كيف لعب إقليم دونباس دور "حصان طروادة" لتمكين بوتين من حسم أزمة أوكرانيا دون حرب؟

بوتين وبايدن
بوتين وبايدن
كتبت: نهال أبو السعود

بوتيرة متسارعة ، توالت أحداث الأزمة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا في الساعات القليلة الماضية ، وتحديداً منذ إعلان الرئيس الروسي فلادمير بوتين اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك ، المعروفتان بـ" إقليم دونباس " ، ليبادر برلمان البلدين بعد أقل من 24 ساعة بالتصديق علي اتفاقية صداقة مع روسيا ، في صفعة لحلف الناتو والولايات المتحدة عبر قرار يرجح كفة موسكو في الصراع ، دون حاجة للغزو.

وبموجب الاعتراف الروسي باستقلال لوجانسك ودونيستك ، وجه الرئيس الروسي فلادمير بوتين القوات المسلحة الروسية مساء الأثنين بـ"العمل لضمان السلام" في الجمهوريتين الشعبيتين ، وتنفيذ "مهام ضمان السلام" في تلك الأراضي استجابة لطلبات رئيسيهما دينيس بوشيلين ودينيس باسيتشنيك ، بومجب اتفاق الصداقة والتعاون المتبادل معهما.

القرار الروسي قابله ترحاب من الجمهوريتين ، حيث صادق مجلسي الشعب في دونيستك ولوجانسك صباح الثلاثاء علي معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة مع روسيا الاتحادية.

 

القصة الكاملة لإقليم دونباس  

في إبريل 2014 ، وعندما تمت الإطاحة بالرئيس الأوكرانى المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش  على خلفية احتجاجات كبرى عام 2014، ردت روسيا بضم شبه جزيرة القرم، ثم ساندت تمرد فى منطقة بشرق أوكرانيا يغلب عليها الحديث بالروسية والتى تعرف باسم دونباس.

وحاصر الانفصاليون المبانى الحكومية فى منطقتى دونتيسك ولوجانسك، وأعلنوا تأسيس جمهوريتين شعبيتين، وخاضوا معارك ضد القوات الأوكرانية والمتطوعين، ليتم بعد ذلك بأسابيع إجراء استفتاءً شعبيا لإعلان الاستقلال وأن تصبحا جزءا من روسيا، غير أن روسيا لم تقبل حينها تلك الخطوة، واختارت الاحتفاظ بهذه الحالة لتكون بمثابة "حصان طروادة" الذي يمكنها من السيطرة علي أوكرانيا متي أرادت ومنع انضمامها إلى الناتو.

وطالما اتهمت أوكرانيا والغرب روسيا بدعم المتمردين بقوات وأسلحة، ونفت موسكو الأمر، وقالت إن الروس الذين كانوا يحاربون هم متطوعون.

وبعد هزيمة القوات الأوكرانية فى أغسطس 2014، وقع مبعثون من كييف والانفصاليين ومنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا هدنة فى عاصمة بيلاروسيا مينسك فى سبتمبر 2014، ونصت الوثيقة على أن تراقب منظمة الأمن والتعاون وقف إطلاق النار وسحب كل المقاتلين الأجانب وتبادل السجناء والرهائن، وعفو عن المتمردين ووعد بأن تحظى مناطق الانفصاليين بدرجة من الحكم الذتى.

وسرعان من انهار الاتفاق وتم استنئاف القتال ما أدى إلى هزيمة أخرى كبرى للقوات الأوكرانية فى الفترة بين يناير وفبراير 2015.

وتوسطت فرنسا وألمانيا لاتفاق سلام آخر، وتم توقيعه فى مينسك فى فبراير 2015 من قبل ممثلين عن أوكرانيا وروسيا والانفصاليين، ونص على وقف إطلاق نار جديد وانسحاب للأسلحة الثقيلة وسلسل من الخطوات نحو التسوية السياسية. وتم توقيع إعلان دعم الاتفاق من قبل قادة أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا.

وبموجب اتفاق السلام الموقع فى 2015  تم إلزام أوكرانيا بمنح وضع خاص لمناطق الانفصاليين، والسماح لهم بأن تكون لهم قوة شرطة خاصة لهم، وأن يكون لهم رأى فى تعيين المدعين المحليين والقضاة، كما نص على أن اوكرانيا يمنها استعادة السيطرة على المناطق الممتدة لمسافة 200 كيلومتر على حدودها مع روسيا فى مناطق الانفصاليين بعد أن يحصلوا على حكم ذاتى وإجراء انتخابات محلية بمراقبة منظمة الأمن والتعاون، وهو الاستطلاع الذى أبقى أغلب مؤيدى موسكو من الانفصاليين فى السلطة.

وساعدت وثيقة مينسك على إنهاء القتال الشامل، لكن ظل الوضع متوترات واندلعت مناوشات بشكل مستمر.

وعلي مدار سنوات ، سعت موسكو لتعزيز قبضتها على مناطق الانفصاليين حيث منحت 720 ألف جواز سفر روسى لسكان تلك المناطق المناطق البالغ عددهم 3.6 مليون نسمة. وقدمت مساعدات مالية واقتصادية للانفصاليين.

ويعد قرار الرئيس الروسي فلادمير بوتين ، أول اعلان رسمي وصريح بعدم تبعية جمهوريتي لوجانسك دونيتسك ، أو إقليم دونباس للأراضي الأوكرانية، وهو القرار الذي يمكن تم تعزيزه بإعلان برلماني الجمهوريتين تأييد اتفاقية الصداقة مع موسكو ، ما يعني إمكانية التمركز العسكري في تلك الأراض دون حرب ، ودون إطلاق رصاصة واحدة ، ليلقي بذلك الكرة في ملعب الغرب.

واعتبرت صحيفة جارديان البريطانية الاعتراف الروسي "رصاصة قاتلة" لاتفاقيات مينسك للسلام 2014-2015 التي ، على الرغم من عدم ‏تنفيذها ، إلا أن جميع الأطراف ، بما في ذلك موسكو ، تعتبر حتى الآن أفضل فرصة للتوصل إلى حل حيث تنص ‏الاتفاقيات على درجة كبيرة من الحكم الذاتي للمنطقتين داخل أوكرانيا.‏

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا طالما استخدمت الاعتراف بالمناطق الانفصالية لتبرير وجود عسكري مفتوح في جمهورية سوفيتية سابقة مجاورة ‏في محاولة لإحباط محاولات انضمامها الى الناتو إلى أجل غير مسمى من خلال حرمانها من السيطرة الكاملة على ‏أراضيها وتنطبق نفس الاعتبارات على أوكرانيا.‏

وتواجه موسكو عقوبات وإدانات دولية لتخليها عن عملية مينسك بعد أن أكدت طويلاً أنها ‏ملتزمة بها، كما ستتحمل إلى أجل غير مسمى المسؤولية عن منطقتين دمرتهما ثماني سنوات من الحرب وتحتاجان ‏إلى دعم اقتصادي هائل.‏

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير خارجية البحرين بقمة بغداد: نرفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين من أرضهم

وزير النقل يناشد المواطنين عدم السير فى الحارة المخصصة للأتوبيس الترددى

عاجل.. الأرصاد تناشد المواطنين بتجنب التعرض لأشعة الشمس

الرئيس السيسى يؤكد دعم مصر جهود تعزيز التكامل الاقتصادى بين الدول العربية

وزارة التعليم: بدء التقديم لأولى ابتدائى ورياض الأطفال أول يونيو المقبل


"أنا ركبى حديد والأهلى حديد".. الزعيم عادل إمام يحتفل بعيد ميلاده اليوم

بدء توافد القادة والزعماء على مقر انعقاد القمة العربية الـ34 فى بغداد

طلاب الصفين الثانى والثالث الثانوى غير ملزمين برد التابلت بعد انتهاء دراستهم

غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك

لجنة التظلمات تخطر 3 أندية والرابطة بقرارات اجتماع مباراة القمة


خدمة للمصريين بالخارج.. خطوات وإجراءات شحن الجثامين إلى مصر

ما حكم الاقتراض للأضحية؟.. دار الإفتاء توضح مشروعية الأضحية.. وحكمها والمختار للفتوى فى حكم الأضحية.. وتكشف عن آراء المذاهب الفقهية فى ضابط القدرة والاستطاعة والاقتراض للأضحية

تشكيل مانشستر سيتي المتوقع ضد كريستال بالاس.. موقف عمر مرموش

مصرع شاب غرقا داخل ترعة المحمودية أثناء محاولته إنقاذ شقيقه بالبحيرة

باريس سان جيرمان "البطل" يختتم مشواره فى الدوري الفرنسي أمام أوكسير

غزل المحلة يقرر توجيه الشكر لـ بابافاسيليو وجهازه المعاون عقب الهزيمة من الجونة

الجيش الإسرائيلى يعلن رسميا بدء عملية عربات جدعون وتوسيع الحرب على غزة

ليبيا.. المجلس الرئاسي الليبى يعقد اجتماعا طارئا لمتابعة تطورات الأوضاع في طرابلس

موعد مباراة الأهلي والبنك اليوم السبت فى دوري nile والقناة الناقلة

تشيلسي يهزم مانشستر يونايتد بهدف كوكوريلا في الدوري الإنجليزي.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى