سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 15 فبراير 1970.. فى تصعيد لحرب الاستنزاف.. ضابط يرتمى على الألغام ليعبر زملاؤه على جسده لتنفيذ العملية البطولية «شعير» ضد القوات الإسرائيلية بمنطقة «جزيرة البلاح»

الفريق أول محمد فوزى
الفريق أول محمد فوزى
تصاعدت العمليات والمعارك الحربية على جبهة القتال المصرية ضد إسرائيل منذ أوائل عام 1970، وذلك بعد تعيين الجنرال «شارون» قائدا للجبهة الإسرائيلية شرق قناة السويس، حسبما يذكر الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية وقتئذ فى مذكراته «حرب الثلاث سنوات، 1967 - 1970»، مضيفا: «كنا نعلم تخصص شارون فى العمليات الخاصة، وعمليات الإبرار، ومن ثم احتمال أن يقوم العدو بعمليات وإغارات على الطرق والكبارى والقوات المنعزلة، فتطلب الموقف مواجهة الخطط الجديدة للعدو، وذلك برفع الروح القتالية فى القوات بأى ثمن».
 
كان ذلك أثناء حرب الاستنزاف التى يخوضها الجيش المصرى ببسالة ضد القوات الإسرائيلية بعد هزيمة 5 يونيو 1967، ويعتبر الفريق عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثانى، فى مذكراته «حروب مصر المعاصرة»، أن المرحلة من بداية عام 1970 وحتى 8 أغسطس 1970 «كانت حرب الإرهاق الحقيقى التى شهدت اقتحام قواتنا للمواقع الحصينة للعدو»، ويذكر الفريق فوزى، أن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أصدرت تعليماتها منذ بداية 1970 بالتخطيط لمهاجمة نقاط العدو القوية، والاستعداد للقيام بعمليات عبور، والقيام بالإغارات والكمائن فى عمق العدو.. يضيف: «حتى نبدأ عام 1970 بداية قوية ناجحة وبأسلوب علمى وعملى سليم ورفعا للمعنويات، تم عقد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية حضره الرئيس جمال عبدالناصر فى مساء يوم 6 يناير 1970، واجتماع آخر يوم 10 يناير 1970، واستمع الرئيس إلى جميع قادة القوات المسلحة، وحصل بنفسه على استعداد القوات المسلحة للاستمرار فى تصعيد العمليات العسكرية بروح قتالية عالية»، مؤكدا أن الظروف قد تضطرنا إلى العبور هذا العام «1970».
 
فى هذا السياق تمت أولى العمليات الناجحة لقواتنا المسلحة فى 15 فبراير، مثل هذا اليوم، 1970، وفقا للفريق فوزى، وكانت «إغارة ليلية على موقع العدو الحصين شمال جزيرة البلاح «جنوب مدينة القنطرة 5 كم» بهدف الحصول على أسرى ووثائق».. يذكر الفريق عبدالمنعم خليل وقائع هذه العملية التى تمت من الجيش الثانى الذى يقوده، قائلا فى مذكراته: «قامت مجموعة من اللواء 134 التابع للفرقة 18 للمشاة ليلة 15 فبراير 1970 بإغارة ليلية على موقع العدو الحصين بمنطقة جنوب القنطرة، يطلق عليها شمال البلاح لوقوعه عند تفريعة جزيرة البلاح التى تتفرع عندها القناة إلى فرعين يلتقيان ثانية عند موقع جزيرة البلاح».
 
يضيف «خليل»: «سميت العملية «شعير» نسبة إلى قائد اللواء الذى خطط لها، وتولى قيادتها، وبدأت بتمكن القوة من عبور قناة السويس بالقوارب، وتسلقت الميل الحاد للضفة الشرقية للقناة ، وأتم المهندسون فتح الثغرة المطلوبة، ولكن انفجر لغم فى إحدى الأرجل، فانقلب الاقتحام الصامت إلى اقتحام صاخب، أى تحت ستر النيران، واندفعت القوة إلى داخل الموقع مستخدمة القنابل اليدوية والرشاشات، وقامت بتفتيش الموقع، واستولت على عدد من الأسلحة والرشاشات وشرائط ذخيرة، وقامت بنسف مخازن الذخيرة والألغام، وتوالت الانفجارات فى الموقع وانسحبت القوة تحت ستر وحماية قواتنا من الضفة الغربية للقناة، وسحبت القتلى والجرحى، وحول العدو أرض المنطقة إلى نهار بواسطة مشاعل ألقتها الطائرات حتى تستطيع التدخل».
 
يذكر «خليل» أهم نتائج هذه العملية، ويحددها فى: «انفجار اللغم مصادفة أعطى للعدو فرصة للهروب من السراديب خارج الموقع، ولم تتمكن القوة من الحصول على أسرى، وظهرت فى هذه العملية بطولات نادرة أهمها، أن فرد المهندسين الذى انفجر اللغم فيه وهو يفتح الممر للقوة ارتمى على الأسلاك والألغام الأخرى ليعبر باقى الرجال على جسده، وبطل آخر تطوع باستكمال نسف مخزن الذخيرة الذى لم تشتعل فتيلة الانفجار الخاصة به، وتم تفجيره باليد، ولكنه استشهد، وفقد البطل الأول قدمه، وبطل آخر ظل يفتش على أفراد العدو ليصطاد أسيرا إسرائيليا وينال وسام بطل الجيش الثانى».
 
يؤكد خليل: «كان اقتحام هذا الموقع بالمواجهة كأسلوب آخر من أساليب الاقتحام، لأن ما تم من قبل فى عام 1968 فى الإغارة على مواقع العدو فى الدفرسوار تم الاقتحام من الخلف».. يذكر الفريق فوزى: «فقدنا فى هذه المعركة ثلاثة رجال أبطال ضحوا بأرواحهم فى سبيل نجاح العملية، والحقيقة وللتاريخ كانت نتائج هذه العملية ذات عمق كبير أضاءت الأمل فى اقتحام مواقع العدو الحصينة بالمواجهة ليلا، وهروب قائد الموقع ورجاله أمام شجاعة جنود مصر».. يضيف فوزى: «صممت قيادة الجيش الثانى الميدانى على إعادة اقتحام هذا الموقع مرة أخرى فى أقرب فرصة مستفيدة من نتائج هذه الإغارة».   
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريبيرو يخطر الأهلى برفض رحيل 7 نجوم بسبب أزمة وسام أبو علي

بريطانيا تمنح الآباء "إجازة حداد" فى حالتين فقط.. "جارديان" تكشف التفاصيل

الحبس 14 سنة لمتهمة بانتحال صفة طبيبة وإجراء عمليات تجميل بمصر الجديدة

حسن شيخ محمود للرئيس السيسى: "الشعب الصومالى يتطلع لاستقبالكم بحرارة"

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر


وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

اعرف التحويلات المرورية بعد غلق جزء من الطريق الإقليمى لرفع كفاءته

مقتل 5 وإصابة آخرين فى قصف جديد للدعم السريع على "الفاشر" بشمال دارفور

نزوح عشرات الآلاف من السودانيين نحو مدينة الأبيض هربا من "الدعم السريع"

زى النهارده.. الأهلى يهزم المقاولون ويتوج بطلا للدوري للمرة السابعة على التوالى


رئيس الوزراء يُلقى كلمة خلال جلسة "تعزيز التعددية" بقمة بريكس

مركز حراسة المرمى.. أول الملفات الشائكة على طاولة يانيك فيريرا فى الزمالك

العالم هذا الصباح.. ترامب: تأسيس إيلون ماسك لحزب سياسى جديد أمر سخيف.. جيش الاحتلال يشن عملية "الراية السوداء" على اليمن بـ20 غارة جوية.. وسيدة لبنان الأولى تكشف عن إجراء لأول مرة بالقصر الجمهورى

سيد رجب يبدأ تصوير فيلم شلة ثانوى مع بيومى فؤاد ويستعد لمسلسل لينك

الزمالك يدرس مستقبل شيكابالا بعد إعلان اعتزاله

شريف مكاوى يكشف عن مشاركته فى ألبوم عمرو دياب ويشرح تفاصيل عمله كمصمم أصوات

منى الشاذلى توجه التحية للفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. اعرف السبب (صورة)

237 مليون دولار إيرادات عالمية لفيلم براد بيت الجديد F1: The Movie

شريف الدسوقى فى ليلة حكى "ع الرايق" بمعرض الفيوم للكتاب

ترامب: إيلون ماسك ينحرف تماما عن مساره ويتحول إلى كارثة حقيقية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى