تاريخ مصر القديم.. متى بدأ مينا الحكم وهل هو نعرمر؟

صلاية الملك مينا
صلاية الملك مينا
أحمد منصور

التاريخ المصرى القديم ملىء بالحكايات والأسرار التي لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة والتي يتم العثور عليها ما بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التي تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد في زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.

 

وبسبب ذلك نستعرض تاريخ الحضارة القديمة من خلال سلسلة متتالية لاستعراض تلك التاريخ القديم، عبر موسوعة "مصر القديمة" لسليم حسن، وتحت عنوان "مينا وتوحيد البلاد"، يقول المؤرخ سليم حسن اختلف المؤرخون في تحديد السنة التي بدأ فيها «مينا» حكم مصر المتحدة فمنهم من يرجع بنا إلى سنة 4326ق.م، ومنهم من يذهب إلى أبعد من ذلك، ويضع تاريخ هذا الحادث في نحو سنة 5000 قبل الميلاد، وهناك مؤرخون من جهة أخرى يميلون إلى التاريخ القصري ويؤرخون هذا الحادث بعام 2900ق.م، أو عام 2704ق.م غير أن الآراء أصبحت الآن متفقة على اتخاذ طريق وسط بين هذين الحدين فجعل 3200ق.م، وهذا التاريخ الذي بدأ فيه ملوك مصر المتحدة يحكمون البلاد يعرف ببداية التاريخ المصرى عند "مانيتون".

 

والظاهر أن ملوك الأسرتين الأولى والثانية لم يتخذوا «منف» عاصمة لملكهم، ولم يفكروا قط في نقل مقر ملكهم إليها، وإذن يحتمل أن منف لم تكن يوما من الأيام عاصمة المملكة المتحدة، والظاهر أن الدور الذي لعبته في تاريخ البلاد كان أقل من ذلك أهمية، فلم تتعد كونها معقلا للبلاد في الجهة الشمالية؛ أي إنها كانت قلعة حصينة، أما الملوك فإنهم استمروا في إقامتهم في الجنوب الأقصى متخذين بلدة «نخن» مقرا لهم، ولذلك كانت أهمية منف الإشراف على بلاد الدلتا التي فتحت حديثًا وضمت إلى ملك الصعيد، وقد كان لقرب منف من هذه البلاد التي ضمت حديثًا أهمية أخرى؛ إذ جعلتها مركز ًا سهلا ً لإدارتها، ولا شك في أن منف كانت لـ «مينا» وأخلافه مركزا حربيًا هاما لصد غارات اللوبيين الزاحفين من الجهة الغربية من الدلتا، وهؤلاء اللوبيين قد خضعوا بعد أن هزموا هزيمة منكرة، غير أن توحيد البلاد لم يكن قد تم إلا بعد أن توصل أحد أخلاف مينا إلى التغلب على الجزء الجنوبي الأقصى من بلاد النوبة، وهو الواقع بني السلسلة والشلال الأول، ويطلق عليه «تاستي»، وقد كان هذا الإقليم خارجا عن حدود المملكة المصرية «الوجه القبلي» طوال مدة عصر ما قبل الأسرات، ولم يكن مسكونًا بالجنس الأسود كما هو الآن، بل كان يقطنه فرع من الجنس الحامي سكان البلاد الأصليين، والظاهر أن السود الذين يسكنون نوبيا العليا والسودان لم يظهروا في مصر إلا بعد عدة قرون؛ أي في عهد الأسرة الثالثة وبخاصة في نهاية الدولة القديمة، وذلك بعد التدهور الذي لحق البلاد بعد الأسرة السادسة.

 

ولقد حافظت مصر المتحدة في كل عهودها منذ حكم «مينا» على ذكرى انقسامها إلى مملكتين، ولم يكن في وسع إحداهما على مر الزمن أن تهضم الأخرى، بل بقيتا على قدم المساواة، ولذلك نجد أن ملك مصر المتحدة لا يحمل لقب ملك مصر، بل ملك الوجه القبلي وملك الوجه البحري، وكذلك كان يحمل لقب «رب الأرضين» وسيد «نسر» الجنوب وسيد «صل» الشمال، وكان في أول الأمر يحمل التاج الأبيض الخاص بالجنوب والتاج الأحمر الخاص بالشمال، ولم يحمل التاج المزدوج إلا في أواسط حكم الأسرة الأولى، وكذا ً نشاهد هذا التمييز في المصالح الحكومية، فمثلا نجد أن الخزينة مزدوجة؛ أي خزينة الوجه القبلي وخزينة الوجه البحري وهكذا ومما يؤيد ما ذكره «مانيتون» من أن «مينا» هو أول ملك وحد الأرضين ما جاء على الآثار المعاصرة لهذا الملك وبخاصة لوحته التذكارية الإردوازية، التي وجدت في «هريا كنبوليس» بالقرب من «العرابة»، وهي محفوظة الآن المتحف المصرى، «هذا إذا سلمنا  بأن «نعرمر» هو "مينا"، ولهذه اللوحة وجهان محفوران حفرًا بارزا يشهد لصانعها، بالدقة والمقدرة، والجزء الأعلى من كلا الوجهين يحمل اسم «نعرمر» (مينا) مكتوبًا بالهيروغليفية بين رأسي بقرتين تمثلان الإلهة حتحور، وأحد الوجهين يشمل منظرين، ً أما الوجه الآخر فيحوي ثلاثة مناظر، فالمنظر العلوي على الوجه الأول يمثل الملك لابسا ً التاج الأبيض «تاج الوجه القبلي» متبوعا بحامل نعليه وقابضا بيده اليمنى على دبوس له رأس على شكل كمثري يضرب به عدوه الراكع أمامه، بينما أمسكت يده اليسرى شعر هذا العدو المسمى «واش»، وقد ذكر فوقه ما يعني أن «حور» قد أحضر للملك أسرى من الدلتا «أرض نبات البردي»، والمنظر السفلي يمثل عدوين عاريين فارين. أما ً الوجه الثاني فالمنظر العلوي منه يمثل الملك لابسا التاج الأحمر «تاج الوجه البحري" متبوعا بحامل نعليه ومسبوقًا بأربعة من حملة الأعلام ثم بوزيره أيضا، وأمام هؤلاء عشرة أسرى قطعت رءوسهم ووضعت بني أقدامهم، وقد كتب فوقهم أسماء البلدان التي ً فتحها «مينا»، أما المنظر الثاني فيمثل حيوانين عجيبين بينما يمثل المنظر السفلي ثورا ينطح قلعة، وهذا كناية عن انتصار الملك على أعدائه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

5 معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري


الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

سموتريتش: نتنياهو يدعم ثورة الاستيطان بالضفة الغربية

تفاصيل سقوط 3 شباب طاردوا فتيات بسياراتهم على طريق الواحات.. القصة بدأت بمعاكستهم فى كافيه وانتهت بحادث مروع.. أم الضحية: أي فلوس مش هتعوض بنتي.. القانون صنف الأفعال كجريمة تحرش.. وعقوبات قاسية تنتظر المتهمين

ماك أليستر يصف محمد صلاح بـ"الوحش": أفضل محترف رأيته في حياتي

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49


سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

7 أخبار لا تفوتك اليوم الخميس

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

ريال مدريد يقدم ماستانتونو لوسائل الإعلام.. صور

الإعدام شنقا للمتهم بقتل زوجته حرقا فى الشرقية

النيابة تستدعى مصور حادث مطاردة سيارة فتيات طريق الواحات لسؤاله حول الواقعة

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”

وفاة بطل حريق شبرا الخيمة متأثرا بإصاباته بحروق فى جميع أنحاء جسده

عادل أحمد هداف ناشئى اليد فى بطولة العالم حتى الآن برصيد 21 هدفا

حسام حسن يعلن قائمة المحترفين لمواجهتي مصر ضد أثيوبيا وبوركينا الأسبوع المقبل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى