الأزمة الأوكرانية تضع روسيا فى مرمى العقوبات.. بايدن يدرج شركات وبنوك وأفرادا على القائمة الأمريكية ويهدد بالمزيد.. وإجراءات كندا تشمل "دونباس".. و3 مليارديرات روس بقوائم لندن السوداء.. وأوروبا تواصل التصعيد

عقوبات دولية متتالية ، وتحركات روسية لفرض سياسة الأمر الواقع .. هذا ما آلت إليه الأزمة بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا التي كانت قبل أشهر قاب قوسين أو أدني من الانضمام لحلف الناتو، ما اعتبرته الإدارة الروسية تهديداً لأمنها القومي.

وبعد أقل من 48 ساعة من إعلان روسيا الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك ، الواقعتان شرق أوكرانيا ، والمعروفتان بـ"إقليم دونباس"، وما تبع ذلك من إبرام اتفاقية صداقة، صادق عليها البرلمانات الثلاثة ، وبموجبها بات انتشار القوات الروسية في الشرق الأوكراني ممكناً بداع حفظ السلام، توالت سلسلة العقوبات الدولية ضد روسيا ، حيث اعتبرت غالبية الدول الأوروبية والولايات المتحدة ، التحرك الروسي بمثابة غزو من نوع آخر، رغم عدم قيام موسكو بأي عمل عسكري مباشر حتي الآن.

أمريكا تبدأ "الحصار المالى" ضد روسيا

وبدأت الولايات المتحدة قائمة العقوبات ، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ما أسماه بـ"المجموعة الأولي" من الإجراءات العقابية للرد علي القرارات الروسية التي اعتبرها "بداية غزو لأوكرانيا".

وتضمنت الإجراءات الأمريكية عقوبات على شركة تنمية روسية ، وبنك VEB ، ومقرض الدولة الروسي Promsvyazbank ، بالإضافة إلى استهداف الديون السيادية الروسية لقطع موسكو عن التمويل الغربي، كما أعلنت إدارة بايدن فرض عقوبات على خمس مواطنين روس بارزين لهم صلات بالكرملين وأفراد أسرهم.

وجاء ذلك في أعقاب أمر عقوبات مبدأي محدود ليلة الاثنين يحظر الاستثمار والتجارة في  دونيتسك ولوجانسك والتي اعترف بها بوتين.

كما هدد البيت الأبيض بفرض قيود تصدير من شأنها أن تمنع روسيا من الحصول على التقنيات الأمريكية الرئيسية، وأشار المسؤول إلى أن هذه ستكون جزءًا من رد لاحق على العدوان العسكري الروسي المتزايد على أوكرانيا.

قام إدوارد فيشمان ، الزميل المساعد في مركز الأمن الأمريكي الجديد ، بالتغريد بأن العقوبات المفروضة على بنك VEB تمثل المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة أقوى أداة عقوبات على بنك روسي كبير مملوك للدولة ويشير إلى أنه يمكن اتخاذ مثل هذا الإجراء ضد المزيد البنوك المملوكة للدولة ، بما في ذلك البنوك الكبرى.

كندا تحظر المعاملات المالية

وفى كندا، وصف رئيس الوزراء جاستن ترودو تصرفات روسيا بأنها "انتهاك لالتزامات روسيا بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، وقال: "تدين كندا أيضًا الأعمال العسكرية الروسية ، بما في ذلك الأوامر بالانتقال إلى أوكرانيا ، وهو توغل واضح في سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

وكجزء من عقوبات كندا ضد روسيا ، أعلن ترودو أنه سيتم منع جميع الكنديين من المشاركة في "التعاملات المالية مع ما يسمى بولايتي لوجانسك ودونيتسك المستقلتين كما سيتم منع الكنديين من شراء الديون السيادية الروسية.

وستستهدف كندا أيضًا أعضاء البرلمان الروسي الذين صوتوا للاعتراف بالولايتين بالإضافة إلى بنكين روسيين مدعومين من الدولة.

بدوره، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن العقوبات الاسترالية تتضمن حظر سفر موجهًا وعقوبات مالية ضد أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي، مشيراً إلى أن العقوبات الأوسع نطاقا ستمتد إلى المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون وأضاف أنه يتوقع فرض مزيد من العقوبات على المواطنين الروس الذين يسعون للاستفادة من الغزو الروسي لأوكرانيا.

ونقلت شبكة ABC عن موريسون: "لقد بدأ غزو أوكرانيا بالفعل.. هذا الغزو غير مبرر وغير مقبول لا يمكننا أن نقول إن لدى روسيا بعض القضايا فقط هنا التي يقاضونها - إنهم يتصرفون مثل البلطجية والمتسلطين".

اليابان تجمد حسابات البنوك وتفرض إجراءات أخرى

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن تصرفات روسيا تضر بسيادة أوكرانيا وتتعارض مع القانون الدولي، وتابع أن عقوبات اليابان ستشمل حظر إصدار السندات الروسية في اليابان وتجميد الحسابات المصرفية لبعض الأفراد الروس وتقييد السفر إلى اليابان. كما سيتم استهداف نخب موسكو والبنوك الروسية.

وقال المسئول الياباني إن تفاصيل العقوبات سيتم وضعها والإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، وأضاف أن إمدادات الطاقة اليابانية لن تتأثر على المدى القصير بفضل الاحتياطيات الكافية من النفط والغاز الطبيعي المسال، وإذا بدأت أسعار الطاقة في الارتفاع، قال كيشيدا إنه سيفكر في جميع الخيارات الممكنة لمنع التأثير على الشركات والأسر اليابانية.

تحركات أوروبية عاجلة

وفى بروكسل، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن العقوبات الأوروبية ضد روسيا تستهدف 351 نائبا برلمانيا و27 فردا وكيانات قانونية أخرى.

أكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي مستعد "لفرض المزيد من العقوبات ضد روسيا" إذا تم تصعيد النزاع، مضيفا: "نحن في لحظة بالغة الخطورة بالنسبة لأوروبا".

في وقت سابق، قال بوريل إن العقوبات التي سيعلنها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا سوف تشمل أعضاء مجلس الدوما الروسي الذين صوتوا لصالح الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك شرقي أوكرانيا.

وأضاف أنها ستشمل حظرا أوروبيا على الاستيراد من إقليم دونباس الذي يضم دونيتسك ولوجانسك، وذلك على غرار العقوبات التي تم فرضها على شبه جزيرة القرم، وتنص العقوبات أيضا على منع روسيا من الوصول إلى السوق المالية الأوروبية.

3 مليارديرات روس علي رادار عقوبات لندن

في المملكة المتحدة، أدرجت حزمة عقوبات أولية في القائمة السوداء ثلاثة مليارديرات روس كانوا بالفعل خاضعين للعقوبات الأمريكية وهم جينادي تيمشينكو، وبوريس روتنبرج ، وابن أخيه إيجور روتنبرج.

كما فرضت المملكة المتحدة عقوبات على خمسة بنوك روسية: Rossiya Bank و IS Bank و GenBank و Promsvyazbank و Black Sea Bank.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس في بيان: "سنحد من قدرة الدولة الروسية والشركات الروسية على جمع الأموال في أسواقنا، ونحظر مجموعة من صادرات التكنولوجيا الفائقة، ونزيد من عزلة البنوك الروسية عن الاقتصاد العالمي"، وأضافت: "ستضرب هذه العقوبات روسيا بشدة".