الناقد أحمد سراج: منجز رفعت سلام مثل زهرة لوتس قلبها الشعر

رفعت سلام
رفعت سلام
كتب محمد عبد الرحمن
كتب الكاتب والناقد أحمد سراج، شهادة عن الشاعر الراحل رفعت سلام، قال فيها: "لي أن أخترع التاريخ، وله أن يذعن لي" ترتحل البشرية في الزمان كما يرتحل البشري في المكان، منا من يحمل شعلة العلم، ومنا من يحمل شعلة الحرب، ومنا من يحمل شعلة الشعر، فمنهم من يسقط دون أن يراه أحد، ومنهم من لا يخفى على أحد. 
 
وأضاف "سراج" في شهادته التي كتبها ضمن تحقيق يجريه "اليوم السابع" تحت عنوان "ماذا تبقى من رفعت سلام" من هنا فالنظر إلى امرئ القيس وهوميروس والمتنبي وأوفيد وشوقي وشكسبير و وعبد الصبور وإلبوت ورفعت سلام وريتسوس لا يكون إلا على أنهم شعراء غيروا المستقبل بما يحملون من نار مقدسة. كأن منجز رفعت سلام زهرة لوتس قلبها الشعر، تحوطها ورقات أربع؛ الترجمة والنقد والصحافة والحياة الشخصية. 
 
في الترجمة ستبقى أعماله كلها فمن يستطيع ترك ترجمات كاملة بمقدمات لولا اننا قرأناها لاعتبرناها حديث خرافة، وأظن أنه لو قام كاتب بجمع هذه المقدمات في كتاب لوجد القارئ سيرة الحداثة الشعرية العالمية مكتملة، أما طريقته في الترجمة وهي طريقة موضوعية شعرية فهي تجعلك مع النص الاساسي مزيلة عجمة اللغة وغربة القارئ، فكأنك تنصت إلى بودلير أو رامبو دون ان تفلت منك شاردة. 
 
في الصحافة يترك سلام أثره بتأسيس القسم الثقافي في وكالة أنباء الشرق الأوسط، ويترك لرفاق المهنة درسه الأبلغ: نحن الجواري المنشآت، لا الخبر.  فهو لم يسع ذات يوم لاستثمار منصبه في كبرى وكالات الأنباء، بل كان حريصًا على أداء مهمته الصحفية كما يقول كتابها (بكسر الكاف) لذلك فأبناء المهنة المخلصون يتبعون خطاه. 
 
في النقد سيبقة كتاباه "بحثًا عن الشعر" و"بحثًا عن التراث" نموذجين دالين أحدهما على استيعاب الشاعر لما حوله من نصوص وشعراء وثانيهما على استيعابه لتراثه وفهمه لدور هذا التراث، وموقفه هو منه، وكلاهما يدل على وعي الشاعر ورغبته في تغيير العالم أو المشاركة في ذلك، أو على الأقل ترك علامة كي لا يتوه القادمون من خلف. 
 
حياة رفعت الشخصية أو الإنسانية ستبقى كحكايات الفقراء عن اولئك الرجال الذين كانوا هنا فلم ينحنوا ولم يتذللوا، ظلوا يرفعون رؤوسهم نحو الضوء حتى اتحدوا به؛ فصاروا شموسًا. 
 
الأثر الشعري لرفعت يظهر للقارئ وللناقد وللشاعر، فلا يمكن لقارئ أن يدعي قراءته للشعر العربي في النصف قرن دون أن يقرأ سلام، وللناقد فما قدمه سلام ورفاقه من تطوير (ضروري، هو ما نقل الشعر وجعله يستمر بزهوه) ينبغي على اي ناقد أن ينظر إليه بتأن ووعي، أما الشاعر فمدينة سلام الشعرية الباذخة ستترك فيه زادًا سيعينه. بكلمة: "كي يبقى الشعر سيدًا كان رفعت سلام، وسيبقى سلام ما بقي الشعر".
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إنريكى: بدأنا مواجهة ميامى بأفضل طريقة ممكنة.. ونملك لاعبين على أعلى مستوى

الناقدة ماجدة خير الله تشيد بالفنان أحمد مجدى بعد أدائه في "فات الميعاد"

استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

إبراهيم عادل يحتفل بزفافه وسط نجوم الكرة.. صور

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات


مصطفى شوقي بعد نجاح حفله بمسرح البالون: اللي جاي مفاجآت

مصرع سيدة سقط عليها ونش أثناء تواجده داخل سيارته فى طريق الأوتوستراد.. صور

1 يوليو بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي بالمعاهد الأزهرية

على الهلباوى يُحيى حفلا غنائيا فى ساقية الصاوى.. 4 يوليو

الجمارك تحبط محاولة تهريب 3 آلاف دولار داخل "شبشب" فى طرد قادم من المغرب


مصادر إسرائيلية: الأمل فى إتمام صفقة بغزة قائم.. والأمر يتجه لاتفاق جزئي

هدنة وما عاد صغيرا واتجنن.. أغانٍِ منذ 12 عامًا بحفل كايروكى في الاستاد

أمير عيد للجمهور: إحنا بسببكم عملنا أكبر حفلة بمصر.. أنتم البطل الحقيقي

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

أشرف سعيد عن صناعة الإعلانات: أصعب حاجة الفكرة والكريتيف أكتر حد فاهم

السماء تمطر أموالا.. هليكوبتر تسقط دولارات على "روح" مواطن أمريكى.. فيديو

حسام البيجرمي يعقد قرانه على عازفة القانون الدكتورة آية حلمي

سكارليت جوهانسون: فيلم Tower of Terror تحدٍ صعب لكن سننجح

بيونسيه توقف عرض "Cowboy Carter" في هيوستن بعد حادث مفزع على المسرح.. فيديو

آمال ماهر تضع اللمسات الأخيرة لألبومها الجديد.. وحفل في سيدي عبد الرحمن

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى