معركة "التجديد النصفى" تحدد مصير 4 أسماء.. مستقبل بايدن فى الرئاسة مرتبط بالنتيجة.. وفوز الجمهوريين يعزز عودة ترامب.. ونانسى بيلوسى قد تسدل الستار على مسيرتها.. وحاكم فلوريدا يحسم فرصه فى خوض السباق الرئاسى

على الرغم من أن الانتخابات النصفية الأمريكية تتعلق بتحديد لمن سيكون السيطرة على الكونجرس، واختيار حكام الولايات، إلا أن انتخابات هذا العام التي يجرى التصويت فيها اليوم الثلاثاء، ستحسم المصير السياسى لعدد من الأسماء، حتى وإن كان اسمها غير مطروحا على بطاقات الاقتراع فى تلك الدورة الانتخابية.

أول هذه الأسماء هي الرئيس جو بايدن، الذى من المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات بشدة على باقى فترته الرئاسية، وعلى آماله فى الترشح لفترة ثانية. حيث قالت صحيفة واشنطن بوست إن مستقبل بايدن مرتبط بنتيجة انتخابات التجديد النصفى.

فرغم أنه أمضى اللحظات الأخيرة من الحملة الانتخابية يحذر من المخاطر التي ستواجهها الولايات المتحدة لو فاز الجمهوريون بالسيطرة الكاملة على الكونجرس، ودق أجراس الإنذار بشأن حدوث إغلاق حكومى وخفض الضمان الاجتماعى والانهيار المحتمل للديمقراطية، إلا أنه تجنب إلى حد كبير مناقشة المخاطر الهائلة التي تمثلها تلك الانتخابات لنفسه، على الرغم من احتمالية أن فوز الجمهوريين سيقلب مسار رئاسته.

فعلى المستوى الشخصى والسياسى، تظل انتخابات اليوم حدث خطير لبايدن، ويمكن أن تحدد النتيجة ما إذا كانت الفترة المتبقية من رئاسته ستشهد خطوات ضافية فيما يتعلق بأولوياته، أم مواجهات وتحقيقات وسياسات حافة الهاوية فى حال سيطرة الجمهوريين. كما أنه يمكن أن يحدد ما إذا كان بايدن، الذى سيتم عامه الـ 80 هذا الشهر، يمكن أن يقنع حزبه الذى يزداد قلقا بأنه الشخص المناسب للترشح فى انتخابات 2024.

ويتوقع أغلب المحللين أن يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب، والذى يمكن أن يحاصر البيت الأبيض فى التحقيقات التي سيطلقها أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب. لكن الأكثر ضررا هو احتمالية خسارة مجلس الشيوخ، الذى لا يزال غير محدد، ويمكن أن يجعل من الصعب على بايدن تعيين القضاة الفيدراليين، كما أنه يمكن أن يستبعد أى عملية تصديق على مرشح للمحكمة العليا فى حال أصبح أي من مقاعدها شاغرا.

 وقال دوجلاس برينكلى، المؤرخ الرئاسي الأمريكي فى جامعة رايس، إنه لو استطاع بايدن الاحتفاظ بمجلس الشيوخ تحت سيطرة الديمقراطيين، فإن أمامه فرصة جيدة للترشح لفترة رئاسية ثانية. لكن الآن، هناك موجة حمراء، ولو فاز الجمهوريون بمجلسى الشيوخ والنواب، فإنه سيكون بمثابة إنذار لبايدن بألا يكون مرشح الحزب.

الاسم الثانى الذى ستحدد تلك الانتخابات مستقبله السياسى هو الرئيس السابق دونالد ترامب. حيث يعلق ترامب آماله على تحقيق الجمهوريين، خاصة المرشحين الذين ساندهم فى الحملة الانتخابية، مكاسب كبيرة بما يمهد له الطريق لإعلان الترشح للرئاسة فى سباق 2024.

 وقبل ساعات من التصويت، حمس ترامب أنصاره فى فعالية انتخابية فى أوهايو قائلا إنه سيكشف عن إعلان هام للغاية فى منتصف نوفمبر الجارى.

وأضاف ترامب: سأقوم بإعلان هام للغاية يوم الثلاثاء 15 نوفمبر، أى بعد أسبوع من الآن. وأوضح ترامب أن الإعلان سيكون فى مقر إقامة ترامب فى مارالاجو بفلوريدا.

وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إنه لو كان الجمهوريون أقوياء فى بعض السباقات، وفازوا بمقاعد الديمقراطيون فى مناطق مثل نيوهامبشير أو ولاية واشنطن، فإن الضغط سيزداد على بايدن لعدم الترشح فى 2024. فى حين قد يحاول الرئيس السابق دونالد ترامب الاستفادة من مكاسب الجمهوريين بالسعى للترشح للرئاسة مرة أخرى.

وفى نفس السياق، ربما تكون الانتخابات النصفية فرصة لرون دى سانتس، حاكم ولاية فلوريدا، والذى يترشح لولاية ثانية، فى إثبات قدرته على منافسة ترامب على ترشيح الحزب الجمهورى فى سباق البيت الأبيض القادم، لو قرر أى منهما ذلك.

 ويعتبر كثير من الجمهوريين دى سانتس نجما ساطعا فى سماء الحزب، يأمل البعض من مؤسسة الحزب أن يتمكن من الإطاحة بترامب من سباق الترشح المحتمل. لكنه لن يستطيع أن يفعل ذلك لو خسر مساعيه للفوز بمنصب حاكم فلوريدا لولاية ثانية.

من ناحية أخرى، أصبح المستقبل السياسى لرئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى معلقا فى ظل توقعات بان يخسر الديمقراطيون أغلبيتهم فى المجلس، وربما تنتهى بذلك مسيرة استمرت 20 عاما من قيادة الحزب داخل غرفة الكونجرس. وقال العديد من الحزب الديمقراطى، إنهم يتوقعون أن تتنحى نانسى لو خسر الديمقراطيون أغلبيتهم فى مجلس النواب هذا الأسبوع مع إجراء الانتخابات النصفية هذا الأسبوع.

 كما أن بيلوسى قالت قبل ساعات من بدء التصويت فى الانتخابات، إن مستقبلها السياسى سيتأثر بالهجوم الأخير الذى تعرض له زوجها بول فى منزلهما بولاية كاليفورنيا.