سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 نوفمبر 1969.. الأسطول المصرى يهاجم بمدافع المدمرات الثقيلة مراكز حشد للعدو فى شمال سيناء

كانت الساعة الحادية عشرة مساء السبت 8 نوفمبر، مثل هذا اليوم 1969، حين بدأت مدافع المدمرات المصرية الثقيلة تدك المواقع الإسرائيلية فى رمانة وبالوظة، حسبما تذكر الأهرام فى 10 نوفمبر 1969.
 
تؤكد الأهرام، أن الهجوم كان مفاجأة تامة للعدو، لظنه أن هذه المواقع فى مأمن تام، لبعدها عن مرمى المدفعية المصرية على جبهة القناة، وكانت كل توقعاته تأتى من هجوم دوريات العبور أو من فدائى منظمة سيناء، لكن المفاجأة جاءت من القوات البحرية، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة فى الأفراد والمعدات.
 
تذكر الأهرام، أن المدفعية الثقيلة للمدمرات المصرية تصحبها مجموعة من وحدات الحراسة، ظلت تهدر ساعة كاملة بنيران كثيفة ومركزة على مواقع العدو فى هذه المنطقة، التى تبعد 40 كيلو متر شرقى قناة السويس، وارتفعت ألسنة اللهب والدخان من مواقع العدو ومخازن عتاده وذخيرته ومناطق حشوده، ولشدة المفاجأة لم يتدخل العدو، وعندما بدأت وحدات الأسطول المصرى المشتركة فى هذه العملية الكبرى تستدير عائدة، حاولت مجموعات من طائرات العدو مهاجمتها، فتصدت لها المدفعية المضادة للطائرات على قطع الأسطول فأصابت طائرتين للعدو، وكانت الخطة تقتضى تعاون الطائرات المقاتلة المصرية مع قطع الأسطول فى الوقت المناسب، وعند هذا الحد ظهرت المقاتلات المصرية الثقيلة، وطاردت طائرات العدو فى سماء المعركة لتؤمن قطع الأسطول المصرى العودة بسلام.
 
بعد خمس ساعات من وقوع العملية، وفى الساعة الرابعة صباح 9 نوفمبر 1969، صدر بيان من تل أبيب، جاء فيه:  «إن مدمرتين مصريتين وثلاث سفن حربية أخرى قصفت فى الساعة العاشرة مساء «الحادية عشرة بتوقيت القاهرة» المنشآت الإسرائيلية الواقعة على الطريق من العريش إلى القنطرة فى الجزء الشمالى من سيناء، وتصدى الطيران الإسرائيلى للسفن المصرية».
 
أذاعت مصر بيانها الأول فى السابعة صباحا، واكتفى بالإعلان عن العملية، وكانت التفاصيل فى البيان الثانى، ووصفها بأنها «من أنجح عمليات قواتنا البحرية بعد عملية إغراق إيلات»، ويكشف البيان، أن المدفعية الثقيلة لوحدات الأسطول المصرى قامت بدك مواقع العدو ومنشآته الإدارية لمدة تقترب من ساعة فى مناطق رمانة وبالوظة، فأصابتها إصابات مباشرة، واندلعت ألسنة اللهب فى مخازن الذخيرة وشوهدت من مسافات بعيدة.
 
ذكر البيان، أنه بعد هذا الهجوم، اتجهت قطعنا البحرية إلى قواعدها، وأثناء عودتها حاول عدد كبير من طائرات العدو عرقلتها، فتصدت لها المدفعية المضادة للطائرات بقطع الأسطول، مما ترتب عليه إصابة طائرتين للعدو، كما اشتركت بعد ذلك مقاتلاتنا الاعتراضية الليلية فى مطاردة طائرات العدو، وعادت جميع قطعنا البحرية وطائراتنا إلى قواعدها سالمة.
 
كانت هذه العملية ضمن مخطط وضعته القوات البحرية أثناء حرب الاستنزاف، وتذكر الباحثة «إنجى محمد جنيدى» فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967 - 1970»: «إن أفرع القوات المسلحة المصرية لعبت دورًا عظيم الأهمية من مارس 1969 إلى أغسطس 1970، فى سبيل تحرير الأرض المحتلة، وتضافرت معًا فى نسيج واحد لتحقيق أهدافها، وتفرغت القوات البحرية للقيام بعمليات فى العمق الإسرائيلى».
 
وقعت هذه العملية بعد أسابيع من تولى اللواء محمود فهمى قيادة القوات البحرية، بقرار الرئيس جمال عبدالناصر يوم 12 سبتمبر 1969، ويكشف الكاتب الصحفى والمراسل الحربى لجريدة الأهرام وقتئذ «عبده مباشر» فى كتابه «تاريخ البحرية المصرية من محمد على إلى السادات»، أنه فى التخطيط لهذه العملية، رأت القيادة البحرية أن تبدأ فى الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل، خلافا للمتعارف عليه فى العلوم العسكرية التقليدية بأن تبدأ مع أول أوآخر ضوء، ولتحقيق السرية راعت القيادات ألا تكون هناك اتصالات تليفونية أو لاسلكية، ويتم تبادل رسائل مكتوبة بالأوامر المختلفة وبأيدى القادة أنفسهم، ويسلمها بعضهم إلى بعض مباشرة.
 
يؤكد «مباشر»، أنه زيادة فى السرية استمرت المدمرات فى أداء تدريباتها الروتينية حتى لحظة بدء التحرك للتنفيذ، بتلقى المقدم عدلى عطية قائد المدمرة «دمياط»، والمقدم عادل الشراكى قائد المدمرة «الناصر» أمرا بالاستعداد لرحلة تدريبية، يقوم خلالهما قائد القوات البحرية اللواء محمود فهمى بالتفتيش، ويذكر «مباشر» أنه كان على ظهر كل من المدمرتين خبير روسى، ورفض الفريق محمد أحمد صادق رئيس أركان حرب القوات المسلحة، طلب اللواء محمود فهمى بإنزالهما خشية أن تكشف لهما أو لغيرهما أن خلف الإبحار سببا ما غير ما هو معلن.
 
لم يحضر قائد القوات البحرية للتفتيش، وإنما حضر سكرتيره حاملا ظرفا مغلقا، وفيه أمر نصه: «من قائد القوات البحرية إلى العقيد جلال فهمى قائد لواء المدمرات.. شعبان8 «الاسم الكودى للعملية»، نفذ اليوم.. بالتوفيق بإذن الله»، يؤكد «مباشر» أنه تم تسليم قائدى «دمياط» و«الناصر» مظروفين، وتلقيا أوامر بعدم فتحهما إلا أمام دمياط، ولم يكن أحدهما يتصور ما بداخلهما، ولما تم فتحهما، عرف كل منهما بالعملية لأول مرة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد استعدادات الأهلي لمواجهة المحلة المرتقبة في الدوري.. صور

الداخلية تضبط عصابة "الثقب السوداء" للتسول بالأطفال أسفل كوبرى بالهرم.. فيديو

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

إغلاق "الثقب الأسود" بالهرم بعد شكاوى مواطنين عن وجود متسولين.. صور

تنسيق الشهادات المعادلة.. 95% حدا أدنى لإبداء رغبة الالتحاق بكليات الطب


الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

جنازة شابة فلسطينية فى إيطاليا تتحول لمظاهرة حاشدة ضد الاحتلال الإسرائيلى

فرص أمطار وشبورة ونشاط رياح.. أهم الظواهر الجوية المتوقعة اليوم

قطع المياه 6 ساعات بين الهرم وفيصل من المساحة وحتى ابن بطوطة مساء اليوم

النصر ضد الأهلي.. جيسوس: جاهزون لحصد لقب السوبر السعودي


بيراميدز يفقد 4 نقاط في 3 مباريات في انطلاقة الدوري.. تعادلان وفوز

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

العالم هذا الصباح.. قائد الحرس الثورى الإيرانى: أى خطأ فى الحسابات من قبل إسرائيل سنواجهه برد حاسم.. متحدث أونروا: عملية الاحتلال فى غزة ستؤدى إلى تسونامى إنسانى.. وبوتين يستقبل وزير الخارجية الهندى فى الكرملين

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

محمود جهاد يستفسر عن سر استبعاده من حسابات فيريرا

أحمد ربيع يقترب من الظهور الأول أمام فاركو

"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد مصر

عمر مرموش.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام في الدوري الإنجليزي

اعرف الحد الأدنى للقبول بمدارس الثانوى العام فى القاهرة بعد تخفيضه مرتين

موعد مباراة الزمالك المقبلة بعد الفوز على مودرن سبورت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى