نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

"السلام الساخن".. الأزمة الأوكرانية والتحول نحو "التفاوض الخشن"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى

تبدو زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، للولايات المتحدة، بمثابة "نقطة فارقة"، في الصراع الحالي مع روسيا، في ضوء العديد من المعطيات، ربما أبرزها الأولى لزيلنيسكي خارج بلاده، منذ بدء العملية العسكرية الروسية، حيث اعتمد على زوجته، أولينا زيلنيسكا، في إجراء العديد من الزيارات الخارجية، لحشد الدعم الدولي لبلاده، في الأشهر الماضية، في إطار ما يمكننا تسميته بـ"دبلوماسية" السيدة الأولى، والتي زارت واشنطن ولندن، لتلتقي بالزعماء، وتخاطب البرلمانيين، عن المأساة التي تشهدها بلادها، في إطار دفع القوى الكبرى نحو القيام بدور أكبر في دعم كييف في مواجهة موسكو، في الوقت الذى التزم فيه الرئيس بوجوده داخل بلاده مرتديا زيه العسكري، في إطار "دبلوماسية الحرب"، والتي لم يتخلى عنها حتى في زيارته الخارجية الأولى، وبدا حريصا على الظهور بها أمام نظيره الأمريكي وفي الكونجرس.

 

وبين دبلوماسيتي "السيدة الأولى"، والتي تبنتها زيلنيسكا، و"الحرب"، والتي ظهرت بجلاء في زيارة زيلنيسكي إلى الولايات المتحدة، نجد أن ثمة دورا جديدا لـ"زوجة الرئيس"، في إدارة الصراع الدولي، بعيدا عن الدور المجتمعي العام الذي تقوم به في إطار محاولة لإضفاء قدر من "النعومة"، على السياسات المرتبطة بحالة الحرب القائمة، في ظل أحد أشرس الصراعات الدولية القائمة، ناهيك عن استقطاب أكبر قدر من التعاطف الدولي مع الأوكرانيين في إطار التركيز على حجم المعاناة، والجانب الإنساني، وهو ما بدا في معظم التصريحات التي خرجت بها في تلك الزيارات، ليثور التساؤل حول ما إذا كان الهدف منها هو انغماس الحلفاء في الغرب لحسم الأمور عسكريا على الأرض أم للتحول نحو مرحلة جديدة من التفاوض، من شأنها الخروج بأكبر قدر ممكن من المكاسب في المرحلة المقبلة.

 

وللحقيقة، تبدو احتمالية انغماس الولايات المتحدة أو دول أوروبا الغربية في الحرب ضد موسكو مستبعدة، في ظل عدم القدرة على مجابهة تداعيات تلك الخطوة في الداخل، وهو ما بدا منذ اللحظة الأولى لاندلاع العملية العسكرية الروسية، ناهيك عن الحديث الغربي، سواء من قبل المسؤولين الرسميين، على غرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو الدبلوماسيين ذوي الباع الطويل في السياسة الدولية، ومنهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، عن ضرورة التفاوض مع موسكو، لإنهاء المأساة الراهنة، والوصول إلى حلول ملموسة، تعتمد في الأساس على طمأنة الجانب الروسي، والذى يرى التوغل الغربي إلى محيطه الإقليمي في إطار حلف الناتو، تهديدا أمنيا صريحا له، ناهيك عن سياسات الغرب، في القلب منه أمريكا، خلال السنوات الماضية، والتي باتت تعتمد نهجا قائما على الانسحاب العسكري من العديد من مناطق العالم، بسبب الأوضاع الاقتصادية، والفشل الذريع في تحقيق الأهداف التي تدخلت من أجلها منذ البداية.

 

وعلى الرغم من الوعود الأمريكية بدعم أوكرانيا ماليا بحوالي 47 مليار دولار، وامدادها بمنظومة "باتريوت" بالإضافة إلى التزام زيلنيسكي بالزى العسكرى، وهو ما يضفي "صبغة" تصعيدية للصراع مع روسيا، إلا أن الكواليس ربما تحمل أفاقا تميل إلى التفاوض الذي يحمل في طياته ازدواجية، بين إطارين، أولهما يبدو "ناعما"، ظهر في زيارات السيدة الأولى للخارج، بينما لم تتخلى، في الإطار الثاني عن "خشونة" الحرب القائمة، ليصبح العالم على أعتاب حالة من التفاوض "الخشن"، بين الغرب وروسيا، حول العديد من القضايا الخلافية، أبرزها الموقف من انضمام أوكرانيا إلى الناتو، والمناطق التي ضمتها موسكو إلى أراضيها.

 

وتعد حالة "التفاوض الخشن" التي تتمخض عنها الأوضاع الحالية بين روسيا والغرب، امتدادا لما سبق وأن وأسميته في مقال سابق بـ"السلام الساخن"، والذى يعتمد فكرة الخصومة التنافسية، القائمة على التعاون، في إطار العمل على تحقيق المصلحة الجمعية في الإطار الإقليمي والدولي، إذا ما وضعنا في الاعتبار العديد من العوامل أبرزها التأثيرات الكبيرة للمعركة على الاقتصاد العالمي، خاصة في أوروبا الغربية، والتي انقسمت حول القيادة الأمريكية جراء تقاعسها عن القيام بدور حقيقي لاحتواء الأزمة الحالية، لتصبح المنح الأمريكية لأوكرانيا، في جوهرها، أشبه بـ"تعويض" عن الخسائر والاضرار الناجمة عن شهور الحرب الماضية، أو التنازلات التي ستقدمها في إطار تفاوضي في المستقبل، مع مساندة كييف دبلوماسيا في حربها المقبلة خلال المفاوضات مع موسكو.

 

العملية التي سوف تتمخض عنها المرحلة المقبلة من عمر الصراع في أوكرانيا، لن تقتصر في أطرافها على روسيا والغرب، وإنما سوف تتداخل فيها قوى دولية أخرى، على غرار الصين، والتي شهدت علاقتها مع الولايات المتحدة، تقدما كبيرا، في ظل القمة التي جمعت بين الرئيسين بايدن وشي جين بينج في نوفمبر الماضي، والاعتراف الأمريكي بمبدأ "الصين الواحدة"، في خطوة عملاقة لتخفيف حدة التوتر، على خلفية تنافسية، وهو ما يرتبط في جزء منه، التقريب بين الخصوم في الأزمة الأوكرانية، في ضوء شراكة كبيرة، وغير خافية بين موسكو وبكين، وبات من الصعب تفكيكها.

 

وهنا يمكننا القول بأن الأزمة الأوكرانية، ربما تصبح أحد أبرز النماذج لحقبة "السلام الساخن"، إذا ما تمكن الغرب وموسكو في التوصل إلى خطوات تفاوضية حقيقية من شأنها التقريب بين الجانبين، وبالتالي التخفيف من حدة الصراع الراهن، عبر تحويله إلى إطار تنافسي، من شأنه احتواء الأزمة اللحظية، مع العمل في المستقبل نحو تحسين الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، في إطار جماعي، بعيدا عن الهيمنة المطلقة التي سادت العالم لعقود طويلة من الزمن.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

براءة عادل إمام من واقعة طرد ممثل من مسرحية بودى جارد "علشان بيضحك أكتر منه"

السكة الحديد تشغل غدا القطار الـ11 المخصص لعودة السودانيين طواعية لوطنهم

أيفون ذهب وسيارة وساعة بفصوص ألماس.. حصيلة عامين فقط لشاكر محظور

كماتشو مدرب الجيم على تيك توك.. رحلة حلم امتلاك سيارة انتهى على الأسفلت

تواجه حكم بالحبس سنة.. الاقتصادية تحدد مصير البلوجر هدير عبد الرازق الثلاثاء


ثوران مفاجئ ضخم لبركان كيلاويا فى هاواى ونوافير من الحمم.. فيديو

ترتيب دورى الكرة النسائية قبل مباريات اليوم.. صراع ثلاثى على المقدمة

اليوم.. آخر فرصة للتقديم على وظائف مونوريل العاصمة

ذكرى المولد النبوى.. كيف كان شكل النبى صلى الله عليه وسلم؟.. أجمـل النّـاس مـن بعيـد وأملحهـم مـن قـريـب.. بهـى الطلعـة يتـلألأ وجهـه تلألـؤ القمـر لـيـلـة البـدر.. بـراق الثنايـا طـويـل الـعـنـق عظيـم الهـامـة

ضبط "دجال السوشيال ميديا" بعد ترويجه لمقاطع عن الجن والسحر بالمبانى المهجورة


فى ظل أوضاع كارثية بغزة.. بابا الفاتيكان يضغط على إسرائيل لوقف الحرب

حبس أجنبى الجنسية يسرق السيارات بأكتوبر بطريقة كسر الزجاج 4 أيام

مقتل 3 عناصر شديدة الخطورة فى مواجهات أمنية

وزارة العمل تعلن وظائف جديدة برواتب تصل 12 ألف جنيه شهريًا.. التفاصيل

استشهاد أكاديمى فلسطينى بارز فى قطاع غزة بسبب المجاعة

فى سابقة دبلوماسية.. جدل علنى بين الفاتيكان والرئاسة الإسرائيلية حول الجهة الداعية للقاء مرتقب بين البابا و هرتسوغ.. وسط دعوات متزايدة لإنهاء حرب غزة وتساؤلات حول قدرة ليو لعب دور الوسيط المحايد

الطقس اليوم الخميس 4-9-2025.. حار نهارا ورطب ليلا وتحذيرات من الشبورة

تخفيضات تصل إلى 90%.. وزارة النقل تستعد للدراسة باشتراكات مخفضة للطلبة.. المترو يبدأ بـ155 جنيهًا لمدة 3 شهور.. وطرح اشتراك الأتوبيس الترددى لأول مرة.. والسكة الحديد تسمح باشتراكات تصل لـ9 أشهر

عوالم خفية داخل أغرب كهوف العالم.. كهف رومانى مغلق منذ 5 ملايين عام بكائنات بلا عيون.. وأضخم بلورات على وجه الأرض فى كهف بالمكسيك.. والنمسا تضم أكبر كهف جليدى.. ونيوزيلاندا تشتهر بكهف الديدان المضيئة.. صور

مواعيد مباريات اليوم الخميس 4-9-2025 في ملاعب العالم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى