المزاعم البيولوجية .. دعاية أم خطر حقيقى؟.. روسيا تتهم أوكرانيا بامتلاك مكونات الأسلحة الفتاكة..والولايات المتحدة تنفى وتتهم موسكو بالتغطية على استخدامها المحتمل..والصحة العالمية توصى كييف بتدمير جراثيم المعامل

على مدار اليومين الماضيين، تبادلت الولايات المتحدة وروسيا، مزاعم تتعلق بالحرب البيولوجية فى أوكرانيا، والتى أضفت مزيدا من القلق على الصعيد العالمى من تطورات الأزمة المتفاقمة فى أوكرانيا، بعد أسبوعين من بدء العملية العسكرية الروسية بها.

وأعلنت روسيا يوم الأربعاء أنها اكتشفت برنامجا للأسلحة البيولوجية فى أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريو زاخاروفا فى تصريحات للصحفيين: بإمكاننا القول إن المعامل الأوكرانية القريبة من حدودنا، يتم بها تطوير مكونات الأسلحة البيولوجية.

 وأضافت أنه صدر الأمر بالتدمير العاجل لهذه المواد، من أجل ألا يتم الكشف عن المواد والبرامج التى يتم تصنيعها هناك، وأشارت زاخاروفا إلى إن هذه البرامج تشمل جراثيم قاتلة مثل الأنثراكس والطاعون. وطلبت موسكو من واشنطن تفسيرا لوجود معامل الحرب البيولوجية الأوكرانية.

 كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إنه من الواضح أنه فى أعقاب العملية العسكرية الخاصة، أن البنتاجون بدأ فى أن تكون لديه مخاوف جادة بشأن تجارب الحرب البيولوجية التى تم الكشف عنها فى الأراضى الأوكرانية.

 وأشار إلى أن الوثائق التى تم الكشف عنها، تؤكد أن مكونات أسلحة كيماوية تم تطويرها فى معامل أوكرانيا البيولوجية، فى أماكن قريبة من روسيا. إلا أن المسئولين الأمريكيين نفوا ذلك، ووصفوه بالدعاية السخيفة واتهموا روسيا بالسعى إلى إيجاد ذرائع للحرب.

 ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولى جلسة اليوم الجمعة بطلب روسى، لمناقشة التقارير بشأن الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا.

 لكن الأمر تطلب على ما يبدو مجهودا أكبر من البيت الأبيض والمسئولين الأمريكيين، الذين اضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم واتهام روسيا بالسعى إلى استخدام محتمل للأسلحة البيولوجية من جانبها.

ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الاتهامات الروسية بأنها واحدة من أكبر حملات التضليل الروسية، والتى كررها دبلوماسيون ووسائل إعلام فى الصين، مما دفع البيت الأبيض إلى القيام بخطوة غير عادية بانتقاد كلا البلدين بسبب ما وصفت بحملتى الدعاية المنسقة من جانبهما، وقال إنه تقدم غطاء لهجوم محتمل بالأسلحة البيولوجية أو الكيماوية على الأوكرانيين من قبل الجيش الروسى.

 وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكى، فى مؤتمر صحفى أمس الخميس: الآن وقد قامت روسيا بهذه الادعاءات الكاذبة، وأيدت الصين على ما يبدو هذه الدعاية، ينبغى أن نكون جميعا على إطلاع بان روسيا من الممكن أن تستخدم الأسلحة البيولوجية او الكيماوية فى أوكرانيا، أو تختلق عملية بعلم زائف باستخدام تلك الأسلحة، واصفة ذلك بأنه نمط واضح.

 ووصفت ساكى الاتهامات بأنها منافية للعقل، وقالت إن الولايات المتحدة لا تطور ولا تمتلك مثل هذه الأسلحة فى أى مكان. وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إلى أن أوكرانيا ليس لديها برنامج أسلحة بيولوجية بل روسيا هى التى لديها مثل هذه الأسلحة، وقالت إنه لا يوجد هجوم كيماوي حتى الآن في أوكرانيا ولكن تاريخ روسيا يجعلنا نتوخى الحذر.

 ووصفت وزارة الخارجية  الأمريكية هذه المزاعم بأنها محض هراء، وقالت إن أوكرانيا ليس لديها معامل أسلحة بيولوجية، كما كرر كبار مسئولى المخابرات الأمريكية الأمر نفسه فى جلسة استماع بمجلس الشيوخ، الخميس.

يأتى هذا فى الوقت الذى ذكرت  فيها وكالة رويترز أن منظمة الصحة العالمية نصحت أوكرانيا بتدمير مسببات الأمراض الخطيرة الموجودة فى معامل الصحة العامة بالبلاد لمنع أى انتشار محتمل من شأنه أن ينشر الأمراض بين السكان.

 وقال خبراء الأمن البيولوجى، إن تحركات القوات الروسية داخل أوكرانيا وقصف المدن قد أثار المخاوف من احتمال خروج الفيروسات أو الجراثيم المسببة للأمراض فى حال تدمير أى من المنشآت.

ومثل العديد من الدول، يوجد لدى أوكرانيا معامل صحة عامة تجرى أبحاثا حول كيفية التخفيف من تهديد الأمراض الخطيرة التى تؤثر على كل من البشر والحيوانات، وآخرها كوفيد 19. وقد تلقت معاملها دعما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى ومنظمة الصحة العالمية.

 وردا على أسئلة من رويترز بشأن عملها مع أوكرانيا قبل الغزو الروسى، قالت منظمة الصحة فى رسالة بريد إلكترونى أنها تعاونت مع معامل الصحة العامة الأوكرانية على مدار سنوات لتعزيز الممارسات الأمنية للمساعدة فى منع الانتشار العرضى أو المتعمد لمسببات الأمراض.

وقالت المنظمة إنه كجزء من عملها، أوصت منظمة الصحة بشدة وزارة الصحة فى أوكرانيا والهيئات الأخرى المسئولة بتدمير الجراثيم التى تمثل مخاطر كبيرة لمنع أى انتشار محتمل.

 ولم تكشف المنظمة عن وقت هذه التوصية ولم تقدم تفاصيل محددة عن نوعية الجراثيم أو السموم الموجودة فى معامل أوكرانيا. ولم تجب الوكالة أيضا عن أسئلة بشان التوصيات التى تبعت ذلك.

وتقول رويترز إن قدرات معامل أوكرانيا فى قلب حرب المعلومات المتزايد منذ بدء تحريك روسيا لقواتها داخل البلاد قبل أسبوعين.

 وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية مايا زاخاروفا قد قالت يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة تدير معملا للحرب البيولوجية فى أوكرانيا، وهو الاتهام الذى نفته مرارا واشنطن وكييف.