خلال مشاركته فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكى.. رئيس الوزراء: مصر تتبنى معايير الاستدامة.. والمبادرة ستصبح فعالية سنوية.. ويكرم أصحاب المشروعات المتأهلة "سفراء المحافظات"

شارك الدكتور مصطفى مدبولى فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر (المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية)، التى تحظى برعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 وحضر الجلسة وزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولى، والتضامن الاجتماعى، والتنمية المحلية، ورائد المناخ للرئاسة المصرية للدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، رئيس لجنة التحكيم بالمبادرة، كما شارك فى الفعاليات عدد من المحافظين، ومنسق عام المبادرة، والمنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، وعدد كبير من المسئولين.

وخلال فعاليات المؤتمر، أكد رئيس مجلس الوزراء أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية تتزامن مع استضافة الدولة المصرية للحدث البيئى العالمى الضخم، المتمثل فى الدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، الذى تستضيفه مصر فى ظروف استثنائية لم يشهدها العالم من قبل، موضحا أن قمة المناخ تُعقد تحت عنوان (الانتقال من مرحلة التعهدات إلى التنفيذ الفعلى للمشروعات التى تسهم فى الحد من التغيرات المناخية)، ولذا فهذه المبادرة تأتى كترجمة حقيقية لعنوان القمة.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: تتوافق هذه المبادرة أيضا مع استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" وكذلك مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لتغيّر المناخ فى مصر 2050، والتى ترسّخ لأهمية دمج آليات التكيّف مع التغيّرات المناخية فى البرامج والمشروعات التنموية التى يتم تنفيذها من جانب كلٍ من القطاع العام والخاص والمجتمع المدني.

وفى هذا الإطار، أعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن تقديم خالص الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لموافقة سيادته على رعاية هذه المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية، كما توجه بالشكر للوزراء والمحافظين المشاركين فى هذه المبادرة، وإسهاماتهم فى هذه المشروعات، معربا فى الوقت نفسه عن تقديره للدكتور محمود محيى الدين، رئيس لجنة التحكيم للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية، رائد المناخ للرئاسة المصرية لقمة المناخ، كما أعرب عن ترحيبه بحضور مُمثلى المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، وتقدم بالشكر لكل فريق العمل القائم على تلك المبادرة وإخراجها فى صورتها المميزة التى ظهرت عليها اليوم.

وفى السياق نفسه، أوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن فكرة المبادرة بدأت هذا العام، حيث بدأت الدولة فى إعداد الخطوات التنظيمية لها، كما تم الإعلان عن اللجنة المسئولة عن تلقى المقترحات المتعلقة بها، وخلال الفترة الماضية منذ الإعلان عن المبادرة تقدم 6281 مشروعًا، وهو ما يؤكد أن مصر يتوافر بها بحجم هائل من المشروعات قيد التنفيذ أو سيتم تنفيذها، كما يوضح ذلك أيضًا المسار الذى اتخذته الحكومة المصرية فى إطار رؤية "مصر 2030"، التى تعد ترجمة حقيقية لأهداف التنمية المستدامة التى أطلقتها الأمم المتحدة. 

وقال رئيس الوزراء: هذه رسالة مهمة للغاية لكل المؤسسات؛ سواء الدولية أو الإقليمية أو حتى المحلية، مفادُها أن مصر تتبنى بالفعل، بقدر الإمكان، كل معايير الاستدامة، معربا عن تقديره لأصحاب المشروعات والأفكار الجيدة التى تم عرضها اليوم، مضيفا، فى هذا السياق، أن هذه المشروعات مُقسمة إلى 6 موضوعات أو محاور تتمثل في: المشروعات الكبرى، والمشروعات المتوسطة، والمشروعات الصغيرة، والشركات الناشئة، والمشروعات المرتبطة بالمرأة، وأخيرا المشروعات غير الهادفة للربح، وكلها نماذج مهمة للغاية.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولى أهمية المشروعات الفائزة والتى جاءت فى مجالات: المخلفات البيولوجية أو المخلفات الصلبة لتوليد طاقة، وكذلك مشروعات إعادة تدوير البلاستيك، إلى جانب المشروعات الرائدة فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، وكذا مشروعات الغذاء ومعالجة وتحلية المياه، مُشيرا إلى أن هذه المجالات لا تهم مصر فقط، بل تمس البشرية بأسرها، مجددا التأكيد أن هذا الحجم الكبير من المشروعات الذى يتم تنفيذه على مستوى الجمهورية يؤكد أن الدولة عازمة على المضى قدما فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال مدبولي: هذا الحجم الكبير من المشروعات وهذا الحماس الكبير الذى لمسناه اليوم من أصحاب المشروعات شجعنا على أن نجعل هذه المبادرة فعالية سنوية، يتم من خلالها تشجيع المحافظات وكل الشباب الموجودين بها على المنافسة الشريفة والإيجابية فى هذه المجالات.

وأضاف أننا سنشرف كل عام بوجودنا هنا من أجل الاحتفال مع هؤلاء الشباب بالمشروعات الفائزة وبالجهد المتميز المبذول منهم على مستوى جميع المحافظات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة و"رؤية مصر 2030".

واختتم الدكتور مصطفى مدبولى حديثه بتوجيه الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على رعايته الكريمة لهذه المبادرة، وكذا لكل فريق العمل الذى قام بهذا المشروع، كما بعث بالتهنئة للفائزين، وأعرب عن تمنياته بحظ أفضل لمن لم يحالفه الحظ هذه الدورة، معربا عن أمله فى أن يُكتب لهم التوفيق والسداد خلال الأعوام المقبلة. 

وخلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، التى شارك فيها رئيس مجلس الوزراء، تم عرض فيلم تقديمى عن المبادرة بعنوان " حلول مصرية لمستقبل مستدام"، كما تم عرض فيلم قصير عن آراء الخبراء من لجنة تحكيم المبادرة الوطنية، المشاركين فى تقييم المشروعات التى تقدمت للمبادرة، وعقب ذلك تم عرض فيلم آخر عن بعض المشروعات المتأهلة والفائزة فى المبادرة.

 وخلال الجلسة، ألقت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، كلمة أكدت خلالها أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية تأتى فى إطار تحول الدولة المصرية نحو " التحول للأخضر"، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، والتى حددت ملامحها "رؤية مصر 2030"، مشيرة إلى أبرز أهداف المبادرة والتى تتركز فى تحقيق التفاعل التام على مستوى المحافظات والمحليات مع البعد البيئ فى التنمية، من خلال وضع خريطة تفاعلية على مستوى الجمهورية للمشروعات الخضراء والذكية، وربطها بجهات الاستثمار وجهات التمويل بالداخل والخارج، وهو ما يتسق مع خطة توطين أهداف التنمية المستدامة؛ بهدف تعظيم المزايا النسبية لكل محافظة.

كما تحدثت، خلال الجلسة، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، عن جدية الدولة فى التعامل مع قضايا التغيرات المناخية، والرغبة فى تعزيز العمل المشترك مع الشركاء الدوليين فى سبيل التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وقالت إنه سيتم إطلاق المسابقة الدولية للشركاء الناشطين فى التحول الرقمى للمشاركة فى حلول التغيرات المناخية لتنفيذ مشروعات مع القطاع الخاص، مشيرة إلى أنه سيتم عرض المشروعات خلال قمة المناخ بشرم الشيخ. 

من جانبه، ألقى اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، كلمة خلال الجلسة، أشار خلالها إلى أن وزارة التنمية المحلية شرفت بمتابعة جميع الجهود التى تمت على المستوى المحلى منذ بداية المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية، والتى أسفرت عن تقدم إجمالى 6281 مشروعًا على المستوى الوطنى، مرورًا باختيار أفضل 3 مشروعات من كل فئة من خلال لجنة التحكيم الوطنية لنصل اليوم إلى 18 مشروعًا نموذجيًا على مستوى الجمهورية.

وتقدم الوزير بالشكر للمحافظين على جهودهم الدؤوبة للمتابعة المستمرة منذ بدء المبادرة من خلال 9 لجان تنفيذية تم اختيارها من قبل الوزارة لاختيار المشروعات بشكل موضوعى وفقًا للمعايير المتبعة، بالتنسيق مع وزارة التخطيط، كما حرصنا على تشجيع القطاع الخاص والشركات والمجتمع المدنى والشباب والمرأة على التقدم للمسابقة وعقد المؤتمرات على مستوى المحافظات لتقييم وتكريم أفضل 6 مشروعات من كل محافظة بواقع مشروع واحد من كل فئة، واختيار مشروع سفير لكل محافظة.

وخلال الجلسة، تحدث الدكتور محمود محيى الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية للدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، رئيس لجنة التحكيم بالمبادرة، مؤكدا أن هذه المبادرة تعد مبادرة غير مسبوقة بكل المقاييس، وقد حظيت بدعم من القيادة السياسية والحكومة ومختلف الجهات المعنية بالدولة، وهى واحدة من ثلاث مبادرات مشاركة فى قمة المناخ بشرم الشيخ؛ فالمبادرة الثانية عبارة عن قائمة بمشروعات البنية الأساسية والتحول صوب الاقتصاد الأخضر على مستوى العالم، بينما المبادرة الثالثة تستهدف مساندة الابتكار والبحث بالتعاون مع الجامعات لانتقاء المشروعات الخضراء. 

وخلال الجلسة، تحدث أيضا السفير هشام بدر، منسق عام المبادرة، عن أهداف المبادرة، معربا فى مستهل حديثه عن شكره وتقديره للدكتور محمود محيى الدين على تقديمه لفكرة المبادرة، كما وجه الشكر للمحافظين على جهودهم وتعاونهم لتنفيذ المبادرة، وقدم السفير هشام بدر عرضًا حول أهداف المبادرة، وفئات المشروعات المشاركة، والمعايير التى تم بناءً عليها اختيار المشروعات بالمبادرة، كما تحدث عن مرحلة التأهيل والتدريب للمشاركين فى المبادرة فى اللجان التنفيذية، وآليات التقييم.

كما تحدثت "إيلينا بانوفا"، المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، حيث أعربت عن سعادتها للمشاركة فى هذا الحدث المهم، قائلة: أود فى البداية تهنئة الحكومة المصرية على هذه المبادرة المُلهمة التى جاءت فى توقيتها المناسب، مشيرة إلى أن مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر يسعده المشاركة فى هذه المبادرة؛ التى تعمل على زيادة الوعى بالتغيرات المناخية، لافتة إلى أن مبادرة المشروعات الخضراء والذكية تحقق الآمال نحو العمل الجاد فى ملف التغيرات المناخية.

وعقب ذلك، ألقت الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، التى أشارت إلى أهمية المبادرة فى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مُقدمة الشكر لإتاحة الفرصة لمشاركة المرأة بمشروعات المبادرة، من خلال تخصيص فئة ضمن الفئات الستة للمشروعات المشاركة فى المبادرة، وهو أمر مهم فى دعم ومساندة قضايا المرأة، مؤكدة فى الوقت نفسه على دور المرأة فى التعامل مع قضايا التغيرات المناخية، وتعزيز دورها فى الحوكمة البيئية، كما أشارت لدور المجلس القومى فى تعزيز دور المرأة فى مجابهة التغيرات المناخية.

وشهدت فعاليات المؤتمر الإعلان عن المشروعات الفائزة فى المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، حيث قام الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بتكريم أصحاب المشروعات المتأهلة فى المبادرة (سفراء المحافظات)، كما كرم مدبولى أصحاب المشروعات الـ18 الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى فى كل فئة من الفئات الستة للمبادرة، والتى تميزت فى كونها تُسهم فى تصميم وتنفيذ الحلول المناخية فى القطاعات المستهدفة.

كما كرم رئيس الوزراء الحاصلين على شهادة " ترشيد" للمجتمعات الريفية الخضراء عن قرية " فارس" بأسوان.