تيك أواى المعرفة.. موضة ثقافية مزيفة

محمد غنيم
محمد غنيم
محمد غنيم
هل سمعت عن مصطلح التيك أواي، أظن أنك لا تستغرق بضع ثوانى وذهنك يرسلك إلى تلك الوجبات الجاهزة، التى تأكلها سريعا بعيدا عن المطعم، فى السيارة، أو جالسا على مقهى أو حتى على الكورنيش، قبل أن تقرر الإجابة، أعلم أنك تتساءل ما علاقة الأكل السريع بعنوان المقال وما وجه التشابه بين التك أواى كطعام والمعرفة والثقافة.
 
 دعنى أخبرك أن المصطلح لا يختلف كثيرا، فكلاهما تناول سريع يفقد الشخص لذة التذوق، فعند أهل الاختصاص عرف معنى "تيك اواي" بأنه أخذ الشيء بعيدا لتناوله مع عدم الالتزام بالجلوس بالمطعم لأكله أو شربه، وهى كلمة كثيرة الاستعمال فى المطاعم والكافيهات لوجبات سريعة سرعان ما تتغير أو تختفى تماما من قاموس الغذاء، وإن كانت أقرب بالموضة، فمثلما يوجد طعام سريع لا يستساغ طعمه ولا تظل حلاوته مرتبطة بالوجدان مثلما توجد ثقافة تيك اواى تترك معرفة مزيفة سرعان ما تختفى ويزول طعمها دون أثر يذكر فى الوجدان، وكأنها ظاهرة أقرب بالموضة التى سرعان ما تتبدل بعد أيام قليلة.
 
فما السر فى أن تحقق أغنية رواجا كبيرا أو أن تركب الترند كما يطلق عليها خبراء التكنولوجيا، وهى لا تمتلك مقومات الكلمات أو اللحن أو حتى الصوت أو الأداء، تعلق بالأذهان وتردد على الألسنة وسرعان ما تختفي، وتظهر وغيرها وتختفى أيضا، على الرغم من كلماتها المبتذلة، فالأمر لا يقتصر على الأغانى الهابطة فحسب، بل لحق قطار "التك أواي" أيضا بركب الرواية، فلو رجعنا إلى الخلف قليلا بداية من ٢٠١٧ حتى ٢٠٢٢ وحصرنا عدد الروايات الصادرة فى مصر فى تلك الفترة لفاق العدد عشرات الآلاف من الإصدارات، وعند تحليلك للمشهد لم يرسخ فى عقل القارئ إلا عنوان أو اثنين أو عدد من المؤلفين الذى لا يعد على أصابع اليد الواحدة.
 
وإذا رجع بنا الزمن للخلف عشر سنين تقريبا أو يزيد كانت الذائقة لكتابة الشعر وسرعان ما اختفت وظهرت الرواية مثلما يحدث الآن عندما مالت دفة المجداف إلى الكتابة فى التنمية البشرية، فكل هذه الصيحات من الموضة لا يخلف عنها سوى "تك أواى معرفي" أو ثقافة مزيفة، فالأمر لا يتوقف عن الأغانى والكتابة، فهناك شخصيات كانت ملء السمع والبصر، صورهم تطاردك صباحا ومساء فى أى مكان ولم تمكث أعمالهم فى الأرض وبذلك لن تخلد، فالقائمة طويلة لشخصيات لم يكونوا مبدعين برغم شهرتهم "التك اواي".. هل تتأمل هذه الشخصيات وتتساءل من منهم يمتلك إبداعا يخلده بعد مماته؟
متى سنظل عبيدا للترند فى السوشيال ميديا الذى يتحكم فيه حفنة من صناع الموضة؟ 
لا شك أنه بمرور الوقت تفضح الموضة الجهل ولا تبقى إلا المعرفة الناتجة من خلاصة أفكار المبدعين.
التذوق المعرفى والارتقاء الفكرى من وراء القصد.
 
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حرائق ضخمة فى حيفا والجليل ومناطق واسعة بإسرائيل وإخلاء عدد من المنازل

دعوى قضائية من أصحاب المعاشات للمطالبة بإقرار المنحة الإستثنائية

رئيس مجلس الدولة يؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس السيسي.. صور

رئيس الوزراء يوجه بإطلاق أسماء الشهيدات الـ19 على المبانى الحكومية والشوارع بقرية "كفر السنابسة"

رئيس الوزراء يوجه بإعفاء كامل من المصروفات الدراسية لأسر الـ19 شهيدة بحادث المنوفية


حريق يلتهم فندق "قلب العالم" وسط بغداد.. صور

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

هل يودع شيكابالا الزمالك بعد زيزو وشيفو والمثلوثى؟

تعرف على مشوار منتخب شباب اليد فى بطولة العالم قبل لقاء ألمانيا الأخير

محمد صلاح يتفوق على مبابي ورافينيا فى سباق أفضل لاعبي العالم 2025


أزمة تمويل حرب إيران وغزة تفجر خلافا بين وزارتى الدفاع والمالية فى إسرائيل

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

الزمالك يمنح شيكابالا حرية تحديد مصيره.. واللاعب يدرس الاعتزال لهذا السبب

الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وأجواء شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

طلاب الثانوية العامة يؤدون اليوم امتحان اللغة الأجنبية الأولى

65 مليون دولار تنعش خزائن الفرق العربية فى كأس العالم للأندية

مقترح فى الزمالك بعدم خوض الفريق تدريباته بميت عقبة.. اعرف السبب

مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 29-6-2025 والقنوات الناقلة

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى