إعادة تدوير النفايات فى القارة السمراء بعد ساعات من ختام قمة المناخ فى شرم الشيخ.. نموذج "مبدع" فى نيجيريا بصناعة الأزياء من "البلاستيك".. وآخر "محبط" فى تونس ينشر التلوث و"الضباب الدخانى" ويسمم الهواء

انتشار النفايات يهدد حياة الأفارقة
انتشار النفايات يهدد حياة الأفارقة
كتب- أحمد الجمل

تنتشر أكوام القمامة والنفايات فى أفريقيا على اختلاف خطورتها وأشكالها بمعظم بلدان القارة السمراء، حيث يجرى التخلص من المخلفات البلاستيكية، والمنزلية، والطبية، والإلكترونية، والصناعية، والعضوية -غالبَا- دونما رقابة؛ ما يتسبب فى تفشى الأمراض والأوبئة وتلوُّت التربة والمياه.

ورغم وجود مكبّات نفايات مطوّرة فى بلدان أفريقية، مثل: النيجر، والكونغو، ومالى، وبوركينافاسو، وموزمبيق؛ إلّا أنها تطفح بالقمامة.

وبعد مرور ساعات من اختتام قمة المناخ فى شرم الشيخ، تظهر واحدة من النماذج المبدعة فى تدوير النفايات، حيث أعاد نشطاء مراهقون معنيون بالمناخ فى أكبر مدن نيجيريا تدوير القمامة إلى ملابس من أجل "تراشون شو" أو عرض أزياء من النفايات.

وقال تشينيدو موغبو مؤسس مبادرة الأصابع الخضراء للحياة البرية وهى جماعة محافظة تعمل مع نشطاء أن المعرض يهدف لزيادة الوعى بمشكلة التلوث البيئي.

ولاغوس واحدة من أكثر المدن الأفريقية ازدحاما السكان حيث يزيد عدد سكانها عن 15 مليون نسمة، وتنتج ما لا يقل عن 12 ألف طن مترى من النفايات يوميا، حسبما تقول السلطات.

وفى ظل التراخى فى تطبيق قوانين البيئة، يقدر البنك الدولى أن التلوث يقتل ما لا يقل عن 30 ألف شخص فى هذه المدينة كل عام.

وجاء معرض هذا العام فى الوقت الذى اختتم فيه قادة العالم للتو أسبوعين من محادثات تقودها الأمم المتحدة بشأن المناخ فى مصر.

وبالتعاون مع النشطاء والعارضين الشباب تقول مبادرة الأصابع الخضراء للحياة إنها تعيد تدوير أكبر قد ممكن من المواد البلاستيكية فى مجتمع تلو الآخر.

وتنظم المبادرة عمليات تنظيف للنفايات فى المجتمعات، فى قنوات الصرف الصحى والشواطئ، ثم يتم استخدام النفايات البلاستيكية فى صنع أقمشة لعرض الأزياء.

ومن جانبها، قالت ناثانيال إيديغوا البالغة من العمر 16 عاما، وهى مغطاة بملاعق بلاستيكية حمراء وقماش، إنها انضمت إلى نسخة هذا العام كعارضة أزياء "لإحداث تغيير".

وأضافت: "نستطيع أن نرى أننا جميعا تأثرنا بالتغير المناخى، لذلك أنا بالفعل أريد إحداث فارق".

على الجانب الأخر فى دولة تونس، مرت أكثر من سنة ولا تزال الأزمة البيئية فى محافظة صفاقس تراوح مكانها، بسبب تراكم النفايات فى شوارع المدينة بعد أن ضاقت بها مكبات النفايات التى تجاوزت طاقة استيعابها القصوى منذ أشهر.

وعادت منذ أيام أزمة النفايات للواجهة فى صفاقس، بعد أن استوفت الحلول المؤقتة التى تم وضعها فى السابق إمكانية تطويقها للأزمة، وظهرت من جديد مشاهد تراكم النفايات فى الشوارع فضلا عن قيام البعض بمحاولة التقليص من كميات النفايات المتراكمة فى مكبات الفضلات المؤقتة عن طريق الحرق، مما أدى إلى انبعاث الغازات السامة والروائح الكريهة، وخروج الأهالى للاحتجاج على الوضع البيئى الخانق ومطالبة السلطات بإيجاد حلول جذرية تنهى أزمة إدارة النفايات فى المحافظة.

وأكد المهندس والخبير البيئى حمدى حشاد أن تكدس القمامة وحرقها فى صفاقس أدى إلى "تدهور نوعية الهواء وتراجع مؤشرات جودته إلى مستوى 109 الذى يشكل خطرا صحيا على الفئات الهشة مثل الأطفال وحاملى الأمراض التنفسية".

وأضاف أن المشاهد فى شوارع مدينة صفاقس تبدو صادمة بعد تراكم القمامة وانتشار "الضباب الدخاني" فى السماء، مما يؤشر على "سمية الهواء".

وأرجع الخبير البيئى أزمة النفايات فى صفاقس إلى نقل النفايات إلى مصبات غير مراقبة، معتبرا تواصل الأزمة منذ عام كامل استهتارا بصحة المواطن.

وقال الناشط فى المجتمع المدنى والخبير فى تثمين النفايات، حمدى شبعان، أن المشكل فى صفاقس لا يتعلق بغلق مكب النفايات فقط بل بأزمة انتقال بيئى فى المدينة، التى تحتاج سياستها البيئية إلى المرور إلى معالجة وتثمين النفايات بطريقة حديثة والتخلى عن طريقة ردم النفايات والاستعاضة عنها بحلول أخرى أكثر استدامة، عبر توظيف الاقتصاد الدائرى فى مجال تدوير النفايات والذى من شأنه أن يسمح بتوفير أرباح للدولة وللمواطن وباحترام تونس للمعايير البيئية الدولية.

وأوضح الخبير فى تصريحات لموقع "سكاى نيوز عربية"، أن المرور إلى معالجة النفايات بشكل دائرى فى البلاد يتطلب توفير أماكن مخصصة لردم الكميات المتبقية من النفايات بعد التدوير والانطلاق فى أقرب وقت فى تنظيف المدينة وتركيز وحدات الفرز الانتقائى للفضلات، مشيرا إلى أن الإمكانيات البسيطة المتوفرة حاليا لبلدية صفاقس مثل آلة الفرز بسعة 20 طن يوميا تسمح بالبدء فى عمليات الفرز الانتقائى ثم التدوير.

واعتبر شبعان أن حل أزمة النفايات تأخر فى صفاقس بسبب التجاذبات السياسية وشبهات الفساد وتراخى وزارة البيئة، التى لم تعط مسألة البيئة الاهتمام اللازم فضلا عن السمسرة وحضور المصالح الضيقة عند طرح أزمة النفايات ومحاولة دعاة الفوضى من الأطياف السياسية توظيف الأزمة البيئية لتحقيق مكاسب سياسية.

هذا وتفرز تونس يوميا 12 ألف طن من النفايات يتم نقلها من قبل البلديات إلى 10 مصبات مراقبة وقد بدأت السلطات فى إغلاق عدد منها بسبب تجاوزها طاقة الاستيعاب، فى وقت يؤكد فيه الخبراء على ضرورة المرور من طريقة الردم التقليدية إلى تدوير النفايات. ويبلغ نصيب صفاقس وحدها 800 طن من النفايات فى محافظة عدد سكانها مليون نسمة وتعتبر أكبر مدينة بعد تونس العاصمة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جريندو يقترب من قيادة هجوم غزل المحلة أمام سموحة

وادى دجلة يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة إنبى في الدورى

مدرب شيكو بانزا السابق: اللاعب إضافة قوية للزمالك وقادر على التألق فى مركز الجناح

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه


جدو: فوز بيراميدز على الإسماعيلي مهم رغم تراجع الأداء وسنعالج إهدار الفرص

بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري


مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

مات والده فى حادث منذ 3 أعوام ولحق به الابن اليوم بنفس الطريقة.. تفاصيل

شاهد استعدادات الزمالك لمواجهة المقاولون ..فيديو

ضبط شخص خطف طفله للانتقام من طليقته

هيئة الرقابة الإدارية تشارك المجتمع المدنى جهود منع ومكافحة الفساد

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى