فيلم رحلة يوسف.. الفرار على طريقة العائلة المقدسة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف

تركت الأزمة السورية صورا عديدة للمعاناة، واحدة منها يمكن أن نشاهدها فى مهرجان القاهرة السينمائى، فى دورته الـ 44 المقامة حاليا، هذه الصورة يقدمها فيلم "رحلة يوسف" للمخرج جو سعيد، بطولة الفنان السورى الكبير أيمن زيدان.

يحكى الفيلم عن الجد يوسف، رجل عجوز لكنه خبير بالحياة، رأى فيها الكثير، حتى استوى عنده كل شيء، يتذكر أنه ذات مرة مات ولده الوحيد، وكانا يعملان على "سيارة نقل" على طريق سريع، مات فى حاث، فحمله بيديه ودفنه، هذا الرحل العجوز القوى ليس له فى الدنيا سوى حفيد اسمه زياد، يعيش له ولأجله، لكن الحرب الدائرة تجبره على أشياء منها أن يخرج من قريته إلى أحد مخيمات اللاجئين، فعل ذلك بسبب القهر، ففى القرية أرادوا أن يسلبوا زياد حبيبته هاجر، فأخذ الجد زياد وهاجر وخالتها وخرجا من القرية فارين.

هذا هو الخط الذى يقود الفيلم، لكنه يعكس أشياء كثيرة، لأنه يقول لك هناك من يحاول أن يحمى الحب، وهناك من يسعى لتدميره، هناك من يستمتع بالضحكة وهناك من يسعى لوأدها، هناك من يرى الحلم وينميه، وهناك من يقضى عليه ويحطمه، هناك من يحلم للشباب، وهناك من يريد قتلهم.

لم يتحدث الفيلم بصورة مباشرة عن الصراع السياسى كيف بدأ ولماذا لم ينته، لكنه يتحدث عن الناس يقول لك، إن الحياة فى المخيمات ليست سهلة أبدا، فالفرحة قليلة والتربص كثير، والحلم بالغد يمكن أن ينتهى فى لحظة غادرة، وقد حدث ذلك كثيرا فى الفيلم، لن تشعر الأمان أبدا، لقد صنعت الحرب خللا فى كل شيء، والناس ليس لهم سوى حلم واحد أن يعودوا إلى بيوتهم.

لقد مثل زياد الحفيد حلما كان يمكن له أن يخرج العائلة من الجحيم الذى هى فيه، لكن النظرة الضيقة لم تقبل ذلك أبدا، ومن هنا يقدم الفيلم رؤية مهمة، مفادها أن العقلية قد فسدت بسبب الحرب، والعنف الخارجى أوجد عنفا مشابها فى طريقة التفكير، ولم يعد الناس يهتمون بالحب ولا يعجبون بالضحك.

جاءت نهاية الفيلم شجنية وحزينة تتفق مع الواقع، وإن كانت ألمت بنا -نحن المشاهدين - رغبة أن تنتصر الأحلام، لكن ذلك لم يحدث، ومن الملاحظ فى الفيلم جاء بناؤه بصورة جيدة، فقد تم تقسيمه إلى أربعة أقسام (الشتاء، الربيع، الصيف، الخريف) بما يعكس تغيرات وتنوعات، كما أن التصوير جاء بصورة ممتازة، أضف إلى ذلك أن الشخصيات جميعا مرسومة بصورة جيدة، خاصة شخصية يوسف وعائلته، ورحلتهم التى تذكرك برحلة العائلة المقدسة، حيث ينتهى الفيلم بيوسف يواصل رحلته بينما زوجته تحمل طفلها، وهو يمسك بالبغل الذى يجر خلفه عربه كارو.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محافظة الإسكندرية تعلن إغلاق جميع الشواطئ غدا بسبب ارتفاع الأمواج

مصر تدين استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي في خان يونس

العالم هذا المساء.. ترامب يوقع أمرا ضد حرق العلم الأمريكى.. ومنها إلغاء تأشيرات.. وحديقة حيوان برلين تختفل بمرو عام على ولادة توأم الباندا العملاقة.. وإعادة فتح الشواطئ في أوتير بانكس ونيويورك بعد إعصار إيرين

نتيجة الثانوية العامة للدور الثاني 2025.. إعلانها عقب انتهاء التصحيح والرصد

محمود سعد: وصول النجمة أنغام لمصر وصوتها جميل ومتألق كالعادة


ريبيرو: الأهلي خلق 7 فرص أمام غزل المحلة.. والنتيجة لم تكن في صالحنا

وادي دجلة يهزم زد 2-1 ويحقق أول انتصار بدوري نايل

الأهلي يواصل نزيف النقاط ويتعادل مع المحلة سلبيًا.. صور

رحيل المذيع عاطف كامل بعد مسيرة حافلة فى ماسبيرو

أخبار مصر.. انخفاض فى درجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 34 درجة


أم أطفال دلجا: ضرتى أحضرت لنا بطيخة عليها اسم بنتها وكنت متوقعة إنها بتعمل أسحار

حبس المتهم بالتعدى على فتاة من ذوي الهمم فى الشرقية

الإسماعيلى يستعيد جهود عبد الله جمال أمام غزل المحلة بعد انتهاء الإيقاف

رئاسة الجمهورية: افتتاح الخط الأول للقطار الكهربائى السخنة ـ مطروح يونيو 2026

الرئيس السيسى يطلع على مستجدات إنشاء وتحديث وتشغيل وإدارة الموانئ بالجمهورية.. فيديو

أحمد شريف يكسب ثقة فيريرا فى الزمالك.. اعرف التفاصيل

وزير الخارجية فى رسالة تحذيرية: لن نسمح بإقامة وهم "إسرائيل الكبرى"

أقل من شهر وينتهى الصيف.. موعد بداية فصل الخريف 2025

تنسيق المرحلة الثالثة.. القوائم المُحدثة لمؤسسات التعليم العالي المُعتمدة فى مصر

أكثر اللاعبين تحقيقا للانتصارات فى عالم كرة القدم.. رونالدو يهزم ميسي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى