لماذا لم يتعامل العالم مع خطر متغيرات المناخ كجائحة كورونا؟

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

معلوم أن أسلحة الدمار الشامل كانت بمثابة مصدر القلق الأكبر حول العالم، حتى أتت قمة باريس 2015 ودقت ناقوس الخطر بشدة بشأن أزمة المناخ وكارثة الاحتباس الحرارى، وتوصيف القضية بأنها الخطر الأكبر الذى يهدد البشرية جمعاء، لينتفض العالم وتوقع 194 دولة على اتفاقية باريس للمناخ 2015، والخروج بعدة توصيات وبنود تم إقرارها، أبرزها  تعهد الدول العظمى والصناعية "العالم الغنى" والمتسبب الأكبر في الظاهرة، بدفع 100 مليار دولار سنويا للدول النامية "العالم الفقير" لتفادى تأثيرات التغيرات المناخية، ورغم أن هذا العالم الغنى لم يلتزم بتعهداته إلا أن هذه القضية طرحت نفسها بقوة، حتى جاءت جائحة كورونا 2020 ليلتف العالم حولها، وتشحذ الهمم والطاقات العلمية والمالية باعتبارها القضية العالمية الأكثر تأُثيرا على صحة الإنسان.

نعم جائحة كورونا أودت بحياة الملايين من البشر وشلت الحياة، حيث أغلقت المطارات وفرضت القيود، ودمرت اقتصاديات كبرى الشركات، وضاقت الحياة على سكان الكون، لكن رغم هذا تظل التغيرات المناخية أشد تأثيرا على صحة البشر وبيئتها لأنها تعد بمثابة تهديد طويل الأمد للأجيال الحاضرة والقادمة، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية وخبراء ودوريات علمية، ليطرح سؤال نفسه، لماذا لم يتعامل العالم مع خطر المناخ مثلما تعامل ويتعامل مع جائحة كوفيد19 من سرعة واهتمام بالغ رغم أن هناك توقعات بأنه إن لم يتم تدارك أزمة المناخ فإنه سيعانى مستقبلا ما يقرب من 325 مليون شخص من الفقر المدقع، كما سيضطر  ما يقرب من 216 مليون شخص للهجرة الداخلية نتيجة للتغيرات المناخية.

خلاف أن هذه التوقعات تشير إلى أن معدل الكوارث البيئية والمناخية سيبدأ في التضاعف بنحو 3 أضعاف خلال المرحلة القادمة، وسيتمثل ذلك في العديد من الظواهر مثل الموجات الحارة، والجفاف، وتلف المحاصيل الزراعية، والفيضانات، وحرائق الغابات، وكلها ظواهر شهدها العالم كله العام خلال العامين الماضيين، ما يعنى أن أطفال اليوم سيواجهون كوارث مناخية بنحو 3 أضعاف ما واجهها أجدادهم، إضافة إلى انتشار الأمراض التنفسية والقلب بشكل مرعب.

لذا، فإن العالم بحاجة إلى تعلم دروس جائحة كورونا والتدخل العاجل والناجز لحل قضية المناخ بنفس الدرجة من الأهمية والسرعة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال قيام الكل بمسئولياته، والتوافق على استراتيجية عالمية لحماية المناخ قائمة على مبدأ الضمير والعدالة لا التسويف والأنانية حتى يتم الحفاظ على الثروات والمقدرات للأجيال القادمة، وحتى لا تتفاقم الكارثة أكثر  من ذلك وتتحول إلى صراعات وهلاك للكون جراء الكوارث البيئية من انتشار الأوبئة والجفاف والحرائق والفيضانات والأعاصير، فلا يكون هناك إلا الخراب والدمار..

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اجتماع ساخن للرابطة مع رؤساء الأندية اليوم لمناقشة شكل الدورى الجديد

"صفقة" ريفيرو المُرتقبة تمنع عودة أليو ديانج للأهلي فى الصيف

موعد مباراتي الجولة الأخيرة للأهلي وبيراميدز فى الدوري

الزمالك يواجه منتدى المغربى اليوم فى الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

انتهاء محاكمة راندا البحيري بتهمة سب وقذف طليقها بالتصالح


FBI: انفجار عيادة الخصوبة بولاية كاليفورنيا "عمل إرهابى متعمد".. صور

تحديد مصير إبراهيم فايق فى قضية نشر تسريب غرفة الفار.. بعد قليل

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

إنتر ميلان يستضيف لاتسيو لمطاردة نابولى على لقب الدوري الإيطالي

تعرف على موقف رامي ربيعة من البقاء فى الأهلي وسر استبعاده من مباراة البنك


سعد الصغير يعود لساحات القضاء من جديد.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

عرق الأرض.. حكاية صمود بالمنجل والفأس فى زراعة وحصاد سنابل الخير بغيطان الشرقية بأجر يومى. "سعيد الجيزاوى " صاحب الـ 67 عاما علم أجيالا أعمال الفلاحة الصحيحة فى الحقول.. أمنية حياته تأدية فريضة الحج قبل وفاته

صراع الأبطال.. يوفنتوس يواجه أودينيزي وروما يتحدى ميلان فى الدوري الإيطالى

الحضرى والصقر ونجوم الرياضة والإعلام في حفل زفاف كريمة أحمد سليمان.. صور

قانون العمل الجديد.. غرامة 50 ألف جنيه عقوبة تشغيل العامل سخرة أو ممارسة العنف اللفظى والجسدى عليه وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت فى شأنهم الجريمة.. حظر التمييز بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس

التحقيق مع ناشر فيديو لفرد شرطة ادعى سيره عكس الاتجاه بمنطقة المرج

طارق مصطفى: حزين للخسارة أمام الأهلى.. وهذا سبب تعثر مفاوضاتى مع الزمالك

الأهلي يزيد أوجاع الخلود في الدوري السعودي برباعية مثيرة.. فيديو

اعرف خطوات الحصول على إعانات ومساعدات من بنك ناصر الاجتماعي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى