شاهد "أبو الوفا" وحكاية 100 سنة مع أقدم محلات الأكفان بالبحيرة

"المهنة دى فى دمى ووارثها أبا عن جد منذ أكتر من 100 سنة.. والناس بتخاف من شكل المحل وكأنهم مش هيموتوا".. بهذه الكلمات العفوية يمكن أن تختصر رؤية شريف أبو الوفا صاحب أقدم محلات بيع الأكفان فى البحيرة والذى يمتد تاريخه من بداية القرن الماضى.

فعندما تمر بشارع الخيرى بوسط مدينة دمنهور لابد أن يلفت نظرك هذا المتجر العتيق بأبوابه الخشبية القديمة وأتواب الأكفان المتراصة على الجدران ومستلزمات غسل المتوفين التى تعبر بصدق عن الحقيقة الوحيدة فى هذا الكون هو الموت .

عدسة اليوم السابع رصدت فى بث مباشر عبر منصاته الإليكترونية اقدم محلات بيع أكفان الموتى بالبحيرة الذى يرجع تاريخه إلى أوائل القرن العشرين.

وقال شريف أبو الوفا أشهر تجار الأكفان، إن هذا المحل هو الوحيد المتخصص فى بيع أكفان ومستلزمات الموتى ومنها لوف التغسيل والحنه والعطور والاقطان وغيرها من المستلزمات اللازمة، مضيفا أنه توارث هذه المهنة أبا عن جد وتداول على المحل 4 أجيال من العائلة لم ينقطعوا عن العمل حتى رحيلهم وانه جده الأكبر المنتسب للإشراف المنحدرين من نسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كرم فى عهد الملك فاروق لدوره الكبير فى خدمة الإنسانية.

وأوضح ابو الوفا أنه مهنة بيع اكفان الموتى عالم مليء بالأسرار والتفاصيل المختلفة لا يعرفها إلا أصحابها وتحتاج إلى كسر حاجز الخوف من الموت والتقوى لمرضاة الله سبحانه وتعالى.

وعن أنواع أكفان الموتى أكد شريف ابو الوفا، أن هناك أكفان للرجال وهى عادة 3 طبقات من قماش الدبلان بعكس اكفان السيدات التى تزيد معه عدد طبقات القماش لستر البدن بالإضافة إلى ألوانه المختلفة التى تتنوع ما بين الابيض وهو اللون الشائع إلى الأصفر والأخضر الذى يكفن به السيدات صغار السن .

وعن أسعار اكفان الموتى أكد ابو الوفا أن أسعار الأكفان تبلغ فى المتوسط 200جنيه وأن هناك أكفان تصل إلى الآلاف من الجنيهات والتى يغلب عليها قماش الحرير الطبيعى.

وبالنسبة لبيع أكفان الموتى من المسيحيين أكد أنه يبيع الأكفان بمختلف أنواعها سواء للمسلمين أو الأقباط التى يضاف إليها "روب الدفن" الموشى بالصلبان وصور القديسين .

وعن تطورات مهنة بيع الأكفان، أكد أشهر تاجر لأكفان الموتى أنه لابد أن نواكب العصر حتى فى أكفان الموتى، مضيفا: "بنحاول نطور ونبيع على السوشيال ميديا إلى جانب تقديم خدمات الديلفرى لتوصيل الأكفان إلى أهل المتوفين بمحل إقامتهم".