دعواتهم "وهم على وهم"

 دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين

ترددت كثيرًا قبل أن أتوقف أمام مثل هذه الترهات التي يروج لها البعض، ممن يعرفون أنفسهم ويعرفهم المصريون جميعاً، إذ أنها من التفاهة بحيث لا تستدعي الحديث عنها.

 

ولكن:

صادفني موقف حقا، تأثرت به وأشفقت على أصحابه الذين قد يشعرون ببعض القلق والحذر، مما يسمعون هنا وهناك، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي عادة لا يحكمها حاكم.

 

فقد كنت أزور عائلة من الأصدقاء السوريين المقيمين بمصر منذ أكثر من عقد ونصف العقد، وقد فاجأني سؤالهم الجاد المغلف ببعض الوجل عن تلك مزاعم الدعوات لتظاهرات قادمة على نطاق واسع بكافة أنحاء مصر، وحديثهم عن مدى خطورتها على استقرار مصر التي دخلوها بسلام آمنين، ليحتموا بأرضها وينعموا بأمنها وأمانها بعد أن استحالت عودتهم لبلادهم التي دمرها الإرهاب ومزق استقرارها التنظيمات الإرهابية ذات المسميات المتعددة، وشرد أهلها  تبعات ما كانوا يعتقدون بالبداية أنه ثورة، قبل أن يكتشفوا أنها مؤامرة اشتركت فيها عدة جهات ذات هدف واحد ومنفعة واحدة، وتنفيذ استراتيجية دول كبري لتمزيق وتشتيت وتفتيت المنطقة وتحديداً بالدول الكبيرة ذات الجيوش القوية مثل سوريا والعراق ومصر.

 

وقد كان حديثهم الذي تأثرت به كثيراً عن مصر التي حفظها الله ونجاها من هذا الكرب العظيم، ورئيسها الذي جاء بأمر من الله ليفسد  خططهم، ويطيح بزبانيتهم ومواليهم ويخرج بها بمعاونة جيشها وشعبها من حلق الضيق لأوسع الطريق.

وعن انبهارهم الذي لا يخلو من غبطة بما تحقق في مصر من إنجازات تفوق الخيال وتطوير غير مسبوق وأمن وأمان واستقرار لا يحلمون بعودته يوماً ببلادهم، وعن خوفهم الشديد من أي زعزعة لهذا الاستقرار واشتداد الأزمات التي بالفعل يعاني منها العالم بأسره، وأن الموقف الاقتصادي الصعب الذي نمر به لا يحتمل أية معوقات لا تثمن ولا تغني من جوع.

 

تأملت كلماتهم وخوفهم على استقرار بلد فتحت لهم أبوابها، واحتضنتهم بعدما غُلقت في وجوههم  الأبواب، لينعموا بحياة هادئة، وتيقنت أن هناك البعض ممن تأثر بهم هذه الدعوات المسمومة، لتصيبهم بالقلق وتعيد لهم ذكريات لا يتحملون حتي التفكير بها، وتشحن البعض الآخر بشحنات من الغضب تجاه من يدعون إلى هذه المظاهرات الافتراضية لينتووا التصدي لهم وردعهم، حفاظاً على وطنهم الذي لا يحتملون أن يصيبه ما أصابه سابقاً، ونجاه الله بفضله، وأصاب غيره ولم يشف منه بعد.

 

و قد كان ردي دون تفكير:

لن تتكرر يوماً مشاهد خروج المصريين مثلما خرجوا منذ أكثر من عشر سنوات مضت إلا لردع كل من تسول له نفسه أو يسول له من بنفسه غرض أن يعرقل مسيرة البلاد، ويتسبب بتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تحاول الدولة بكافة الطرق السيطرة عليها، والخروج الآمن من براثنها بأقل قدر من تأذي المواطنين، الذين يعلمون جيداً أن العالم أجمع يعاني ويلاتها.

 

نهاية:

أقول لهم ولكل من اهتز وخشى مثل هذه الأوهام، إننا جميعاً من سنتصدى لهم.

 

فلن نسمح كمصريين نعي جيداً حقيقة الموقف، ونرى الصورة بعد أن اتضحت جلياً، بأن يستغل أزمتنا الاقتصادية من ينتظر ويراقب ويتضور حقداً  ليبحث عن أية ثغرة فيستغل مشاعر البعض ويتلاعب بمعاناتهم، ليهدم ما تم بناؤه ويعرقل مسيرة بلادنا التي تنطلق بسرعة تؤرقهم، وتقضى مضاجعهم، و لن نعود يوماً لهذا الكابوس الذي ما زلنا وسنظل نحمد الله علي أن نجانا منه.

 

فدعواتهم ليست سوى وهم على وهم.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

رامى ربيعة وإبراهيم عادل ضمن أفضل 10 صفقات فى ميركاتو الإمارات

بعد تأكد غيابه عن لقاء المقاولون.. الزمالك يجهز أحمد ربيع لمواجهة مودرن سبورت

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

3 مباريات اليوم فى الجولة الثانية لمسابقة الدورى المصرى.. الأهلى وفاركو الأبرز


فليك يبحث عن حلول هجومية لتعويض غياب ليفاندوفسكى أمام مايوركا

التشكيل المتوقع للأهلى أمام فاركو.. تريزيجيه وزيزو وشريف فى الهجوم

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

الليلة انطلاق أقوى دورى فى العالم بأقدام مصرية.. محمد صلاح يبدأ رحلة البحث عن اللقب الثالث بالدورى الإنجليزى.. ليفربول يواجه بورنموث فى ضربة البداية.. و"ملك المباريات الافتتاحية" يطارد رقمًا تاريخيًا

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم


24 عاما على أصحاب ولا بيزنس.. إضافة الانتفاضة الفلسطينية بعد التأثر بالحلم العربى

المؤبد وغرامة تصل 5 ملايين جنيه عقوبة إغراق المخلفات الخطرة فى البحر

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

هداف الدوري الإنجليزي التاريخي.. محمد صلاح خامس العظماء

للأزواج.. ماذا تفعل حال ملاحقة زوجتك لك لسداد قائمة منقولات بقيم مبالغة؟

مجلس الشيوخ المصرى رحلة قرن ونصف من التشريع والحكمة.. من 1829 إلى 2024 ألغاز وحقائق تنكشف.. حكاية 9 ساعات فقط عُمر دورة انعقاد كاملة عام 1925.. تم حله 5 مرات ومازال صامدا.. المجلس رفضته الثورات وأعادته الدولة

منتخب مصر للناشئات يواجه غينيا خارج الأرض 19 سبتمبر المقبل

من البطاطس إلى القهوة.. موجة الغلاء تضرب موائد العالم.. الأرز والكاكاو وزيت الزيتون ضحايا جديدة للتغير المناخى.. ارتفاع الأسعار تصل حتى 280%.. سعر القهوة يزيد 100%.. والزيتون يواصل الصعود بنسبة 50% سنويا

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى