"وظيفة" لكل كفاءة

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين

وعودة للحديث عن العدل الإنساني الذي اختلت موازينه، وما زلنا نبحث عن كيفية استقامته من جديد.

 

فقد كانت هناك مفردات معلومة وقيم محفوظة وحسابات لا تخطئ إلا فيما ندر، والتي كانت تسمي بالكفاءة والموهبة والتميز والمؤهل، وغيرها من المقومات التي عندما يمتلكها الإنسان، يصبح من حقوقه المشروعة أن يتقدم خطوة بطريق عمله ومستقبله الذي حلم به ورسم له وخطط ثم جد واجتهد ليحصل على مقومات الاستحقاق التي كانت كما كنا نعلم فيما مضي هي الأساس.

 

ولكن:

ما كنا نعتقده ونعتنقه من ثوابت وربما قوانين عرفية وغير عرفية، أن أصحاب الكفاءة بمجال ما لهم الأولوية لتصدر طابور المتقدمين لأي وظيفة بأي مكان، وكان الاستثناء النادر هو تصدر صاحب الواسطة وتقدمه على صاحب الكفاءة والاستحقاق، وكانت مثل هذه الأمثلة معدودة معلومة يتغامز عليها المتغامزون، ويخجل منها العض قبل أن يختفي ما كان يسمى بالخجل،

 

فالآن:

أصبح شبه حتمي أن يتصدر الصورة ويعتلي المنصب الأنصاف والأشباه ومعدومي الكفاءة، ليتركوا خلفهم طابوراً طويلاً من المظلومين الذين لن يستمع إلى شكواهم غير الله.

 

والأغرب من ذلك:

أنك قد تجد شخصاً واحداً يشغل عدداً كبيراً من المناصب بآن واحد، لتجد cv  "السي في" الخاص به عبارة عن منشور طويل من الوظائف هنا وهناك،

 

في حين تجد من هو أكثر منه جدارة وأكثر استحقاق صفر اليدين، لأن الآخر قد استحوذ علي عشرة فرص عمل أو ربما أكثر على حساب ما يقابلهم عدداً من أشخاصاً مؤهلين لا ينقصهم سوى الحصول علي الفرصة العادلة التي تعتمد الأحقية و الموضوعية دون غيرها.

 

فقد فوجئت عن نفسى من باب الصدفة بأشخاص أعرفهم جيداً وأعرف مؤهلاتهم الدراسية والمهنية تتم استضافتهم كإعلاميين ومحللين سياسيين ليتحدثوا عن الوضع الداخلى والخارجى للبلاد، ويصدرون أفكارهم لجماهير المشاهدين دون أدنى شعور بخطورة هذا الموقف الذى قد يتسبب بكوارث فكرية و تصدير وجهات نظر غير مسئولة تتداولها الناس و خاصة بعد تلقيها من فلان أو فلانة الإعلامى والمحلل المرموق كما تم التنويه عنه!

 

كما صادفت عدداً لا بأس به من متوسطي التعليم وغير المتخصصين بمجال معين، يشغلون أماكن وظيفية لم تكن يوماً لهم علي حساب من كانوا أهلاً لها، ولم يتسن لهم نيلها لمجرد شهادات الدراسة والخبرة والكفاءة.

تلك المصطلحات التي لم يعد لها أية أهمية بمعايير السوق الجديدة للعمل.

 

 

نهاية:

وفي حين تسعي القيادة السياسية بالجمهورية الجديدة للتخلص من كافة أسباب الفساد والتراجع والتدني بالأداء في كل المجالات لبناء منظومة عمل سليمة متينة قادرة على مواكبة حجم الإنجازات المتلاحقة والصعود الصاروخي للبلاد والتي تعتمد معايير الكفاءة والجودة والاستحقاق.

 

تجد طوابير لا نهاية لها من المفسدين ومعتمدي الوساطة والمحسوبية والرشوة يغردون بأصواتهم المنفرة بسربٍ آخر لم يعد منا، ولا نحن منه و لن يكون له بالقريب العاجل صوتاً مسموعاً بعد أن علت أصوات الحق والخير والجمال لتخرس أصوات الشر التي تنعق بما يضر ولا ينفع.

 

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه

وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تذكرتى تعلن فتح باب الحجز لمباراة مصر و نيجيريا الودية

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو


بيراميدز يتقدم بعرض لبتروجت لشراء حامد حمدان فى انتقالات يناير

النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

ضبط شاب عشرينى استدرج «طفلة 14 عاما» واعتدى عليها 3 أيام في منزله بالشرقية


جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

الصفقة المجانية سر غضب الأهلى من برشلونة فى صفقة حمزة عبد الكريم

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى