فلسفة الأسعار من بائع الطماطم حتى صاحب "الكمبوند"!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

السعر العادل للسلعة أو الخدمة قضية تشغل بال أغلب المستهلكين في كل دول العالم، لكنها تتصف بطبيعة خاصة في مصر، بداية من بائع الطماطم الموجود في الشارع الذي يبيع الكيلو مقابل 5 جنيهات، وعلى بعد 100 متر فقط من موقعه يوجد بائع آخر يقدم نفس السلعة، بنفس الجودة، مقابل 4 جنيهات فقط، مع العلم أن الظروف متساوية تقريباً في كل ما يتعلق بالتكاليف الثابتة والمتغيرة، كذلك الأمر يمكن أن تحصل على كوب الشاي داخل "كافية" بأحد الأندية مقابل 3 جنيهات، بينما كافية آخر في نفس النادي يقدمه مقابل 5 أو 7 جنيهات، مع العلم أن الخدمة تقريباً واحدة!

لا أقصد من مفهوم السعر العادل أو القيمة العادلة للسلعة أو الخدمة الدخول إلى المصطلحات المالية، والحديث حول الأسهم في أسواق المال أو الاستحواذات التي تنفذها الشركات لإدماج أخرى، ولكن أحاول الوصول إلى فلسفة التفاوت الكبير الموجود بأسعار السلع والخدمات في مصر، وعدم اعتماده على معايير واضحة أو مفاهيم علمية، أو تقديرات اقتصادية، الموضوع فقط يرتبط بأن البائع فجأة قرر أن يكسب أكثر، أو يرفع الأسعار، دون اختبار قدرات السوق أو الملاءة المالية لزبائنه، أو دراسة المنافسين، حتى ولو كانوا على بعد أمتار قليلة.

لا يمكن أن تجد أسباب منطقية لسعر بيع متر العقارات في منطقة مازالت بكراً مثل حدائق أكتوبر بـ 12 ألف جنيه، داخل كمبوند لشركة ناشئة، صغيرة أو أقل من متوسطة، وفى نفس الوقت سعر المتر في المناطق المحيطة مقابل 3500 إلى 5 آلاف جنيه للمتر، فالفارق يصل إلى حوالي 70% في المتوسط، وهذا لا يمكن بأي حال أن يكون عادلاً أبداً حتى لو كانت الخدمات أفضل داخل الكمبوند السكنى أو مستويات التشطيب وخلافه، فالمكان واحد، والمقومات واحدة، والخدمات المحيطة والبنية الأساسية تتماثل أو تتشابه.

عدم الاهتمام بدارسة الأسواق يؤدى دائماً إلى مشكلات عديدة، واضطرابات اقتصادية عنيفة، ولعل أزمة ايفر جراند الصينية، أحد أكبر الشركات العقارية في العالم، كان البطل فيها، التوسع غير المدروس، وكبر حجمها بصورة زائدة عن الحد، وعدم رؤية احتياجات العملاء، واعتبار حسابات المكسب فقط، دون وجود سيناريوهات بديلة، فلا يمكن أن تقام مشروعات عملاقة على فكرة المكسب فقط، بأرقام كبيرة ونسب لا نراها في أي دولة بالعالم، وللأسف هذا يحدث داخل القطاع الخاص المصري، الذي تحاول بعض شركاته حصد مكاسب قد تصل إلى 200%، في بعض السلع والخدمات.

عدم اعتبار السعر العادل أو المناسب للسلع والخدمات يقود دائماً الشركات الكبرى إلى حافة الإفلاس أو تصفية النشاط، وهذا ما أتوقعه لعدد من شركات النقل التشاركي التي رفعت الأسعار خلال الفترة الماضية، بصورة مبالغ فيها، اعتماداً على ميزة واحدة فقط، وهي أنها الأولى في تقديم الخدمة، إلا أنها لم تعتبر لفكرة دخول منافسين جدد، حتى جاءت شركة أخرى وأغرقت السوق بعروض وخصومات ومزايا، واختطفت زبائنها!

المستهلك يبحث دائماً عن السعر المناسب، الذي لا يشعر معه أنه مُستغل أو أن السلعة والخدمة التي حصل عليها لا تستحق، لذلك يجب أن تدرس الشركات العاملة في مصر سواء المحلية أو العالمية متعددة الجنسيات خصائص جمهور المستهلكين، وتضع لهم الاستمالات المناسبة، التي يمكن بناء عليها الوصول إلى منطقة وسط بين البائع والزبون.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

السجن 15 عاما للسائق المتسبب فى وفاة 19 ضحية على الطريق الإقليمى بالمنوفية

حصاد الوزارات.. وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

اليوم.. افتتاح مسرحية الملك لير على المسرح القومي

"تحديات صعبة".. ماذا ينتظر ريبيرو مع الأهلى في الموسم الجديد ؟


أغلبية الإسبان يتهمون إسرائيل بارتكاب إبادة فى غزة ويطالبون بعقوبات أوروبية

أحمد السقا بعد عرض أحمد وأحمد: الجمهور السعودى ذواق للفن المصري..صور

خطوات اختيار الرموز الانتخابية للمرشحين فى انتخابات مجلس الشيوخ .. صور

المتهمة بانتحال صفة طبيبة تستأنف على حكم حبسها 14 سنة بتهمة إجراء عمليات

لأول مرة.. إسرائيل تشكل "هيئة أركان ظل" تحسبا لاغتيال كبار قادتها


اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو

شطب مركزين بدوري مراكز الشباب النسخة الحالية وتُوقيع عقوبات صارمة

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

الإهمال الإدارى يُكلف برشلونة 15 مليون يورو من "يويفا"

5 فئات لتذاكر حفل تامر حسنى بمهرجان العلمين فى دورته الثالثة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

الأهلى يطارد مصطفى محمد.. ونانت يضع شرطًا مكلفًا لبيعه

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى