أوبئة غيرت مجرى التاريخ.. كيف لعب الطاعون دورا فى الحرب بين أثينا واسبرطة؟

لوحة تجسد الطاعون بأثينا
لوحة تجسد الطاعون بأثينا
كتب عبدالرحمن حبيب

منذ بداية جائحة كورونا ظهرت مرارًا وتكرارًا فكرة العودة إلى التاريخ، وخصوصا فكرة المقارنة بين الجائحة والأوبئة القديمة وعلى رأسها وباء الطاعون، وبرزت كتب المؤرخ اليونانى ثيوسيديدس التى ذكرت الطاعون فى اليونان القديمة لمحاولة فهم أوجه التشابه التاريخية وطرق الاستجابة للأزمة الصحية.

ثيوسيديدس - كان مؤرخًا للحرب البيلوبونيسية وهى صراع طويل بين أثينا وأسبرطة- وقد قدم واحدة من أشهر الروايات عن طاعون من العصور القديمةـ حيث ركزت كتب المؤرخ اليونانى على خلفية المأساة، فقد ألقى الضوء على التأثير العاطفى للعيش فى ظل وباء الطاعون.

ووفقا لثيوسيديدس ففي بداية صراعها مع خصمها التاريخي اسبرطة سحبت أثينا شعبها وقواتها داخل الأسوار التي تحمي المدينة، مع التفوق البحري والاقتصادي لأثينا اعتقد زعيمها بريكليس أنه مع مثل هذه الإستراتيجية ، سيكون من المستحيل غزو المدينة.

كانت النتيجة غير المقصودة لهذه الإستراتيجية وفقا لما ذكره أستاذ التاريخ جويل كريستينسن لموقع  conservation  أن الحدود المزدحمة للمدينة جعلت منها أرضًا خصبة لمرض جديد، حيث أدى ظهور الطاعون إلى تعليق مؤقت للحياة الأثينية لكنه لم يغير سياسة الحرب أو استراتيجيتها على الرغم من حصيلة القتلى.

يسجل ثيوسيديدس بوضوح بداية المرض وتطوره عندما وقع فى أثينا وقد يبدو بعض ما كتبه مألوفًا اليوم: تضمن المرض أعراضا تتضمن ألمًا في الصدر وسعالًا وحمى وإسهالًا، وإذا لم يكن المرض قاتلاً، فغالبًا ما ترك ندوبًا وفقدانًا للذاكرة.

تمامًا كما أدى انتشار كورونا في جميع أنحاء العالم إلى زيادة التركيز على أصوله، تتبع ثيوسيديدس كيف انتقل الطاعون من مصر عبر الإمبراطورية الفارسية إلى اليونان.

كما لاحظ ثيوسيديدس أيضًا تداعيات أخرى للمرض أبرزها اليأس، ووصف اليأس بأنه "أفظع سمة للمرض" وسجل أن الاكتئاب والخوف المنتشران، مثل اليوم ، فقد فقدت العائلات أحبائها بسبب المرض ، وتبدد أي نوع من النظام الاجتماعي.

خسر الأثينيون الحرب مع اسبرطة ليس بسبب الطاعون، لكن الطاعون كشف خطوط الصدع تحت سطح الثقافة الأثينية، كما قامت كاثرين كيليديس، الباحثة في المتحف اليوناني الوطني، بتأطير هذا المرض قائلة: "كان المرض اختبارًا أخلاقيًا للهياكل المادية والسياسية في أثينا".

فقد الأثينيون عشرات الآلاف من مواطنيهم وجنودهم وأعدادًا لا حصر لها من العبيد والأجانب المقيمين ، لكنهم استمروا في القتال لمدة 20 عامًا أخرى، في النهاية ، قوضت نزاعات الفصائل السياسية والفتن الأهلية جهودهم للدفاع عن دولتهم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب المغرب يواصل كتابة التاريخ بإنجازات استثنائية خلال العقد الأخير

الصقر: لم يكن هناك تنسيق مع حسام حسن وضغطت على طولان لاستكمال المهمة

غزل المحلة يطلب ضم ناصر منسى من الزمالك فى يناير

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

حسام البدرى: من الوارد تواجد أفشة مع أهلى طرابلس.. والعميد يحظى بدعم كبير


سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025


الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى