إنقاذ تراث سمير صبرى من الروبابيكيا.. مهرجان القاهرة السينمائى احتفل به بالتزامن مع بيع مقتنياته وصوره الشخصية والفنية.. دروع تكريمه ألقيت على الرصيف مع أفيشات أفلامه وأرشيفه واليوم السابع تنتشله من الضياع

تراث سمير صبرى
تراث سمير صبرى
وائل السمرى

الراحل الكبير تبرع بمقتنياته قبل وفاته لوزارة الثقافة ولجان الوزارة لم تمنع وصول تراثه الفني إلى تجار سوق الجمعة

كان صوته صادحًا في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 44، وصورته تملأ شاشات العرض، وابتسامته تزيد الحفل بهجة وتداعب قلوب الحاضرين بالذكريات الدافئة والحنين الدائم، يأتي الصوت من خلف الأضواء الوامضة:

"تعالى.. تعالى.. 
الناس حبايبك الليادي معاك.. 
تعالى.. تعالى.. 
عيش معانا ده الحياة عايزاك" 

لكن وبكل أسف، على ما يبدو أن الفنان الذي نادى على الجميع "عيش معانا دي الحياة عايزاك" لم يجد أحدًا ليقول له: ونحن أيضًا. 

"فيه حاجة حصلت 
فيه حاجة بتحصل..
فيه حاجة هتحصل بالتأكيد" 

على نغمات تلك الأغنية أيضًا سارت خطوات الراقصين في حفل الافتتاح، وفي ذات الوقت كانت "فيه حاجة بتحصل" وهي بيع مقتنيات الفنان الكبير سمير صبري ودروع تكريمه وأفيشات أفلامه، وصوره الخاصة، وجانب من أرشيفه الصحفي.

تراث سمير صبرى (9)
 
كل هذا يحدث والفنان الكبير حسين فهمي يسرد ذكريات المحبة بينه و"سمير صبري" ساردًا ما كان يدور بينهما من حوارات ساخرة ومرحة، بينما أجواء بيع مقتنياته، كانت ساخرة فحسب.
 
تلك جريمة بكل المقاييس، فالفنان الراحل لم يكن فنانًا عاديًا، بل كان موسوعة فنية متنقلة، ممثلاً كان، مغنيًا كان، مذيعًا كان، ومنتجًا أيضًا، وفي حين أن ما تحصل "اليوم السابع" عليه يعد أقل من القليل، لكن لا أحد يدري، ما الذي تم بيعه بالفعل، وهل تلك المقتنيات كانت بداية المبيعات أم نهايتها.
 
ألبوم كامل من الصور الرائعة التي التقطت أثناء تصوير فيلم "الأحضان الدافئة" بحسب ما هو ظاهر على تتر الفيلم الذي أنتج في العالم 1974 فقد كانت هذه الصورة بعدسة المصور"محمد جوهر" وفيه يلعب سمير صبري دور البطولة، بجانب كلا من زبيدة ثروت وسمير غانم وعماد حمدي وفاطمة مظهر وفايز حلاوة، ومن ﺇﺧﺮاﺝ نجدي حافظ، وﺗﺄﻟﻴﻒ أحمد صالح وقصة وسيناريو محمود أبو زيد.
 
ألبوم كامل من الحجم الكبير لما يقرب من 150 صورة نادرة بعدسة المصور محمد بكر لفيلم "منزل العائلة المسمومة من إخراج محمد عبدالعزيز وسيناريو أحمد صالح عن إسماعيل ولي الدين، وبطولة كل من نادية لطفي  فريد شوقي  يسرا  تحية كاريوكا  هياتم بالإضافة بالطبع إلى سمير صبري.
 
تراث سمير صبرى (17)
 
ألبوم كامل لجزء من الأرشيف الصحفي لسمير صبري، به الكثير من الصور النادرة التي تجسد مراحل حياته وأهم أفلامه، وأهم محطاته الإعلامية، وفيه نرى صوره مع عبد الحليم حافظ أثناء تصوير مهرجان التليفزيون الأول، كما نرى صوره مع الممثلة الأنجليزية ديانا دريل والمخرج أنتوني توماس، بالإضافة على صوره مع جماهير "السلخانة" وصوره وهو يلعب الكرة مرتديا قميص نادي الزمالك، وصوره مع نورا وفريد شوقي وعبد المنعم مدبولي وشادية وإسعاد يونس ونيلي، وعادل أدم وماجدة الخطيب وعبد المنعم إبراهيم، ونجوى فؤاد وصباح، هذا كله بالإضافة إلى صور عديدة له أثناء تقديمه لبرنامج النادي الدولي الذي استضاف خلاله غالبية نجوم مصر ونخبها. 
 
أما الأفيشات النادرة لأهم أفلام الراحل الكبير فحدث لا حرج، وقد تنوعت ما بين الأفيشات كبيرة الحجم والأفيشات متوسطة الحجم، لأفلام مهمة مثل (أهلا يا كابتن 1978 - خيانة 1989- بيت بلا حنان 1976- جحيم تحت الماء 1989 -  علاقات مشبوهة 1996-  دموع صاحبة الجلالة 1992- منزل العائلة المسمومة 1986 -  السلخانة 1982 - لعبة القتل  1994- القتل اللذيذ 1998- ابن الجبل – 1992)
 
ولعل من المحزن أيضًا أن نجد من بين هذه المقتنيات دروعًا تكريمية للفنان الراحل وقد حملت اسمه، مثل الدرع المهدى من جمعية محبي الفنان فريد الأطرش لرعاية المواهب الفنية، والذي كتب عليه "إهداء إلى الفنان الكبير والإعلامي الرائد "سمير صبري" تقديرا لعطائك المتميز، ودرع آخر مقدم من جمعية شموع الخيرية والذي جاء نصه "شكر وتقدير.. تشكر جمعية الشموع لرعاية المرضى النجم الفنان "سمير صبري" لدوره الفعال تجاه جمعية شموع، وفي الحقيقة فإن هذه الدروع تعكس جانبا مهما من اهتمامات الفنان الراحل وانشطته وعلاقته بمجتمعه وفنه أيضًا. 
 
لا أبالغ إذا قلت إن الفنان سمير صبري كان من الفنانين القلائل الذين يجمع على محبتهم وتقديرهم الجميع، فقد كان رحمه الله من أكثر الشخصيات الفنية ثقافة ووعيًا، وقد حمل مشعل الفن طوال حياته المديدة، ولم يبخل يومًا على أحد بمساعدة أو مشورة، ولم يبخل أيضًا على وطنه بالحب أو بالعمل، وحتى في أواخر أيامه أصر سمير صبري على أن يعلن للجميع بتبرعه لمكتبته لوزارة الثقافة، وهي المكتبة العامرة بكل صنوف الفن، والحاوية للعديد من المواد الأرشيفية المهمة، والتي تؤرخ لحياته كفنان أو لجيله من الفنانين، ولهذا كان صدمتنا كبيرة حينما رأينا الكثير من مقتنياته الشخصية لدى تجار الأنتيكا في حين أن صوته الموصي بتولي وزارة الثقافة أمر تركته الفنية ما زال صادحًا. 

"حبيت ووفيت وياريته كان حلم ما كان .. وأسيت وداريت ولقيته كان بس كلام" 

هكذا غنى سمير صبري في فيلم "أخطر رجل في العالم" وعلى تلك الأغنية أيضًا رقص الراقصون في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، لنفاجأ بعد ذلك بتلك الواقعة المؤسفة وتلك المفاجأة غير السارة بالطبع، وعلى أي حال فقد أتت تلك المقتنيات إلى اليوم السابع بما يعني أنها أنقذت، لكن المحزن في الأمر هو أن تلك المقتنيات لم يكن من المفترض أن تذهب لتباع على أرصفة سوق الجمعة.

سكر حلوة الدينا سكر.. سكر والله الدنيا سكر

هل لنا الآن أن ننعم براحة الضمير ونحن نرى تراث هذا الرجل على الأرصفة، هل فعلاً "حلوة الدنيا جميلة زي السكر؟" ونحن لم نستطع الحفاظ على هذا التراث الفني الذي يؤرخ لحقبة مهمة من الفن المصري؟ أسئلة عديدة يجب على وزارة الثقافة أن تجيب عليها، خاصة إذا ما وضعنا في الحسبان أن الدكتورة نيفين الكيلاني شكلت لجانا لفحص هذا التراث الفني النادر وإحصائه وصيانته، لكننا لا نعلم ما الذي حدث وكيف تسربت تلك المقتنيات الفنية إلى هذا المصير؟
 
تراث سمير صبرى (1)
 
تراث سمير صبرى (2)
 

 

تراث سمير صبرى (3)
 
تراث سمير صبرى (4)
 
تراث سمير صبرى (5)
 
تراث سمير صبرى (6)
 
تراث سمير صبرى (7)
 
تراث سمير صبرى (8)
 
تراث سمير صبرى (10)
 
تراث سمير صبرى (11)
 
تراث سمير صبرى (12)
 
تراث سمير صبرى (13)

 

تراث سمير صبرى (14)
 
تراث سمير صبرى (15)
 
تراث سمير صبرى (16)
 
تراث سمير صبرى (18)
 
تراث سمير صبرى (19)
 
تراث سمير صبرى (20)
 
تراث سمير صبرى (21)
 
تراث سمير صبرى (22)
 
تراث سمير صبرى (23)
 
تراث سمير صبرى (24)
 
تراث سمير صبرى (25)
 
تراث سمير صبرى (26)
 
تراث سمير صبرى (27)
 
تراث سمير صبرى (28)
 
تراث سمير صبرى (29)
 
تراث سمير صبرى (30)
 
تراث سمير صبرى (31)
 
تراث سمير صبرى (32)
 
تراث سمير صبرى (33)
 
تراث سمير صبرى (34)
 
تراث سمير صبرى (35)
 
تراث سمير صبرى (36)
 
تراث سمير صبرى (37)
 
تراث سمير صبرى (38)
 
تراث سمير صبرى (39)
إنقاذ تراث سمير صبرى من الروبابيكيا.. اليوم السابع ينتشله من الضياع.. صور
إنقاذ تراث سمير صبرى من الروبابيكيا

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الآن نتيجة الدور الثانى للشهادة الإعدادية لمحافظة سوهاج بالاسم ورقم الجلوس

تشكيل المقاولون العرب وحرس الحدود لمباراة الفريقين في الدوري

كل ماتريد معرفته عن مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدورى

محمد صلاح يحقق إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق في الدوري الإنجليزي

تفوق على رونالدو.. محمد صلاح أفضل جناح في تاريخ الدوري الإنجليزي


جنايات دمنهور تقضى بالإعدام على توربينى كفر الدوار لاعتدائه على 3 أطفال

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

علشان تختار لولادك صح.. الفروق بين نظام البكالوريا والثانوية العامة

القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار


تشغيل خدمة جديدة تعمل اليوم بالسكة الحديد.. تفاصيل

حملة رياضية كبرى لعزل إسرائيل ودعم سكان غزة.. ومحمد صلاح يتصدر المشهد

موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت فى الدورى

ذكرى رحيل عملاق الطرب محمد عبد المطلب.. عاش بفنه رغم الغياب

عرض كويتى جديد لاستضافة السوبر الرباعى المصرى

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

نسرين طافش تكشف عن مشروع بودكاست جديد في مجال التنمية الذاتية

إصابة شخص إثر إطلاق نار فى مستوطنة ملاخى هشالوم بالضفة الغربية

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى