ما أقوى حيوان على وجه الأرض؟.. دودة عملاقة من "بطيئات المشية" تعيش فى كثبان رملية ودرجة الحرارة الشديدة والحرمان من الأكسجين.. تستوطن شمال فنلندا ولا تتأثر بالطلقات النارية.. واسمها مستوحى من شخصيات "هارى بوتر"

اكتشف باحثون فى دراستين منفصلتين نوعا جديدا لم يسجل سابقا، لما وصفه العلماء بـ"أقوى حيوان على وجه الأرض"، وهو صنف جديد من "بطيئات المشية" (بطيء الخطوة) فى مثال جديد للتنوع البيولوجى لهذا المخلوق الفريد.

وبحسب الدراسات، التى نشرتها "سبوتنك الروسية"، فإن النوع الجديد غير معروف سابقا ويتكيف مع الكثبان الرملية، التى تنحدر من حديقة روكوا الوطنية شمال أوستروبوثنيا فى فنلندا، حيث وجد الباحثون أنها تعيش على الأشنيات والطحلب فى غابة كثبان الرملية.

وقام فريق من العلماء بزيارة روكوا لجمع الطحالب والأشنة وبقايا الأوراق والجذور العشبية من الرمال، بقيادة عالم الأحياء بجامعة جيفاسكيلا، ماتيو فيكى، حيث عثر الفريق على صنف جديد من بطيئات المشية، مع تكيفات جديدة مثل الساقين والمخالب للعيش تحت الأرض، بحسب الدراسة المنشورة فى مجلة."sciencealert" العلمية.

وأطلق الباحثون على النوع الجديد اسم "Macrobiotus naginae"، Nagini"، وهو شخصية ثعبان من كتب."Harry Potter"

الدودة العملاقة

وكتب الباحثون: "كانت هذه الشخصية الخيالية سابقا امرأة ملعونة تحولت فى النهاية إلى وحش بلا أطراف بشكل لا رجعة فيه، وهى توفر اسما مناسبا للأنواع الجديدة التى تتميز بضعف الساقين والمخالب".

ونوه الباحثون أن هذه المخلوقات ربما تكون قد طورت أطرافًا أصغر للحصول على شكل أكثر انسيابية للزحف عبر التربة أو الرمال.

وعلى الرغم من أن جميع بطيئات المشية تحتاج إلى الماء، إلا أنها تمتلك أيضًا قوة خارقة للبقاء على قيد الحياة فى فترات الجفاف الطويلة، والتى يمكن أن تكون مفيدة فى البيئات الأكثر جفافًا.

وخلال تواجدها فى بيئات لا مائية، تقوم بطيئات المشية بإخراج الماء من أجسامها لتصبح بقعة جافة غير قابلة للتدمير تقريبًا تسمى "تون"، وفى هذه الحالة المعلقة، يمكن أن تعيش بطيئات المشية لسنوات أو عقود، ثم تنتعش فجأة فى وجود الماء، لذلك صنفت كـ"أقوى حيوان فى العالم".

ويمكن أن تحمى خاصية بطيئات المشية هذه من مجموعة من المخاطر الأخرى أيضًا، بما فى ذلك درجة الحرارة الشديدة والضغط العالى والحرمان من الأكسجين والأشعة السينية وإطلاق النار من بندقية والتعرض لفراغ الفضاء.

وقد تساعد هذه القدرة بطيئات المشية على تحمل فترات الجفاف فى موائلها، أو يمكن أن تساعدها فى استعمار أماكن جديدة من خلال حمايتها من خلال مناطق غير مضيافة إذا جرفتها الرياح بعيدًا.

لكن فى دراسة منفصلة، لاحظ فيكى وزملاؤه أن حالة الثبات والتحمل ليست هى الطريقة الوحيدة للسفر بطيئات المشية، حيث أشارت الدراسة إلى أن هذا المخلوق يتنقل أيضا عن طريق ابتلاعه من قبل الحلزون وخروجه عن طريق الأمعاء، على الرغم من عدم وجود دليل على أن الأنواع الجديدة تسافر بهذه الطريقة.

وعثر الباحثون على 10 بطيئات المشية فى براز القواقع البرية (Arianta arbustorum) الحديقة فى فنلندا، خمسة منها كانت على قيد الحياة، كما قاموا بإطعام 694 بطيئا للقواقع (الحلزون) فى المختبر، واستعادوا لاحقًا 218 بطيئا حيا من براز القواقع.

ووجدت الدراسة أن القواقع حملت فى جوفها بطيئات المشية على مدى عدة أيام، وعلى الرغم من أن القواقع غير معروفة بسرعتها، إلا أنها تستطيع السير والتنقل أسرع من بطيئات المشية نظرًا لحجمها.