سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 3 فبراير 1833.. إبراهيم باشا يكتب من على أبواب استانبول إلى أبيه محمد على بأن يطلب من السلطان العثمانى ضم تونس وقبرص وأضاليا وأدنة وبغداد إلى مصر

إبراهيم باشا
إبراهيم باشا
سعيد الشحات
كان إبراهيم باشا يقطع الطريق بجيشه نحو العاصمة العثمانية «استانبول»، وعلى أبواب «كوتاهية» تلقى خطابا من والده محمد على باشا يأمره بالتوقف، حسبما يذكر الدكتور عبدالرحمن زكى فى كتابه «التاريخ الحربى لعصر محمد على الكبير»، مؤكدا أن إبراهيم تلقى الخطاب، وهو يعلم أنه ليس للسلطان العثمانى جندى واحد فى طريقه إلى عاصمة الخلافة.
 
جات خطوة «إبراهيم باشا» استكمالا لسلسلة انتصارات حملة الجيش المصرى الذى سيطر على سوريا، ثم واصل زحفه إلى المدن التركية.. يؤكد عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «عصر محمد على»: «كان السلطان محمود ترتعد فرائصه، بعد واقعة هزيمة جيشه فى قونية، إذ رأى قوائم عرشه تتزلزل أمام ضربات الجيش المصرى وانتصاراته المتوالية».
 
يذكر عبدالرحمن زكى، أن الأمر الذى تلقاه إبراهيم باشا من والده بالتوقف عن زحفه نحو «عاصمة الخلافة» جاء بعد وصول الجنرال «مورافيف» مبعوث قيصر روسيا إلى الإسكندرية، ثم وصول «خليل رفعت باشا» مندوب الباب العالى، يحمل إلى محمد على عفو السلطان عنه وتوليه عكا وملحقاتها، ولكن لصداقة محمد على له اتفق معه على شروط للاتفاق أهمها أن يعطى محمد على ولاية سورية وأدنة، وأن تبرم بينه وبين خسرو باشا محالفة تعاون تضع حدا لنزاعهما.
 
يضيف زكى: «وصل إلى إبراهيم باشا ثلاثة رسل من الآستانة، الأول رسول الباب العالى ليبلغه أنهم أرسلوا إلى والده رسولا للاتفاق، والثانى رسول الجنرال مورافيف، والثالث رسول سفير فرنسا، وكان إبراهيم يعتقد أن الاتفاق بين خليل رفعت باشا وبين أبيه أمر ممكن، ولكنه كان يرى أن الصلح الذى يبرم مع السلطان محمود هو صلح غير دائم، بل يكون بمثابة هدنة، حتى يتمكن السلطان من العودة إلى القتال، ويتضح رأيه مما كتبه لأبيه فى 3 فبراير، مثل هذا اليوم، 1833».
 
يقول إبراهيم لأبيه: «أرى أن يكون الاستقلال مقدما على كل شىء فى المناقشات التى تدور بينك وبين الرسولين «مورافيف» و«خليل باشا»، فمسألة الاستقلال مسألة حيوية تقدم على كل شىء، وبعد الاعتراف بالاستقلال يجب أن نطلب أضاليا وأدنة وجزيرة قبرص، وأن يضم إلى مصر إن كان ذلك فى الإمكان تونس وطرابلس، ذلك أقل ما يجب أن نطلبه ولا نتساهل عن أى شىء كان مهما، كان الأمر لأن مصلحتنا تقضى به، أما إصرارنا على الاستقلال فلكى نوطد مركزنا، ونحوطه بالضمانات، فإذا لم ننل الاستقلال ذهبت جميع مجهوداتنا ضياعا ومكنا تحت يد هذه الحكومة الخبيثة التى تهددنا بمطالبها الدائمة وبطلب المال، فمن الآن يجب أن نتخلص من الأعباء الكبيرة ولا نجد خلاصا إلا بالاستقلال».
 
يشرح «إبراهيم» أسباب طلبه لوالده ضم أضاليا وأدنة وجزيرة قبرص إلى مصر، قائلا: «السبب الذى يدعونا إلى ضم أضاليا وأدنة هو شدة حاجتنا إلى الخشب، لأن مستقبل أسطولنا معلق على ذلك ما دامت بلادنا محرومة من الخشب، وأنت تذكر أن إنجلترا منعت ورود الخشب إلينا، فاضطررنا أن نلجأ إلى النمسا التى أزعجنا رفضها إزعاجا لا نستطيع نسيانه، وهل من حاجة بى لأبين شدة حاجتنا إلى الخشب.. فأنت ذاتك قلته لى فى الأمر الذى أصدرته حديثا، كما أنه يجب عليك ألا تهمل وسيلة من الوسائل لصد الجيش التركى، كذلك يجب أن تعمل كل ما فى استطاعتك عمله للحصول على الخشب».
 
وينتقل «إبراهيم» بعد ذلك إلى توضيح أهمية قبرص، قائلا: «أما ضم قبرص لمصر فهو أيضا لازم لا مندوحة عنه لسببين: الأول، ليكون مركزا لأسطولنا، والثانى، لمنع الباب العالى من أن يكون له طريق إلى أملاكنا، وإذا شئت أن تطلب بغداد فلا مانع من طرح هذه المسألة على بساط البحث على أن تتنازل عنها فى المستقبل لأن هذه الولاية لا تنفع شيئا، وهى كستارة بعيدة جدا عن مصر وتتطلب نفقات باهظة».
 
يختتم إبراهيم رسالته لوالده قائلا: «هذا ما أعرضه على مسامعك، وأوجه إليك مع منتهى الاحترام أنظارك».. يذكر «زكى» أنه فى 14 مايو 1833 تم إبرام اتفاق بين الطرفين، وبهذا الصلح ولى محمد على مصر والحجاز وكريت، وجعل إبراهيم باشا واليا على سوريا وعكا ودمشق وطرابلس وحلب، ومحصلا لولاية «أدنة»، ورفرف العلم المصرى على كل هذه الأقاليم.        
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

المباحث تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حادث الإقليمى

3 ملفات على طاولة يانيك فيريرا داخل الزمالك.. تعرف عليهم

المعاينة: اختلال عجلة القيادة وراء حادث تصادم سيارتين بالطريق الإقليمى

العملاق اللندنى فى المربع الذهبى.. تشيلسي يهزم بالميراس ويضرب موعدا مع فلومينينسى بنصف نهائى مونديال الأندية.. إستيفاو يسجل فى ناديه الجديد.. الأهداف العكسية عرض مستمر.. وجواو بيدرو يظهر لأول مرة مع "البلوز"


تطورات ملف رحيل وسام أبو علي.. أخر 3 عروض وموقف الأهلي واللاعب

نيفيز وكانسيلو يشاركان فى جنازة جوتا.. صور

جنازة جوتا.. أرنى سلوت وفان دايك و"الريدز" فى مقدمة الحضور.. صور

الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. استشهاد 19 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة.. مصرع وفقدان 47 شخصا في فيضانات تكساس الأمريكية.. البرتغال تودع جوتا وليفربول يخصص رحلة جوية لحضور الجنازة

بن أفليك وجينيفر لوبيز يسحبان قصرهما من السوق بعد فشل بيعه بـ68 مليون دولار


تفاصيل حفل عمرو دياب في الساحل الشمالي.. صور

مصرع 24 شخصا وفقدان 23 طفلا إثر وقوع فيضانات بولاية تكساس الأمريكية

قائد فرقة بوب فيلان يهتف ضد إسرائيل في حفل جديد باليونان.. فيديو

الإسماعيلى آخرهم.. 8 أندية تعلن عن مدربيها استعداداً للموسم الجديد

ملخص وأهداف مباراة بالميراس ضد تشيلسي فى كأس العالم للأندية 2025

اتحاد الكرة يُسلم الأندية الصاعدة 50 كرة قبل انطلاق الدورى الجديد

بالميراس ضد تشيلسي.. إستيفاو يحرز هدف التعادل ضد فريقه المستقبلى "فيديو"

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

مسجد داخل أحد أقدم أديرة العالم.. دلالة خالدة على التسامح الدينى فى أرض سيناء.. دير سانت كاترين هنا صلى الرهبان وخدم البدو وسجد الجميع فى حضرة السلام.. وثيقة العهدة المحمدية ضمانة لحماية الرهبان واحترام العقيدة

ترامب يوقع على قانون خفض الضرائب والإنفاق "الكبير والجميل"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى