أكرم القصاص يكتب: الرئيس السيسى ورسائل القمة.. الأمن القومى والسلم الاجتماعى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
كل متابع لتاريخ القمم العربية على مدى عقود، يعرف أن الأمة العربية لم تكن فى حال طبيعى، فقد كانت هناك دائما تحديات، وتحولات عالمية وإقليمية تفرض نفسها على العالم العربى، ولم يخل الشرق الأوسط على مدى ثلاثة أرباع القرن من مساع للتوحد أو التعاون على أسس واقعية، قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها، وأثناء الحرب الباردة وما بعدها ظلت هناك تفاعلات وتحولات تفرض نفسها. 
 
وعلى مدى عقود ظل العمل العربى المشترك حلما، والحديث عن تعاون اقتصادى وسياسى يسمح ببناء وحماية مصالح اقتصادية مستديمة، ومع هذا فإن العقدين الأخيرين شهدا تحولات درامية، وبعد غزو العراق، بدأت مرحلة جديدة أنتجت الإرهاب والتهديدات الوجودية، ضاعفتها تحولات العقد الماضى، التى أحالت الأحلام إلى كوابيس، وآمال التغيير إلى فوضى التهديد، وشهدت دول عربية مثل سوريا وليبيا واليمن، صراعا وجوديا أطاح بأحلام الشعوب وأدخل بعضها فى نفق الصراع والإرهاب والخوف.
 
ثم توالت أزمات عالمية انعكست إقليميا، عامان مع فيروس كورونا، تلته الحرب فى أوكرانيا وتشعباتها المعقدة عالميا والتى خلقت أزمة أكثر تعقيدا، وانعكاساتها على الاقتصاد والتضخم، والأسعار، وهو ما أعاد إلى الذاكرة تاريخ الأزمات الكبرى، وأعاد التذكير بأن العالم العربى يوحده اللغة والمصير، ويمتلك ثروات وإمكانات متنوعة، ويواجه تحديات وجودية على المستويين المحلى والإقليمى.
 
وسط كل هذا تأتى القمة العربية الحادية والثلاثون فى الجزائر، وسط تحولات درامية واستمرار معاناة بعض الدول العربية من تداعيات صراعات داخلية، معقدة مستمرة طوال أكثر من عقد، وهو ما يمثل تحديات أمنية من جهة، وتأثيراتها الاقتصادية من جهة أخرى، حيث إن هذه الخسائر التى تنتجها الصراعات تنعكس فى صورة لاجئين أو نزيف اقتصادى يؤثر على الاقتصاد العربى. 
 
القمة تأتى بعد تأخر لثلاث سنوات، فى ظل أوضاع معقدة تضاف إلى هموم مزمنة، وأسئلة عن قدرة الدول العربية على أن تتوافق بشكل ما على حد معقول من التفاهم للبدء فى معالجات للأزمات، ودفع واقعى للمسارات السياسية فى سوريا واليمن وليبيا، لإخراجها من النفق، ونفس الأمر فيما يتعلق بلبنان وكيفية توجيه دعم عربى لمساندة البلد الشقيق المأزوم.
 
كل هذه القضايا فرضت نفسها على كلمات الزعماء العرب، وسط إدراك واضح لحجم التحديات، والرغبة فى تجاوزها والخروج إلى حل، وهو ما اتضح فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمام القمة، حيث أكد «أن تسوية الأزمات العربية، والتعاطى مع التحديات الدولية، ينطلق أساسا من إيماننا بوحدة أهدافنا ومصيرنا، وتفعيلا لتعاوننا وإمكاناتنا وأدواتنا فى مسائل الأمن الجماعى، بالتوازى مع جهودنا فى التكامل على المسارات الأخرى»، وقدم الرئيس تشخيصا لما يواجهه الأمن القومى العربى «أينما نولى أنظارنا نجد أن الأخطار التى تداهم دولنا واحدة، وترتبط فى مجملها بتهديد مفهوم الدولة الوطنية، وتدخل قوى إقليمية أجنبية فى شؤون المنطقة من خلال تغذية النزاعات، وصولا إلى الاعتداء العسكرى المباشر على بعض الدول العربية، وكلها عوامل أفضت إلى طول أمد الأزمات دون حل، فى زمن تشتد فيه التحديات الاقتصادية والتنموية والبيئية عالميا وإقليميا، ويزيد فيه الاستقطاب الدولى الذى أصبح عنصرا ضاغطا سياسيا واقتصاديا على نحو بات يؤثر علينا جميعا».
 
وأشار الرئيس السيسى إلى أن تكتلات أخرى سبقت الدول العربية  نحو التكامل، رغم أن من أطرافها من عانوا من تناحر وحروب بينما لدى العرب من المشتركات «ما يحتم علينا توحيد رؤانا وتجاوز اختلافات وجهات النظر»، وهو ما يجعل هناك إمكانية لإزالة الأسباب التى تعيق تحقيق التكامل العربى وتحول دون أن تلحق أمتنا، ذات الموارد والإمكانات الهائلة، بركب الأمم الأكثر تقدما، ووجود قرار بوقف نزيف الدم العربى، وردع تدخلات القوى الخارجية، والحد من إهدار ثروات المنطقة فى غير مقاصدها الصحيحة، وبلورة تسويات نهائية للصراعات التى لن تحل بمعادلة صفرية يُقصى فيها طرف أو يُجار على حقوقه».
 
الرئيس استعرض التحديات الأساسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى، والمسارات السياسية فى ليبيا واليمن ودعم الدولة الوطنية، بما يسهم فى حفظ السلم الاجتماعى وترسيخ ركائز الحكم الرشيد والمواطنة وحقوق الإنسان، ونبذ الطائفية والتعصب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية، واعتبار  وحدة الصف العربى خطوة أساسية على صعيد تأسيس علاقات جوار إقليمى مستقيمة تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع، «احترام استقلال وسيادة وعروبة دولنا، وتحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار والامتناع الكامل عن التدخل فى الشؤون العربية»، الرئيس تطرق إلى كل القضايا، وقدم خارطة طريق لعمل عربى مشترك يضمن الأمن القومى والمائى والاقتصادى.  
 
p.8
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الصحف العالمية: مدير CIA يؤكد انتكاسة برنامج إيران النووي لسنوات بعد الضربات الأمريكية.. بريطانيا تطالب مواطنيها بإنجاب مزيد من الأطفال.. طوارئ فى أوروبا بسبب الحر.. و84 مقاطعة فرنسية تعلن التأهب

تجديد حبس مالك السيارة النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى بالمنوفية

أحسن التصرف وإلا قطعنا التمويل.. ترامب يهدد المرشح المسلم لعمدة نيويورك

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

فلاهوفيتش يثير أزمة فى يوفنتوس قبل مواجهة ريال مدريد ويرفض الرحيل


جهاز حماية المستهلك يعلن سحب منتجات الباور بانك من الأسواق.. تفاصيل

وزير الصحة يكشف عن حالة حبيبة وإسراء وآيات الناجيات من حادث الطريق الإقليمي

الرئيس السيسى يؤكد ضرورة العمل على إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا

موعد إعلان المدير الفني الجديد لنادي الزمالك

أسامة فيصل يحسم وجهته ويخطر البنك برغبته فى الانتقال للأهلي


الرئيس السيسى للمصريين: أشعر بكم وتخفيف الأعباء عن كاهلكم أولوية قصوى للدولة

بدء الجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون الإيجار القديم

الصحة العالمية: يوجد فى مصر 10 ملايين لاجئ ومهاجر 70% منهم سودانيون

نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

الرئيس السيسى يستقبل القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع بمدينة العلمين

الأهلي يتابع تطورات أزمة أسد الحملاوى مع شليونسك بسبب وسام أبو علي

انتهاء المدة المحددة للتقدم للصف الأول الابتدائى للعام الدراسى المقبل 2026

معسكر المنتخب ينطلق بالمحليين أول سبتمبر استعدادا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا

إنتر ميلان يتحدى فلومينينسي فى قمة أوروبية لاتينية بمونديال الأندية

عمر مرموش يحذر من قوة الهلال قبل موقعة كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى