أخلاقنا الجميلة.. الانتصار على "الحقد المقدس"

محمود عبد الراضى
محمود عبد الراضى
محمود عبد الراضي
من واقع متابعتي لملف الحوادث، لأكثر من عقد ونصف من الزمان، كتبت خلالها مئات القصص، والتقيت متهمين خلف القضبان، تحدثوا بكل صراحة، عن كواليس جرائمهم، فاكتشفت أن لكل جريمة دافعاً، قد يكون "الحقد، الانتقام، الحسد، الخوف، أو المال"، لكن يبقى "الحقد" السبب الأعظم.
 
ومع ثورة التكنولوجيا الحديثة التي ظهرت مؤخرًا، وتواجد الأشخاص معظم وقتهم على منصات تواصل الاجتماعي، وعرض تفاصيل حياتهم اليومية بشكل فج، باتوا في مرمى "الحاقدين"، فربما تجد أقرب الناس لك، يحقد على خير اختارك، أو نفعا لحق بك، قد يكون ذلك، في "زوج أو زوجة" صالحين، أو وظيفة مرموقة، أو ملابس مبهجة، أو حتى "خروجة" تنعش الروح، فكل ذلك قد يضعك تحت طائلة الحاقدين، مجرد أنهم ضبطوك متلبسا بـ"السعادة"، ولم "تداري على شمعتك".
 
للآسف، هناك أصنافا من الناس، لا يستطيعون أن يخفوا حقدهم، تراه ظاهرا، ربما في هيئة "هزار"، أو كلمات مباشرة، فلكل حريقٍ مطفئ فللنار الماء، وللسمِ الدواء، وللحزن الصبر، وللعشق الفرقةُ، ونار الحقد لا تخبو أبداً. 
 
"الحقد" يتواجد عند البعض بدرجات، فيجب مقاومته من البداية، والتغلب عليه، فإنّه عَطَب، نارٌ وأنتَ الحَطَب، فالحقد يشل الحياة والحب يطلقها، والحقد يربك الحياة والحب ينسقها، والحقد يظلم الحياة والحب ينيرها، فلا تستسلم له، فعندما تشعر أنه تسلل لقلبك قاومه، حتى لا يتمكن منه، فالحقد يكون داخل الانسان كوحش نائم فاذا أطعمه مره طالب بالمزيد واشتد واشتد حتى يلتهم صاحبه، وإن أكبر معركة يجب أن يخوضها الإنسان هي معركته مع نفسه، معركة ينتصر فيها حب العدالة على شهوة الحقد.
 
للآسف، كُلفة الحقد أكبر بكثير من الحب، لأنها إحساس غير طبيعي، إحساس عكسي مثل حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض، تحتاج إلى قوة إضافية وتستهلك وقوداً، والحقد لا يقتل إلا صاحبه، فبدلا من أن تحقد على الناجحين بادر في أن تصبح أكثر نجاحاً منهم، ذلك هو الفرق بين الحقد والطموح. 
 
للآسف، أصعب أنواع الحقد التي يتعرض لها البعض، تكون من القريب أو الصديق، أو ما يطلقون عليه "الحقد المقدس"، ذلك الحقد الذي يهدم العلاقات، ويغير النفوس، فيتطلب منك جهدا أكبر، لتفادي حقدهم، فكن قاسياً على نفسك كريماً معهم حتى تتلاشى حقدهم.
 
علموا أولادكم، أن الحقد يرتجف أمام الحبّ، ويهتز أمام التسامح، وإن القسوة ترتعش أمام الرقة واللّين والمحبة، حتى تعود لمجتمعنا أخلاقه الجميلة.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

بطل من الحماية المدنية.. صاحب اللقطة الأشهر ظل ساعات أمام الأدخنة حتى إخماد حريق سنترال رمسيس

إحباط تهريب 300 كائن حى نادر بمطار القاهرة.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراضا وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصالا لها.. وتتسبب فى خسائر فى الثروة الحيوانية

مديرية الشباب والرياضة تخاطب الإسماعيلى بسبب استمارات سحب الثقة


السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

إيران تستلم بطاريات صواريخ أرض جو من الصين

بالدموع والحزن.. ميت غمر تودع المهندس محمد طلعت ضحية سنترال رمسيس (فيديو)

نتنياهو: سنهزم حماس ونقضي على قدراتها

المصرية للاتصالات: لا نتنصل من مسؤولية حريق سنترال رمسيس والخطط عجلت عودة الخدمة


وزير الخارجية البريطاني: سنتخذ مزيد من الإجراءات ضد إسرائيل إذ لم يتغير الوضع في غزة

أسر شهداء حادث سنترال رمسيس يتسلمون جثامين ذويهم استعدادًا لتشييعها

التنظيم والإدارة: فرصة جديدة للمتخلفين عن امتحان "معلم مساعد" بسبب الظروف الطارئة

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

37 مترشحًا بانتخابات مجلس الشيوخ فى اليوم الرابع من فتح باب تلقى الأوراق

أول تقرير من تحقيقات الشرطة الإسبانية: السرعة الزائدة سبب حادث جوتا

مجهول انتحل شخصية وزير خارجية أمريكا وتواصل مع مسئولين برسائل نصية وصوتية

إيلون ماسك يخسر 15.3 مليار دولار من ثروته بعد إعلان تأسيس حزب أمريكا

الزمالك يستعد للموسم الجديد بـ8 تدعيمات قوية.. وحسم موقف الراحلين قريبا

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى