القمة الأمريكية الأفريقية.. لماذا الآن؟

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب
معلوم أنه كان آخر انعقاد للقمة الأمريكية الأفريقية كان عام 2014، ومنذ ذلك الوقت لم تعقد تلك القمة رغم مرور العالم بكثير من التحديات والاضطرابات المعقدة في القارة السمراء خلال تلك السنوات من ظروف صحية بالغة الخطورة وتهديد للأمن الغذائي الذى طال ملايين البشر في القارة، وتمدد وتنامى الصراعات في كثير من بلدان القارة، ليطرح سؤال نفسه، لماذا الآن؟
 
واعتقادى أن للإجابة عن هذا السؤال لماذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية عقد هذا القمة بعد هذه السنوات، هو من تنشيط العلاقات الأمريكية فى القارة السمراء من أجل حماية استمرار الهيمنة الأمريكية وسيادتها، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتعاطى الولايات المتحدة مع تلك الحرب الذى جعلها طرفا أصيلا في هذه الحرب، ولم تبالى بخطورة التداعيات على العالم النامى والضعيف اقتصاديا وسياسيا.
 
وللحفاظ على هذه الهيمنة، كان لابد من تحرك أمريكى سريع للرد على التحركات الصينية والروسية بالقارة السمراء، لذلك فإن هذه القمة هي أول تطبيق عملي للاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي، والتي أطلقتها الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي، وهو الاهتمام بدوائر معينة في الإقليم الأفريقي، خاصة أن أصبح هناك نفوذا متزايدا للروس والصينيين، خلاف أن القارة السمراء تذخر بموارد طبيعية وبشرية هائلة، ودورها الحيوى في التحكم في مصير التجارة العالمية في البحار والمحيطات، وامتلا القارة لمؤهلات تجعلها قادرة على مواجهة الأزمات ويمكنها من تعزيز سيادتها وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة.
 
لذلك، فإن هذه القمة تختلف كثيرًا عن القمم السابقة سواء ما يتعلق بطبيعة التحديات والأزمات الاقتصادية والسياسية، بعد قمة التحركات الصينية والروسية في القارة، وخاصة قمة الصين في السعودية، وإنشاء قاعدة عسكرية صينية في جيبوتى هي الأولى لها خارج حدودها وتصاعد الاستثمار الاقتصادى الصينى في القارة لأرقام أصبحت مزعجة للأمريكان، وهنا تأتى أهمية تلك القمة حول حرص الولايات المتحدة على تغيير الرؤية تجاه القارة، والعمل على توطيد أوجه التعاون في كل المجالات لمواجهة النفوذ الصيني والروسي.
 
وأخيرا هناك شعاع نور.. فمن المؤكد أن القارة الأفريقية تعانى أشد المعاناة جراء ما يحدث في العالم من حروب وصراعات ومن تغيرات مناخية تكاد تعصف بمستقبل كثير من دولها، إلا أنها تشهد تنافسا كبيرا من قبل القوى العظمى الآن، وذلك لأهميتها الجيوسياسية، فضلًا لامتلاكها ثروات طبيعية وموارد بشرية هائلة، لذا يجب على قاداتها اسثمار هذا لصالحها والاستفادة من هذا الاهتمام العالمي لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية تكون طوق نجاة لها فى خضم أزماتها وتحدياتها الكبيرة والجسيمة ..
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اتحاد اليد يوافق بالإجماع على مشاركة الأهلي والزمالك في مونديال الأندية

ريال مدريد يحدد سعر بيع رودريجو بـ132 مليون دولار وسط اهتمام إنجليزي متزايد

حال حصد الدرع الـ45.. عماد النحاس عاشر مدرب وطني يقود الأهلي للتتويج بالدوري

الإدارة الأمريكية لـ"إسرائيل": أوقفوا الحرب على غزة وإلا سنتخلى عنكم

الأهلى يفاوض زد لشراء مصطفى العش بشكل نهائى


الجميع بخير.. رعاية طبية متواصلة لحجاجنا في الأراضي المقدسة

عاهل الأردن يؤكد ضرورة إنهاء الحرب على غزة وضمان إدخال المساعدات الإنسانية

البابا تواضروس يستقبل الرئيس اللبناني بالكاتدرائية

مكافأة 10 ملايين دولار.. أمريكا ترصد هدية لمن يدلى بمعلومة عن حزب الله

الموساد يكشف عن 2500 وثيقة وصورة وممتلكات للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين


مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات

النيران تطارد كريم عبد العزيز في مشروع x بسبب هنا الزاهد.. اعرف الحكاية

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

حارس الأرجنتين يدخل دائرة اهتمامات برشلونة

دفاع المتهم بواقعة الطفل ياسين يستأنف على حكم الجنايات

ثوران بركان "ليوتوبى لاكى - لاكى" فى أندونيسيا

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى