الجرافيتى.. فن تحول لأداة تلوث

محمد غنيم
محمد غنيم
محمد غنيم
مثلما يوجد طعام ملوث وشراب ملوث هناك تلوث بصرى، وآخر سمعى، وكلاهما ضار بالصحة سواء النفسية أو الجسدية، فالأثر السيئ يعود بالسلب دوما ويحفر بالذاكرة فلا يقل أهمية عن رائحة كريهة شممتها فى مكان ما تظل عالقة بالذهن حتى لو نفدت تلك الرائحة، كذلك التلوث البصرى الذى سرعان ما أتى من تحريف فن الجرافيتى والنيل من إبداعه.
 دعنى أسألك هل قابلتك إعلانات الدروس الخصوصية على جدران المدارس وأسوار المبانى فى شوارع مصر، أعلم أنك ستجيب بكل ثقة مرددا كلمة "كتير" فإعلانات الدروس فى الشوارع أصبحت آفة تؤرق الحس الإبداعى لما تحمله من تلوث بصرى، ولما يطلق عليه بعض المشوهين اسم جرافيتى، ولكن فن الجرافيتى بعيدا كل البعد عن هذا الهراء والعبث المتقن.
 
 دعنى أقص عليك جماليات الفن الجرافيتى لتتأكد بنفسك أن ما نراه على الجدران من إعلانات ما هو إلا استنزاف للرؤية مؤرق للبصر متعب للنفس، الجرافيتى كلمة ترجع لغويا بجذورها للأصل الإيطالى جيرافيتو، إنما تاريخيا فهى فن استخدمته الحضارة الإنسانية فى التعبير عن الأفكار بالخدش على الجدران، وذلك قبل آلاف السنين، أما فى أواخر الستينات بأوروبا كان له أثر كبير فى الانتشار عندما تم توظيفه فى الاستخدام الأمثل فى ثورة الشباب بفرنسا عام 1986، وبعدها تطور فن الشارع بالتعبير لإظهار جماليات الفن الإبداعي، أما أمريكا فطوروا فن الجرافيتى باستخدام الرسوم التفريغية أو ما يطلق عليه فن الاستنسل، وذلك بالدهان حولها، كى يظهر الرسم بشكل أكثر وضوحا، أما العالم العربى فاستخدامه للجرافيتى جاء بشكل أقل من العالم الغربى، وفى مصر انتشر الفن خلال المعارض واحتفالات إحياء الذكرى التاريخة لنصر أكتوبر وأعياد المحافظات وإبداعات فنية لبعض الفنانيين وتعبيرات أولاد القرى بعد مباريات محمد صلاح، كنوع من الإبداع أو إثبات هوية الفن.
 
أما الاستخدام السيئ للنيل من فن الجرافيتى فظهر فى الأونة الأخيرة وتزامنا مع الأيام الأولى لانتظام العام الدراسى الجديد على جدران المدارس بإعلانات الدروس الخصوصية ممزوجة بلوحة لملامح المدرس وشكل تعبيرى لمادة الفيزياء وآخر للكيمياء ناهيك عن ما تخلفه أشباه اللوحات من التلوث البصرى الذى قد يصيب المشاهد بتشويه الجدران.
 
والسؤال: ماذا لو قامت الأحياء المعنية بمراقبة مثل ذلك العبث والتشوه وتشويه الهوية؟ ماذا لو كان الإعلان عن الدروس الخصوصية تحت رعاية شركات إعلانات بشكل يسر الناظرين كى لا نظلم فن الجرافيتى والفنانين؟
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إستيفاو يرفض الاستمرار مع تشيلسي لنهاية كأس العالم للأندية

فات الميعاد الحلقة 19.. هل يكتشف أحمد صفوت كذبة أسماء أبو اليزيد؟

سيلفا قبل مباراة تشيلسى وفلومينينسي: احترم البلوز ولكن هدفنا النهائى

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس


بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

أحمد وأحمد يحصد 17 مليون جنيه فى 6 أيام عرض فى السينمات

فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز يتخطى الـ131 مليون جنيه فى السينمات

حريق سنترال رمسيس..13 ساعة للسيطرة على النيران.. بدأ من الطابق السابع وامتد لباقى المبنى.. وتجدد 3 مرات..و12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكى.. والنيابة العامة تعاين الحادث وتكلف بالكشف عن الأسباب

استمرار عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور


اللغة الأجنبية الثانية مادة تخصص اختيارية فى البكالوريا

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين

5 فئات لتذاكر حفل تامر حسنى بمهرجان العلمين فى دورته الثالثة

أبو الغيط يؤكد أهمية التصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا عبر التعليم والإعلام

قصة مصورة جديدة تشرح ما حدث خلال سنوات سلسلة "أفاتار"

حسن قداح نجم منتخب اليد يحتفل بزفافه

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

"طلقنى" يجمع كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربينى للمرة الثانية فى السينما

ساهم فى تطوير المسرح الخاص وقدم أشهر العروض.. ذكرى رحيل حسن عبد السلام

هبة عبد الغنى تتلقى عزاء والدتها فى مسجد الحامدية الشاذلية مساء اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى