أحمد حسن عوض يكتب: أزمة تلقى الشعر

أحمد حسن عوض
أحمد حسن عوض
لم يعد من الممكن أن يجادل أحدٌ من المتابعين لفن الشعر الملاحظين لتحولاته وحِراكه الفنّى الدءوب أن يمارى فى أنّ الشعر طرق متعددة وأساليب متنوعة، وأنّ هذا التّنوع الرحيب، هو ما يمنح الشعر ثراءه وجاذبيته وقدرته على أن يحظى بالمتابعة المتجددة من محبّيه ومتخصصيه على الأقل، لكن الإشكاليّة الكبرى فى تلقّى الشعر الآن تكمن فى عدم قدرة الكثيرين- ولا أبرئ أغلب المتخصصين- على التقاط شفرات التّنوع، وتأمّل خصوصيّات كل منزع شعرى جديد، أو حتّى تأمّل التّحولات التى أحدثها بعض الشعراء الموهوبين فى مسارات القصيدة البيتيّة العموديّة، أو القصيدة التفعيليّة الحرّة، فضلًا عن القدرة على تأمّل التحولات وتغاير المسارات التى سلكتها قصيدة النثر فى الآونة الأخيرة وتقييم التجربة بوعى نقدى متمرّس لا يسقط فى فخ الانحياز المغلق أو مقولات مرجعيّات التّذوق السابقة المستقرة فى آليّات التّعامل مع النّصوص الشعريّة المحدثة، أو المقولات النظريّة الشهيرة التى شاعت باعتبارها انعكاسًا لأفكار ورؤى أفرزتها الخطابات الشعريّة المعاصرة، منذ أكثر من خمسين عامًا.
 
أجل، للشعر الأصيل قيم راسخة ومسلّمات بدهيّة لا تكاد تختلف عبر العصور، تؤكّد أنّ الشعر مساءلة حيويّة للوجود، وأنّه رؤية متفردة فى صياغة متفردة، وأنّه يُسهم فى فهم مشاعرنا الإنسانيّة على نحو أفضل، وأنّه يثري-باستمرار- تصوراتنا عن الإنسان والمجتمع والطبيعة والعالم، وأنّه يجعلنا ننظر بعيون أكثر نفاذًا وبأحداق أكثر اتّساعًا، وأنّه يعبّر عن حالة دراميّة مكتملة لا فكرة نثريّة عابرة، وأنّه يتوسّل بأدواته الفنيّة المعروفة التى يحويها تشكيله اللغوى المغاير، ليجسّد إحساسه الذّاتى بالقضايا الحياتيّة المعيشة والقضايا الكونيّة الكبرى.
 
كلّ ذلك- أو غيره- معلوم من الشعر بالضرورة، ولكن ماذا عن حساسيّة اللحظة العصريّة الراهنة التى تحتاج إلى أنماط ورؤى وتصورات وصياغات جديدة تتفاعل بجدل حيوى معها فى فضاء حضارى مقتحم لا يكفّ عن التّحرك والتأثير والتغيير فى طوائف المبدعين والفنّانين بعامة، وليس الشعراء فقط؟
وماذا عن شرعيّة الإضافة التى يحلم بها كلّ شاعر أصيل حريص على انتمائه إلى مورثه الشعرى الممتد بقدر حرصه على فرادة صوته الخاص وأصالة عالمه الشعري؟ أما آن للنقّاد أن يتخفّفوا من ثيابهم الأكاديميّة الضيّقة التى يرتدونها خلف أسوار الجامعة، وينطلقوا إلى فضاء الشعر الرحب الذى يسكن فى الحياة بعيدًا عن الأسوار؟!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تنسيق الجامعات 2025.. طريقة سداد رسوم اختبارات القدرات

ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

سيناريوهات تنتظر السائق المتسبب فى وفاة 18 فتاة على الطريق الإقليمى بعد حكم المشدد


طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان الأحياء والرياضيات والإحصاء

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

الطقس اليوم الخميس 10-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

ترامب: سنعمل على تيسير السلام في السودان وليبيا


وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

8 أغسطس موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026

جيوكيريس الخطر الأكبر على محمد صلاح في الدوري الإنجليزي.. الأرقام توضح

أوكرانيا تثير توترا فى واشنطن.. ترامب يعكس قرارات "الدفاع" بوقف شحنات أسلحة لكييف.. "AP": دونالد محبط من مسئولى البنتاجون ويدرس إرسال "باترويت" لزيلينسكى.. و"وول ستريت": التحركات تكشف تدهور العلاقة مع بوتين

محمد شوقي يرفع الحمل البدني للاعبي زد للاستعداد بقوة للموسم الجديد

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة

فى نهاية أيام تلقى أوراق الترشح.. الجدول الزمنى للإجراءات المتبقية فى انتخابات الشيوخ

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

انفوجراف.. آخر مستجدات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس الرئيسى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى