذه الحركة، حيث يرجع الكاتب بالزمن إلى سنة 1974م عند بداية تعرفه على الجماعات الإسلامية كمُتديّن وليس كمُنتمٍ إلى إحداها، ويصف هذه الفترة بأنها البداية الحقيقية لظهور الصحوة الإسلامية، وانحسار قوى اليسار، وبعد مرور عامين حدث اللقاء الأول بينه وبين قيادات الجماعة السلفية فى الكويت، فانتظم فى حضور ديوانياتهم، التى فهم منها منهجهم العقائدي، وتبنّى نفس موقفهم من الجماعات الأخرى مثل جماعة الإخوان المسلمين، والتبليغ.

وقد عرف عن "جهيمان العتيبى" إصداره ما يسمى بـ "الرسائل السبع" تتعلق بموضوعات منها "رفض الحداثة، والمطالبة بالملك الجبرى، وعدم التخلى عن الخلافة الإسلاميَّة، والبيعة"

ويرى البعض ومنهم "محمد الدابولى" فى مقالة بعنوان السلفية المحتسبة .. الردة على مسيرة التنوير" أن جهيمان العتيبى قد تأثر بالحركة الراديكالية الإسلامية فى مصر ومفكريها، فالكثير من الكتابات تُشير بوضوح إلى تأثره بكتابات "سيد قطب" وأفكار "شكرى مصطفى" مؤسس "جماعة المسلمين"، لذا يمكن القول إن "جهيمان" عمل على نقل التجربة المصرية فى الجماعات الإرهابية، خاصة جماعة المسلمين أو ما يُسمى إعلاميًّا "التكفير والهجرة" إلى داخل السعودية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قرارات عاجلة فى واقعة غرق 7 طلاب وإصابة 28 آخرين بشاطئ أبو تلات بالإسكندرية

مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يكشف عن إصدارات الدورة 32

أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جمهوريًا بتعيينات في المحاكم الابتدائية.. بالأسماء

اعترافات صادمة لقاتلة أسرة دلجا بدير مواس: وضعت لهم السم والسبب ضرتي


ريبيرو يستبعد 9 لاعبين من قائمة الأهلى لمواجهة غزل المحلة بالدوري

ستراسبورغ ضد نانت.. مصطفى محمد يقود هجوم الكنارى في الدورى الفرنسي

زوجة الأب سممت الجميع.. الداخلية تكشف سبب وفاة أسرة دلجا بديرمواس

دموع الفرح تملأ الحرم فى عمرة المولد النبوى.. صور ودعوات وهدايا.. المصريون يوثقون عمرة المولد.. المعتمرون يزورون حراء وغار ثور ومنازل الصحابة.. ويتفقدون مشاعر عرفات ومنى والمزدلفة للذكرى

مدبولى يتابع مستجدات موقف تنفيذ "الدلتا الجديدة" ورفع كفاءة استخدام موارد المياه


يوفنتوس يُعلن قائمة مباراة بارما في افتتاح الدوري الإيطالي

تعرف على بديل إمام عاشور فى منتخب مصر أمام أثيوبيا وبوركينا فاسو

قصف إسرائيلى يستهدف منطقة المجمع الرئاسى فى العاصمة اليمنية صنعاء

الجيش الإسرائيلي: مقتل جنديين وإصابة ثالث جنوب قطاع غزة

والد طالبة تعديل الرغبات يتنازل عن المحضر ضد المتسببة.. ويؤكد: كان يهمنى مستقبل بنتى

ارتفاع عدد ضحايا حادث غرق "أبو تلات" لـ7 أشخاص.. قوات الإنقاذ النهري تعثر على جثة شاب طافية على سطح الماء.. إنهاء إجراءات تسليم جثامين الضحايا لذويهم.. والمحافظ: تحسن الحالات المصابة بمستشفى العامرية.. فيديو

رقم قياسي ينتظر محمد صلاح في مباراة نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول

تزايد عدم الرضا عن ترامب فى الولاية الثانية.. استطلاع: 56% يعترضون على أدائه

العثور على جثة طافية جديدة ليرتفع عدد ضحايا غرق شاطئ أبو تلات لـ7 وفيات

السقا وأحمد نادر جلال يجتمعان مجددا فى فيلم هيروشما بعد نجاح أحمد وأحمد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى