دراسة: البشر الأوائل ربما نجوا من ظروف الشتاء القاسية بالدخول في "سبات"

احتباس حراري - أرشيفية
احتباس حراري - أرشيفية
وكالات
من الطبيعي أن ينام البشر أكثر قليلاً مما اعتادوا في الشتاء، حيث ينبه انخفاض التعرض للضوء الجسم إلى إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون يجعلنا نشعر بالنعاس، وفقا لتقرير RT 
 
وفي حين أن الكثير منا قد يتوق للنوم خلال الشتاء، فإن البشر - على عكس الكثير من الثدييات الأخرى - ليس لديهم القدرة على السبات.
 
لكن دراسة منشورة حديثا حققت في ما إذا كانت لدى البشر الأوائل هذه القدرة في مرحلة ما. ووجدت النتائج - على الرغم من كونها أولية - بشكل مدهش، أن البشر الأوائل فعلوا ذلك، حتى لو لم يكونوا بارعين فيه.
 
ويعتقد بعض العلماء أن القدرة على السبات يمكن أن تحمل مجموعة من الفوائد المحتملة، من منع الضرر الناجم عن السكتة القلبية والسكتة الدماغية، إلى درء المجاعة - وحتى التمكين من السفر إلى الفضاء.
 
وقالت الدكتورة مارينا بلانكو، عالمة الأبحاث في جامعة ديوك في الولايات المتحدة، والتي درست السبات في الليمور القزم، لموقع Good Health: "إن إحداث السبات لدى البشر قد يكون أقرب إلى العلم منه إلى الخيال. 
 
ويمكن أن يساعدنا على النجاة من الأزمات النشطة - على سبيل المثال، النقص الموسمي في الغذاء - والتعامل مع الإصابات الخطيرة عن طريق تجنب تلف الأعضاء وزيادة طول العمر"
 
وعندما يتعلق الأمر بالإصابة، تكمن المشكلة في أنه عندما تتم استعادة تدفق الدم فجأة إلى الأنسجة التي تم حظر إمدادها به، كما هو الحال بعد نوبة قلبية أو سكتة دماغية، يمكن أن يتسبب ذلك في صدمة قاتلة.
 
ولكن الأبحاث التي أجريت على الفئران أظهرت أنه إذا أبقيتها باردة عند عودة تدفق الدم إلى عروقها، فإن هذه الصدمة تتضاءل بشكل كبير، كما يوضح الدكتور مايكل أمبلر، المحاضر السريري في جامعة بريستول.
 
وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أن البرودة "تقلل من النشاط الأيضي في الميتوكوندريا، والتي تعد في الأساس محطات طاقة داخل الخلية"، بحسب أمبلر.
 
وعندما يعود الدم، تنشط الميتوكوندريا بسرعة، وهذا يولد منتجات ثانوية يمكن أن تكون ضارة، وإبطاء سرعة إعادة تشغيلها بعد عودة تدفق الدم يعني خفض حرارة الجسم ويحمي الأعضاء الحيوية من هذا النشاط الهائل.
 
والسبات الشتوي هو حالة الحد الأدنى من النشاط وإبطاء عمليات التمثيل الغذائي التي تدخل فيها بعض الحيوانات - مثل القنافذ والخفافيش والدببة البنية - وتتميز بانخفاض معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم وانخفاض استخدام الأكسجين. 
 
وهي تمكن هذه الحيوانات من تحمّل فترات البرد وندرة الغذاء، ويمكن أن تستمر أياما أو أسابيع أو حتى شهورا، باختلاف النوع.
 
وتتمتع بعض الحيوانت أيضا بحالة مماثلة، ولكنها أقصر، تسمى بالسبات اليومي، والذي يمكن أن يكون جزءا هاما من الحفاظ على الطاقة في أي وقت من السنة، ولا يرتبط بالمواسم.
 
وفي هذه الحالة تنخفض درجة حرارة الجسم ومعدل التنفس ومعدل ضربات القلب ومعدل الأيض.
 
ولكن على عكس السبات الشتوي، يبدو أن السبات اليومي حالة لا إرادية يدخلها الحيوان عندما يحتاج إلى الحفاظ على الطاقة - على سبيل المثال، عندما يكون الطعام نادرا، العديد من الطيور والقوارض الصغيرة، مثل الفئران والهامستر، تدخل بانتظام في سبات.
 
ومع ذلك، ليست الحيوانات فقط هي التي تفعل ذلك، وتشير الأدلة المستمدة من عظام أحد أهم مواقع الحفريات في العالم، وهو كهف يسمى Sima de los Huesos (حفرة العظام)، في أتابويركا في شمال إسبانيا، الآن إلى أنه منذ مئات الآلاف من السنين، ربما نجا البشر الأوائل من البرد القارس بالنوم خلال الشتاء.
 
وتظهر الأحافير في الكهف اختلافات موسمية تشير إلى تعطل نمو العظام لعدة أشهر من كل عام، وفقا لورقة بحثية نُشرت في مجلة L’Anthropologies.
 
ويجادل الباحثون بأن هؤلاء البشر الأوائل وجدوا أنفسهم "في حالات التمثيل الغذائي التي ساعدتهم على البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن في ظروف شديدة البرودة مع إمدادات محدودة من الطعام ومخزون كاف من الدهون في الجسم، وبعبارة أخرى، كانوا في حالة سبات.
 
وبينما لا يدخل البشر في السبات الشتوي أو السبات اليومي الآن، تشير الأدلة المتزايدة إلى أننا قد نحمل المعدات البيولوجية على القيام بذلك.
 
وتشرح الدكتورة بلانكو: "البشر، مثل الثدييات الأخرى، قد يكون لديهم بالفعل آلية بيولوجية للسبات، لكننا بحاجة إلى معرفة كيفية تنشيط وتنظيم وتنسيق جميع العمليات الضرورية، وهذه الآلية هي في الأساس المعلومات المخزنة في جيناتنا".
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مانشستر يونايتد ضد بورنموث.. الشياطين تتقدم 2-1 في الشوط الأول بالدوري الإنجليزي

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

كيف تنضم لمنظومة التأمين الصحى الشامل؟.. هيئة الرعاية الصحية تجيب


دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول


الإدارية العليا تحيل 4 طعون على نتائج 19 دائرة ملغاة في انتخابات النواب للنقض

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

النهايات أخلاق.. انفصال إيمى شومر وكريس فيشر بود متبادل بعد 7 سنوات زواج

أحمد السقا: عريس بنتى لو قدر يوصل لبيتنا لازم يكون لابس واقى من الرصاص

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى