سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 فبراير 1953.. عبدالحليم حافظ يغنى «صافينى مرة» لأول مرة فى الإذاعة تلحين محمد الموجى والأغنية تؤسس لمرحلة جديدة فى الموسيقى العربية

عبدالحليم حافظ
عبدالحليم حافظ
عرض الموسيقار محمد الموجى، على مطربة شبه مجهولة، لحن أغنية «صافينى مرة»، وفرح فرحا شديدا من موافقتها على أن تغنى له، كانت المطربة شبه المجهولة تعمل فى صالة زينب عبده بكازينو البوسفور، المطل على «باب الحديد» بميدان محطة القاهرة للسكة الحديدية، وحسب الناقد والمؤرخ الفنى كمال النجم،ى فى كتابه «تراث الغناء العربى»: «يبدو أن غناء المطربة - شبه المجهولة - لم يعجب الموجى، فعرض اللحن على المطرب عبدالغنى السيد الذى كان حتى منتصف الأربعينيات من القرن الماضى هو المطرب الثانى بعد محمد عبدالوهاب، فاعتذر عبدالغنى إلى الملحن الناشئ، وأفهمه أنه لا يغنى إلا لكبار الملحنين».
 
 كان هناك ما يبرر فرح «الموجى» بأن تغنى له هذه «المجهولة»، فحسب «النجمى»: «لم يستطع أن يقفز إلى النجاح والشهرة، بل ظل يمشى خطوة إلى الأمام، ونصف خطوة إلى الوراء، فيتقدم بألحانه إلى المطرب المشهور محمد عبدالمطلب، فلا يقبلها منه لأنه ملحن مغمور، ويتقدم إلى آخرين من المشاهير وأشباه المشاهير، فلا يقبل أحد منهم لحنا من ألحانه، ويسأل بعضهم بعضا: متى جاء هذا الملحن إلى الإذاعة؟!».
 
كان عبدالحليم حافظ، المولود يوم 21 يونيو 1929، قد توثقت علاقته بالموجى «من خلال عملهما المتواضع بالإذاعة، يذكر النجمى : «قال للموجى: اعطنى هذا اللحن وسترى كيف أغنيه، وهكذا غنى عبدالحليم صافينى مرة، وكانت بداية طريق السعادة لهما معا»، ويضعها الناقد والمؤرخ الفنى الدكتور نبيل حنفى محمود فى سياق البدايات لعبدالحليم، لكنه يميزها عن غيرها من أغانى البدايات للعندليب الأسمر، قائلا فى كتابه «معارك فنية»: «انطلق صوت القادم الجديد إلى عالم الغناء بأغنيات عبرت وبصدق عن لهجة غنائية جديدة، وهى أغنيات قدمت عبر ميكروفون الإذاعة مثل لقاء، وظالم، والأصيل الذهبى، وتوجت بأغنية صافنينى مرة، التى تغنى بها عبدالحليم لأول مرة فى الإذاعة فى مساء الحادى عشر من فبراير - مثل هذا اليوم - عام 1953، وكانت بمثابة كلمة السر التى فتحت له أبواب الشهرة والجماهيرية».
 
كما أنها «تعتبر شهادة الميلاد الفنى الحقيقية لعبدالحليم حافظ، ومن خلالها عرفه الناس، وبأفضل صورة يمكن لفنان أن يحصل عليها» حسبما يذكر الناقد الموسيقى الدكتور زين نصار، فى دراسته «عبدالحليم حافظ وأغانيه العاطفية» المنشورة ضمن دراسات أخرى فى كتاب «عبد الحليم حافظ وعصر من الغناء الجميل»، واللافت أن هذه الأغنية وقبل تسجيلها إذاعيا رفضها الجمهور حين قدمها عبدالحليم على المسرح القومى فى الإسكندرية، فحسب صديقه ومدير أعماله مجدى العمروسى فى كتابه «أعز الناس» أنه ذهب إليه فى المسرح بالإسكندرية ليستمع إليه لأول مرة، فوجده يغنى أغانى جديدة لم يكن سمعها من قبل «صافينى مرة»، و «يا حلو يا أسمر»، ويرفض أن يغنى أغانى عبدالوهاب أو عبدالعزيز محمود، ويرفض غناء ما يطلبه الجمهور، وأخيرا توقف عن الغناء وأوقف الموسيقيين خلفه، وقال: أنا جيت أغنى الأغانى بتاعتى، ولن أغنى أغانى مطرب آخر، ونزل من على المسرح، وحضر هو وبعض الموسيقيين الذين كانوا خلفه، ومعهم شخص رفيع وطويل وله شنب دقيق ويحمل العود، وعرفنى به عبدالحليم قائلا: محمد الموجى.
 
أسست «صافينى مرة» - بدون مبالغة - لمرحلة جديدة فى الموسيقى العربية، مرحلة «ما قبلها ليس كما بعدها» وفقا لرأى ياسر علوى، فى دراسته: «مع الساحر محمد الموجى: صافينى مرة»، (جريدة الشروق - القاهرة - 6 مارس 2014)، مضيفا: «الكلمات لسمير محجوب، الذى تعاون مع الموجى وعبدالحليم لينتجوا درتين من أجمل أغانى البداية لعبدالحليم، هما صافينى مرة، ويا تبر سايل بين شطين، والكلمات بسيطة، تصف حالة شديدة من الرومانسية برشاقة وبدون أى فذلكة أو تعقيد»، يؤكد «علوى» أننا أمام تجربة موسيقية مجددة تماما، تستلهم عبدالوهاب فى المزج بين اللحن الشرقى والإيقاع الغربى، لكنها تبدع وتطرق سككا جديدة، فى لحن مدته 6 دقائق فقط، جمل قصيرة رشيقة كانت جديدة تماما على الأذن العربية وقتها، تمزج بين الجمل ذات الطابع الغربى، والمقامات المستخرجة من غياهب الموسيقى العربية لملحن شاب، عمره وقتها 32 سنة فقط، يعلن أنه سيكون من أعلام الموسيقى العربية، أى يعلن ببساطة أنه سيكون محمد الموجى».
 
يذكر «النجمى»: «يكاد ينعقد الإجماع الآن على أن ألحان الموجى من أجمل ما غنى عبدالحليم طوال حياته الفنية، وهى كذلك قمة إبداعه، والاثنان جزء من الإبداع المتنوع فى الخمسينيات والستينيات، تلك الفترة ذات الطابع الرومانسى الخاص فى الموسيقى والأدب والفن، فترة الصعود القومى والاجتماعى والسياسى وانطلاق الخيال المصرى والعربى إلى آفاق رحبة ومتعددة». 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

السجن 3 سنوات لعاطل بتهمة الاتجار فى مخدر الأيس

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى نهائى دوري أبطال أفريقيا

استشهاد 10 فلسطينيين فى قصف الاحتلال الإسرائيلى لأنحاء متفرقة فى قطاع غزة

موعد حسم صراع الأهلى وبيراميدز على لقب "بطل دوري نايل 2025"

تغيب الفنانة جورى بكر عن حضور جلسة دعوى طليقها لرؤية طفله "تميم"


شيماء سيف تتغزل فى زوجها: حبيبى ربنا يخليهولى يارب

الأهلي يترقب وصول عروض خليجية لبيع أليو ديانج في الصيف

روبوت طبي بموسم الحج يمازح صحفي اليوم السابع: المصريين أحسن ناس(فيديو)

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

طلائع الجيش يواجه الإسماعيلى اليوم فى إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر


تطورات واقعة سرقة مبالغ مالية ومشغولات ذهبية من فيلا نوال الدجوى

رواج الحركة السياحية بمعبد أبو سمبل خلال الموسم السياحى الحالى.. صور

ذكرى رحيل سمير غانم.. تفاصيل الخلاف بين ثلاثى أضواء المسرح بسبب الأهلى والزمالك

نهاية الرحلة.. الأهلي يوجه الشكر إلى علي معلول نهاية الموسم

جلسة حاسمة مع عبد الله السعيد فى الزمالك بعد أزمة التجديد

الثانوية العامة 2025.. الامتحانات تعقد ورقيا واستبعاد أى وسيلة إلكترونية

موعد مباراة الأهلي أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

موسم حصاد وتعبئة الأجولة بسنابل الخير.. "القمح" مصدر رزق لعمال اليومية من الرجال والنساء.. و54 موقعا للتخزين بنطاق الشرقية تستقبل الذهب الأصفر يوميا بسعة تخزينية 700 ألف طن.. صور

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز المرتقبة فى نهائى دوري أبطال أفريقيا

"حياة كريمة" فى المنوفية.. مشروع مستشفى الشهداء الجديد حلم كبير تحول لواقع.. المواطنون: يحقق طفرة صحية كبيرة للقرى.. ورئيس المدينة: الانتهاء من تنفيذ 55% من الأعمال والتسليم العام المقبل.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى