بعيدًا عن الأديان السماوية.. كيف خلقت الأرض بحسب الحضارات القديمة؟

كوكب الأرض
كوكب الأرض
كتب محمد عبد الرحمن

ربما اهتمت الأديان بتوضيح كيف بدء الخلق، وتحدثت أيضا عن فكرة تكوين الكون، لكن الفكرة نفسها بالتأكيد وردت في الحضارات القديمة، وكان للإنسان القديم معتقده الذى أقامه وفقا لفرضيات وعلوم، وربما أيضا خرافات ومعتقدات دينية، لكن ولأن العالم قام على الأسطورة في الأساس، فإن فكرة تأسيسه ربما أيضا كان ورائها الكثير من الأساطير.

كانت الأسطورة حاضرة بقوة فى تفسير نظريات بداية الكون وبداية نشأته وقد تحكمت تلك الأساطير فى الاعتقادات القديمة عن نشأة الكون، ومن هذه النظريات وفقا لعدد من الحضارات القديمة:

 الفراعنة
 

بدأ الخلق فى الحضارة الفرعونية بوجود المحيط الأزلى أو المياه الأزلية، والتى تطفو على سطحها بيضة ذهبية ضخمة، وهى البيضة الكونية التى تتبناها أساطير عدة حول نشوء الكون، وبانفجار هذه البيضة خرج منها الإله أتوم الإله الأول، وعطس أتوم فخلق بقوة صوته الإله "تشو" إله الهواء، ثم بصق بعدها فظهرت إلهة الندى "تفنوت"، ليكونا بذلك الجيل الأول من الآلهة، وبزواجهما ينجبا "نوت" ربة السماء، و"جب" رب الأرض، ثم يفصل بينهما والدهما الإله تشو، حيث يرفع نوت عالياً لتصبح السماء، بينما يبقى جب فى الأسفل ممثلاً الأرض. واستمر الأمر وصولا إلى الجيل الرابع  المتمثل فى "أوزوريس"، و"إيزيس"، و"ست" و"نفتيس".

السومريون
 

الأسطورة السومرية تقول إن العالم كان فراغاً ولم يكن فيه سوى الإلهة "نمو" ربة الماء، والتى ولدت ذكراً اسمه "آن"، رب السماء وأنثى اسمها "كى"، ربّة الأرض، تزوجت "كى" من "آن" فأنجبا "انليل"، رب الهواء، وكان أبواه، السماء والأرض، ملتصقين، فضاقت المساحة المتاحة له، فرفع أبيه بقوة، فارتفعت السماء عن الأرض وعاش فى المساحة الكبيرة بينهما.

وامتعض "انليل" من الظلام فتزوج من الربة "ننليل" التى أنجبت منه ابنه "نانا" ليصبح القمر.،ومن "نانا" جاء حفيده "أوتو" وصار الشمس، وهكذا تبدد الظلام وبدأت الشمس تساعد الأرض على ظهور الأشجار والنباتات، وكذلك ظهرت الأرباب الأخرى.

ويتولى بعد ذلك "إنكى" إله الحكمة إدارة بلاد السومريين، فيخلق لهم أنهار الماء العذب، وعندما اشتكت الآلهة من تعب القيام بالأعمال، طلبت من "انكى" أن يخلق لها العبيد والخدم، فخلق البشر.

الإغريق
 

يُعتبر كِياوس فى علم الكونيات الإغريقى والأساطير الإغريقية الأقدم للخلق، الفراغ الأولى أو الهاوية المظلمة التى وُجد منها كل شىء، وفى مفهوم آخر هو جحيم العالم السفلى أى ترتاروس، إلا أن هذا المفهوم غير شائع لأنه غير متلائم مع باقى الأساطير، وفى مرحلة لاحقة من علم الكونيات يشير كِياوس بشكل عام إلى الحالة الأصلية للأشياء كيفما تخيلناها، أما المعنى الحديث له فهو مشتق من كتابات أوڤيد، الذى اعتبره المادة الأولية التى لا شكل لها، والتى خُلق منها النظام الكونى، وقد تم استخدام هذا المفهوم فى تفسير قصة الخلق الموجودة فى الكتاب الأول من العهد القديم المسمى كتاب التكوين.

وتقول الأساطير الإغريقية أن كاوس ولّد (أنتج) الأرض والتى ارتفعت منها السماء المرصعة بالنجوم والملبدة بالغيوم، وتُجسَّد الأم الأرض بالإلهة جايا، والسماء الأب بالإله أورانوس ابن جايا وزوجها، ومن ذرية كِياوس أيضاً إيروس إله الحب، والذى يُعتبر فى الاعتقادات اللاحقة ابن أفروديت. ومن ذرية كياوس أيضاً إريبوس (أى الظلام) وزوجته نيكس إلهة الليل، والتى ولدت آيثر (الهواء العلوى المتألق) وهيميرا أى النهار، ومن ذريته أيضاً ترتاروس الذى يمثل الجحيم الأسفل من العالم السفلي.

الكنعانيون

فى لبنان وسوريا وفلسطين، تبدأ قصة الخلق بالإله "إيل"، كبير الآلهة، كان يعيش فى السماء العليا مع زوجته "إيلات" ومعهما عاشت الآلهة التى كان أبرزها "بعل" رب السحاب والمطر والصواعق والذى كان دائماً فى حالة حرب مع الإله "موت" رب الموت والجفاف. وينتصر "بعل" فى حربه فتوجد الأرض والبشر والمخلوقات بعد أن كان الكون عبارة عن عناصر ملتهبة تتفجر وتتصادم بشكل فوضوي.

ثم يقوم "يم"، رب الماء، بإرسال رسولين إلى مجمع الآلهة سعياً إلى أن يسلموه "بعل" ليصبح عبداً له، فيثور الأخير عليه ويبارزه ويغلبه، وتحتفل الآلهة بهذا النصر وتطالب "إيل" ببناء بيت مقدس لـ"بعل" تكريماً له، وتهدد الربة "عناة"، إلهة الجنس والخصوبة وحبيبة "بعل" أباها "إيل" بالقتل إنْ لم ينفّذ هذا الطلب، فتتدخل الربة "إيلات" لإقناع زوجها، وبالفعل يصبح لـ"بعل" بيت مقدس ويعلو اسمه بين الآلهة.

الحضارة الفارسية
 

أرجع الفرس خلق العالم إلى اتحاد العناصر الأربعة: الماء والنار والهواء والتراب، وقدسوا هذه العناصر فحرموا إحراق جثث الموتى أو دفنها، أما الكون فهو فى عقيدتهم الزرادشتية، نسبة إلى مؤسسها زرادشت، نشأ نتيجة صراع بين قوتين هما النور والظلام.

ويمثل الإله "أهورامزدا" النور ومعه جيش الخير الذى يحمى العناصر المقدسة ومكونات العالم من أرض وسماء وكواكب وشمس وقمر، وكذلك قيم الخير والحق والحكمة وكل القيم الطيبة، بينما يقود الظلام "أهيرمن" ومعه جيش الظلام والشر وأتباعه "بنى الشيطان" وقيم الشر والكذب والتكبر والصفات السيئة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل لاعبي البريميرليج وفق تصنيف سكاي سبورتس

جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025.. المصرى يتصدر

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق


نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة


الشوط الأول.. تقدم ناشئى اليد على إسبانيا 15-13 فى ربع نهائي بطولة العالم.. صور

الداخلية تكشف تفاصيل نصب شخص على راغبى السفر للخارج

رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

تطوير منظومة مواقف السرفيس فى الجيزة.. موقف حضارى جديد بكوبرى الصحابة بالمريوطية فيصل بسعة 400 سيارة.. يخدم خطوط أكتوبر والمنيب والسلام والمرج والمعادى والوراق.. والمحافظة تطبق منظومة إلكترونية للمراقبة

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

هنادى مهنى مذيعة بودكاست فى حكاية "بتوقيت 28" والعرض السبت على dmc

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

السكة الحديد تخفض سرعات القطارات بشكل مؤقت لارتفاع درجات الحرارة

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

مصر تدين بشدة الإعلان عن خطة لبناء 3400 وحدة سكنية فى الضفة الغربية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى