التريند خدعة.. والمليون ليس أكثر من 1%

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

إعلان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد سكان مصر بالداخل وصل إلى 103 ملايين نسمة اليوم الثلاثاء، يقودنا إلى فكرة مهمة يجب أن نعتبرها ونفسرها جيدا، وهي ظاهرة "التريند"، التي باتت تحرك الجماهير وتتحكم في وسائل الإعلام، وتسيطر على المجتمع، لمجرد أن هناك 100 ألف بحث على كلمة أو جملة معينة، سواء على المحركات العملاقة مثل "جوجل" أو وسائل التواصل الاجتماعي، فيس بوك وتوتير وانستجرام وتيك توك وغيرها.

التريند قد يكون معبراً عن الواقع، لكنه يظل جزءً بسيط في هذا المجتمع الكبير القديم، الذي يزخر بالعادات والتقاليد والثقافات، التي تختلف من محافظة لأخرى، بل من قرية لأخرى، لذلك فكرة التريند التى يلتف حولها الجميع وينشغل لها الرأي العام ليست حقيقية، فقط تكتسب زخما وترتيباً، وتتوهج وتلمع نتيجة التركيز الإعلامي الكبير، فالنفخ في الجمر الملتهب سرعان ما يحوله إلى نار مُسعرةـ ويتحول معها التريند إلى قضية رأى عام، حتى وإن كان تافها، أو يحمل مضاراً على السلام الاجتماعي.

نجوم الـ 8 ساعات الذين يظهرون ويختفون دون سابق إنذار، ومقاطع الفيديو التي تحصد ملايين المشاهدات، وعشرات الآلاف من اللايك والشير والتعليقات، والمصطلحات الجديدة، وشبيه رشدي أباظة، وسيدة النعناع، ويوسف سوستة، والمعلمة عسلية، مظاهر مخجلة للتريند، وصورة حية لعشرات النجوم المتساقطة يومياً في ذلك المستنقع.

الحالة التي يصنعها التريند في المجتمع خطيرة وكارثية، بعدما توجه عدد كبير من الشباب إلى منصات السوشيال ميديا لاستعراض قدراتهم على التمثيل والأداء، سعياً خلف الثراء السريع وحصد الأرباح من حصيلة المشاهدات، أيا كانت المادة التي يقدمونها، بل إن بعضهم تركوا وظائفهم وجلسوا خلف الشاشات، وصاروا قدوة للمئات من متابعيهم، لتصبح النتيجة ترك العمل والإنتاج، والتفرغ إلى تقديم مشاهد على التيك توك، والفيس بوك، ويو تيوب، وتخريب عقول النشء والأطفال.

مصر دولة كبيرة، وأهم وأعظم من أن يتحكم فيها "تريند" أو لقطة أو مشهد، وأتصور أن الجزء الغاطس في الموضوع أن هذا الشعب القديم لا يمكن أن يحكمه تريند أو يتفق على مشهد أو لقطة مهما كانت مهمة أو مؤثرة، لذلك لا يجب تسويق الموضوع على طريقة "الناس عاوزه كده"، أو "رأى الجمهور"، فلا يمكن لأحد أن يمارس وصاية أو يفرض رأياً على كل هذا الجمهور، فهناك نماذج تعيش بيننا تأكل الطعام وتمشى في الأسواق، ولا تعرف السوشيال ميديا، أو الهواتف الذكية، ولا تمتلك حتى جهاز تلفزيون، لذلك من الخطورة أن نتجاهل كل هذه الشرائح في بلد نسبة الأمية تصل فيه إلى %25.8، أي أن بها ما يزيد على 26 مليون مواطن لا يجيدون القراءة والكتابة، فهل يمكن لأحد الجزم بأن هؤلاء جزء من التريند؟!

لا أصدق في نظرية المؤامرة، ولا أهتم لها كثيراً، لكن السؤال الحائر، لماذا يرتبط التريند دائماً بالسلبيات والنماذج المسيئة للمجتمع، ولا نراه مرة واحدة نابع من فكرة جذابة أو قضية قومية أو عمل عظيم أو مشروع كبير، أو إنجاز حققته الدولة وعاد نفعا على المجتمع؟! وكأن مصر لا يوجد بها سوى المشردين والأشباه والأقزام، في حين أنها دائما ولادة وقادرة وقوية ورقم صحيح في كل معادلة، لذلك أتمنى أن نتخلى عن ملاحقة التريند، فليس معنى فيديو حصد مليون مشاهدة، ربما أكثر أن يصبح ترينداً، فالمليون في مجتمع الـ 100 مليون ليس أكثر من 1%.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

لماذا نبدأ يومنا 10 صباحاً؟!

لماذا نبدأ يومنا 10 صباحاً؟! الإثنين، 21 فبراير 2022 10:54 ص

المرض النفسى وظاهرة التشرد

المرض النفسى وظاهرة التشرد الأربعاء، 16 فبراير 2022 12:09 م

التضخم يبتلع العالم

التضخم يبتلع العالم الثلاثاء، 15 فبراير 2022 11:55 ص

خلوا بالكم من أطفالكم

خلوا بالكم من أطفالكم الخميس، 10 فبراير 2022 11:25 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الخميس.. غلق باب تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ

اشتباكات بالأيدى وتبادل صفعات بين النواب داخل البرلمان الأرمينى.. فيديو

تعرف على مباريات الأسبوع الأول لدورى المحترفين فى الموسم الجديد

النيابة العامة تعلن إجراءات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس وصولًا لأسبابه

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة


مراحل التصحيح الإلكترونى فى امتحانات الثانوية العامة.. الكنترولات الفرعية تتسلم الأوراق من اللجان.. الإرسال لمقر التقدير الرئيسى ودخول ورقة البابل شيت على الجهاز.. قراءة البيانات من رقم الجلوس المظلل للطالب

اضطراب الملاحة على شواطئ البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة والأمواج 4 أمتار

الأنجولى زينى سلفادور يدخل اهتمامات الزمالك فى الصيف

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم


الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

طلب خاص من وسام أبو على للأهلى لإنهاء شرط العشرة ملايين دولار

إصابة 8 أشخاص فى مهرجان الثيران بإسبانيا.. أحدهم نطحه الثور ..فيديو

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

أجمل أهداف كأس العالم للأندية بكاميرا الحكم قبل نصف النهائى.. فيديو

اليونان.. إغلاق العمل حتى الخامسة مساء لتجاوز درجات الحرارة 40 درجة

النيابة تصرح بدفن ضحايا حريق سنترال رمسيس

أبو عبيدة: عملية بيت حانون ضربة سددها مجاهدونا لجيش الاحتلال الهزيل

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى