روشتة الرئيس لعلاج أوجاع التعليم فى مصر

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم : دندراوى الهوارى

التعليم، قضية أمن قومى، ومعيار جوهرى لتقدم وازدهار الأمم، وللأسف كانت قضية التعليم طوال عقود طويلة، بعيدة كل البعد عن فقه أولويات الدولة، فتراجع وسيطر عليه الروتين، والحفظ والتلقين، وغاب الإبداع، والنتيجة الدفع بخريجين "حافظين" وليس "فاهمين"، وتأثيرات الحفظ كارثى، ظهر فى تراجع الإبداع والتطوير والحداثة فى كل القطاعات.

وعندما قررت الدولة المصرية، فتح ملف التعليم، خلال السنوات القليلة الماضية، درست كل أنظمة التعليم فى الدول المتقدمة، وكان نظام التعليم فى اليابان وسنغافورة، هما الأبرز عالميا، القائمان على الفهم والتفكير والإبداع، والبحث والقراءة، وليس الحفظ والتلقين، وهو النظام الذى واجه معارضة قوية من المستفيدين من نظام الحفظ والتلقين، وهم إمبراطورية الدروس الخصوصية، و"السناتر" بجانب مطابع الكتب الخارجية، وهى إمبراطورية تحقق مكاسب ضخمة، ولا يهمها العملية التعليمية برمتها، سواء كانت متقدمة ومتطورة، أو متخلفة.

إمبراطورية المصالح، لم تترك وسيلة أو فرصة لتشويه خطة تطوير نظام التعليم فى مصر، فأطلقت الشائعات لإثارة البلبلة، وكانت "جروبات الماميز" تتلقفها وتتعاطى معها باعتبارها نصائح ذهبية، دون تفكير أو تدبير، بالإضافة إلى جماعات وتنظيمات ظلامية، لعبت دور التشويه، وللأسف وجدت صدى لدى قطاع من أولياء الأمور الذين صدقوا هذه الشائعات.

المتعارف عليه أن التطوير والتغيير على وجه العموم، دائما ما يجد رفضا ومقاومة، يقف وراؤها مجموعة الباحثون عن مصالحهم الخاصة، فوق جثة المصلحة العامة، وهنا يظهر قوة قناعات مؤسسات الدولة بخططها التطويرية، المواكبة للحداثة.

وتأسيسا على ذلك، فاجأ الرئيس عبد الفتاح السيسى الجميع، أمس الاثنين فى كلمته خلال تدشين مشروع تنمية الأسرة المصرية، والذى أقيم فى العاصمة الإدارية، بحقائق مذهلة عن وضع التعليم المصرى، وكيف تراجع وصار لا يدفع بخريجين قادرين على اقتحام سوق العمل، بما يحملونه من مؤهلات نظرية، بعيدة كل البعد عن احتياجات سوق العمل من تخصصات دقيقة فى التكنولوجيا والبرمجيات، إلى آخر العلوم الحديثة.

الرئيس كشف أن هناك مليون فرصة عمل، يحتاجها السوق المحلية والخارجية، فى مجال البرمجيات، فقررت الحكومة فتح الباب أمام خريجى الحاسبات ونظم المعلومات، على أن توفر لهم برنامجا تأهيليا يتكلف 30 ألف دولار، تتكفله الدولة، وأجرت اختبارات لأكثر من 300 ألف خريج، وكانت المفاجأة أن عدد الذين اجتازوا الاختبارات المبدئية، لم يتعدوا 111 خريجا فقط.

هنا رسالة واضحة لكل مصرى، مفادها أن عملية تطوير التعليم فى مصر، فقه الضرورة، ولم يعد هناك رفاهية للتأخير أو التأجيل، وأن خريطة سوق العمل تبدلت، ولن يكون هناك أماكن متاحة لمن لا يحمل سلاح العلم والإبداع، والتخصصات العصرية والحديثة، بعيدا عن الشهادات النظرية.

الرئيس عبد الفتاح السيسى وضع يده على أوجاع التعليم، من خلال دراسات وآراء المتخصصين، وأيضا من خلال أنظمة التعليم فى الدول المتقدمة، ثم وضع روشتة العلاج، التى لا سبيل عن التعاطى معها إذا أردنا مواكبة العصر بمتطلباته، فقد قال نصا: "يا مصريين اصحوا إذا كنتم خايفين على بلدكم انتبهوا القضية كبيرة جدا قضية بناء مواطن.. أنت بتجرى على إنك تدخل أولادك كلية وخلاص وتلحقه بالمدرسة وخلاص، وفاكر إنك بتجهز ابنك للمستقبل؟!" .

الحقيقة، قضية التعليم أكبر من مجرد الالتحاق بالمدارس والجامعات، والحصول على "رخصة" أى "رخصة" والسلام، دون التسلح بالعلم الحديث والعصرى، وما يحتاجه سوق العمل!

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

برشلونة يقصى جوادالاخار المغمور بثنائية ويتأهل لدور الـ16 بكأس إسبانيا

ملياردير نيجيري يتبرع بـ20.7 مليون دولار لموظفي إمبراطوريته التجارية

موعد مباراة الأهلي وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

تشيلسي يتأهل لنصف نهائي كأس الرابطة بالفوز على كارديف سيتي

عمر كمال وأحمد بيكام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور


جوادالاخار ضد برشلونة.. شوط سلبي فى دور الـ32 من كأس ملك إسبانيا

فيفا يسدل الستار على جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى أفضل لاعب فى العالم.. بونماتي لاعبة برشلونة تخطف لاعبة العام.. الكشف عن تصويت حسام حسن ومحمد صلاح.. و22 قائدا يدعمون الفرعون فى السباق العالمى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور


تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

رئيس الوزراء: الحكومة هدفها خفض الدين العام والخارجى وتقليل أعباء خدمته

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

تعرف على مهن الفنانين قبل الشهرة والنجومية

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى