تجار الأزمات و أغنياء الحروب٢.. وماذا بعد الخبز و الأرز؟

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين

و من جديد نضطر للحديث عن ملاحقة الدولة لمعدومي الضمير و فاقدي الرحمة ،و ما أكثر هؤلاء الذين تتأجج مشاعر.

سعادتهم و تطول ساعات حظهم عندما تشتد الأزمات ، هؤلاء الذين لا يهتز لهم طرف و لا يتأرق لهم ضمير عندما يعاني غيرهم بل يتمنون المزيد لطالما كانت لهم منفعة و ضربة حظ و فرصة لن تعوض للإستغلال و المنفعة.

فقد اصطدمت بالأمس في أحد المتاجر الضخمة التي لا يمكن أن تخلو يومًا من السلع الأساسية علي الأقل و علي رأسها الأرز ، الذي كان مضرباً للأمثال عن الكثرة و الفيض بمصر تحديداً ، فلم أجد حبة أرز من أي نوع علي الإطلاق.

هذا بعد أن وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار بشأن اعتبار سلعة "الأرز"من المنتجات الاستراتيجية فى تطبيق حكم المادة (8) من قانون حماية المستهلك الصادر بالقانون رقم 181 لسنة 2018، ويحظر حبسها عن التداول سواء من خلال إخفائها، أو عدم طرحها للبيع، أو الامتناع عن بيعها أو بأى صورة أخري.

وألزم مشروع القرار حائزى سلعة "الأرز" لغير الاستعمال الشخصى من المنتجين والموردين والموزعين والبائعين  بالمبادرة إلى إخطار مديريات التموين والتجارة الداخلية المختصة على مستوى الجمهورية بنوعية وكميات الأرز المخزنة لديهم،.

ونص مشروع القرار على عقوبة كل من يخالف حكم المادة الأولى من هذا القرار بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه، ولا تجاوز مليونى جنيه، أو ما يعادل قيمة البضاعة موضوع الجريمة أيهما أكبر.

وفى حالة العودة'  يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات وتضاعف قيمة الغرامة بحديها.

فكما نعلم و ترددت علي مسامعنا مصطلحات "كأغنياء الحروب" ، هؤلاء الذين كانوا يتصيدون الفرص بأوقات الحرب بكل زمان و مكان تلك التي تشح بها السلع الأساسية و تحديداً المواد الغذائية، فيتاجر هؤلاء الذين تجردت مشاعرهم من الرحمة و نفوسهم من الإنسانية ليكدسوا تلك السلع و يحجبونها كلما اشتدت حاجة الناس إليها ، ليخرجوها أو القليل منها بأسعار غير منطقية متأكدين أنه لا بديل أمام الناس عن الدفع رغماً عنهم، متجاهلين أنات و دعوات هؤلاء التي تخرج من قلوبهم الموجعة  ، لتتكدس ثرواتهم و يتحولوا لأغنياء دون سبب حقيقي لهذا الغني سوي الإصطياد بالماء العكر، وها هو التاريخ يعيد نفسه بشكل أو بآخر ، ليثبت لنا أن مثل هؤلاء الذين كانوا يسمون بأغنياء الحرب هم أنفسهم من يتاجرون بالأزمات و يسنون أسنانهم عندما تلوح بوادر أية أزمة و إن كانت بعيدة عنهم كل البعد .

فبمجرد أن شم هؤلاء رائحة بوادر الحرب بين روسيا و أوكرانيا ، قاموا برد فعل جنوني كما لو كانت هذه الحرب علي أرضنا، وفي حين تكثف الأجهزة الرقابية الحملات على الأسواق للتأكد من جودة المنتجات المطروحة في ظل وجود مخزون استراتيجي من كافة السلع الغذائية تكفى احتياجات المواطنين لفترات طويلة، نقرأً يومياً خبر القبض علي عشرات التجار الذين يخفون السلع و يخزننونها  تمهيداً لمضاعفة أسعارها عندما تتهئ الظروف إذ اعتبرت الحكومة عقوبة التاجر حاجب السلع قضية أمن دولة عليا .

 إذن:

عليك عزيزى المستهلك أن تتصدى بقوة لكل من يستغل حاجتك ويتلاعب بقوت أولادك، ويكدس مزيداً من المكاسب على حساب معاناتك التى لا يقيم لها أى وزن، حتى وإن كنت مقتدراً مادياً لا يضيرك ما يحدث فى مثل تلك المناسبات من ارتفاع غير منطقى لأسعار أى شىء يقبل عليه المستهلك، فلم لا تفكر بأخيك المتضرر الذى لا يقو على تحمل هذا الجنون الناتج عن جشع هؤلاء والذى قد تحوله تلك الفروق بالأسعار من متحمل لها بالكاد إلى آخر بحق محتاج.

وفى النهاية لا يسع هذا أو ذاك سوى المزيد من العويل والشكوى غير المنقطعة من عدم حماية الدولة له وعدم فعالية جهاز حماية المستهلك.

فعليك أن تبدأ بنفسك، فتحاسبها على سلبيتها وتواكلها، هل تنتظر أن يحميك جهاز حماية المستهلك دون أن تتعاون معه وتدله على هذا الذى يستغلك؟

هل فكر أحد منا أن يبلغ عن كل من يغالى بالأسعار يوميا دون أدنى منطق من خلال الأرقام التى نراها على شاشات التليفزيون باستمرار؟

نحن شعب مستهلك بطبعه دائم الشكوى، ساكت عن الحق، مُفرّط فى حقه وحق وطنه عليه، فإن قام كل مواطن بدوره فى محاربة الفساد والإبلاغ عن اللصوص والمفسدين ستتمكن الدولة من قطع مسافات طويلة جداً فى طريق القضاء عليهم، وستنصلح أحوال البلاد بمشاركة فعلية من كل مصرى ومصرية .

 

موضوعات متعلقة

"حقوق الإنسان" و"حقوق الإنسان"

"حقوق الإنسان" و"حقوق الإنسان" الجمعة، 25 نوفمبر 2022 08:26 ص

جرائم عالم الميتافيرس

جرائم عالم الميتافيرس الجمعة، 18 نوفمبر 2022 07:23 ص

من أرض السلام مصر تتحدث عن نفسها

من أرض السلام مصر تتحدث عن نفسها الجمعة، 11 نوفمبر 2022 01:19 م

دعواتهم "وهم على وهم"

دعواتهم "وهم على وهم" الجمعة، 04 نوفمبر 2022 12:00 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حميد بعد التتويج بالسوبر الأفريقي: نسعى لحصد الكؤوس الأفريقية لإنهاء موسم استثنائى

اللى معاه كلب يربطه.. وزارة الزراعة تبدأ عهدا جديدا لتنظيم حيازة الحيوانات

حقائق لا تفوتك عن كأس إيطاليا قبل نهائى ميلان ضد بولونيا

ريفيرو: لا أستطيع إخباركم بوجهتى المقبلة

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025


جلسة مرتقبة بين الإنتر ومارسيليا بشأن هنريكي

بشرى سارة.. "التعليم" تعلن عن مسابقة فى يونيو لتعيين معلمى الحصة

"ديفيليه ملابس الأطفال" بكلية التربية النوعية بكفر الشيخ.. الطالبات والطلاب: تعلمنا تصميم الملابس والموديلات المتعددة وتبنينا مشروعات خاصة بنا.. رئيس الجامعة: نعمل على تأهيل الطلاب والطالبات لسوق العمل.. صور

أشهر الأحجار الكريمة فى العالم.. ماسة الأمل ارتبطت بلعنة أسطورية.. نجمة الهند أكبر وأشهر ياقوتة نجمية فى العالم... لؤلؤة لا بيرجرينا عمرها 500 سنة وانتقلت من ملوك إسبانيا وفرنسا للنجمة إليزابيث تايلور

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025


النحاس: دفاع الأهلى أمام سيراميكا لضمان الفوز.. ونجحنا في استغلال الفرص

الشوط الأول.. الأهلي يتقدم على سيراميكا بهدف بن شرقي.. صور

سوء الحظ يطارد موهبة الأهلى محمد عبد الله. .إصابة وحادث ورحيل منتظر

البيت الأبيض: السعودية ستستثمر 600 مليار دولار فى الولايات المتحدة الأمريكية

شاهد الداخلية تكشف ملابسات فيديو مشاجرة السلاح الأبيض داخل مسجد بالسلام

المؤبد لمتهم بقضية "خلية السويس الإرهابية"

عودة حسام عبد المجيد لمعسكر الزمالك بعد الامتحان.. اعرف موقفه من مباراة بيراميدز

هالاند: عمر مرموش لاعب سريع وهداف مميز وكنا نفتقده في السيتي

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

إيقاف مباريات الدوري الليبي في طرابلس.. والبدري ممنوع من مغادرة الفندق

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى