أكرم القصاص يكتب: الاحتكار والانحياز.. التكنولوجيا ومواقع التواصل على الجبهة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أيا كانت النتائج التى سوف تنتهى عندها الحرب بين روسيا وأوكرانيا والغرب، فإن كل التوقعات تشير إلى تغييرات وتحولات كبرى فى السياسة والاقتصاد، وقد ظهرت النتائج المباشرة فى صورة ارتفاعات فى أسواق الطاقة، وتحركات أوروبية لحصار الاقتصاد الروسى مع محاولات موسكو لكسر هذا الحصار، وبالتالى فإن التغيير ليس على الجبهة فقط لكن استعادة لحرب باردة انتهت وتركت نظاما وحيد القطب استمر ثلاثة عقود، شهدت تحولات جذرية وحروبا بقيت كلها خارج أوروبا، وبعيدة عن القارة واليوم تعود لتجدد المخاوف من تكرار حرب مدمرة تتسع بشكل لا يريده أى طرف.  
 
روسيا تتهم الولايات المتحدة وحلف الأطلنطى بتهديد أمنها القومى عن طريق أوكرانيا، وأن الغرب يحاول تغيير القواعد التى تم وضعها بعد الحرب العالمية الثانية، وترى موسكو أن الولايات المتحدة استغلت فترة القطبية الواحدة وتدخلت لإسقاط دول وتغيير أنظمتها بشكل لم يؤد إلى استقرار الأمن، بينما الولايات المتحدة والغرب يتهمان روسيا بمحاولة فرض قواعد أمنية جديدة. 
 
والواقع أن روسيا اليوم ليست هى روسيا التسعينيات ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتى وانتهاء الكتلة الشرقية، وأيضًا الصين أصبحت قوة اقتصادية كبرى، وهو ما يتطلب إعادة بناء النفوذ والتوازن بشكل يتناسب مع واقع تفرضه التوازنات الاقتصادية.
 
الجديد أن الحرب تأتى فى ظل ثورة اتصال وتواصل ونشر وحروب معلوماتية ودعائية، ويحرص كل طرف على كسبها، وتدور على الهواء بل ويتم توظيف التكنولوجيا فى الحرب، الولايات المتحدة وأوروبا فرضتا عقوبات وحصارا اقتصاديا ضد روسيا، بل وتم توظيف نظام سويفت للتحويلات البنكية كأداة فى حصار يأتى فى وقت تتشابك فيه المصالح الغربية، حول الغاز والنفط، مع روسيا.
 
امتدت الحرب إلى أدوات التواصل وأصبحت شركات مثل جوجل وفيس بوك وتويتر طرفا فى الحرب، ومعها البنوك والمؤسسات المالية والاقتصادية الكبرى، جوجل وفيس بوك وتويتر أوقفت خدماتها وبعض التطبيقات فى روسيا، موسكو ردت بوقف مواقع التواصل، وأعلن فيس بوك السماح مؤقتا بالدعوة للعنف ضد الروس، واتهمت روسيا شركة «ميتا» المالكة لفيسبوك بمخالفة قواعد النشر، وطلب المدعى العام الروسى من المحكمة اعتبار شركة «ميتا» المالكة لفيسبوك متطرفة وحظر كل أنشطتها فى روسيا.
 
اتهام شركة ميتا بالانحياز من قبل روسيا أعاد التذكير بقرار فيس بوك إلغاء حساب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعد خسارته فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومنع ترامب من الوصول إلى مؤيديه على شبكات التواصل، وهو ما دفعه إلى إعلان البحث عن منصات أخرى لتكون بديلا لفيسبوك والمنصات الاحتكارية كما وصفها ولا تزال القضية متداولة فى المحاكم الأمريكية بين ترامب وفيس بوك وباقى شركات التواصل.
 
الصين من جانبها استبقت وأطلقت محركات البحث ومواقع التواصل الخاصة بها، وهى اليوم تدفع نحو هذا الاتجاه لأنها ترى أن الغرب يوظف التكنولوجيا بشكل قسرى، الواضح أن الحرب الدعائية ودخول فيس بوك وأدوات التواصل إلى الحرب يثير من جديد المخاوف من أن يسيطر الاحتكار على مقدرات العالم فى ظل توظيف هذه الشركات لصالح جهات ضد أخرى أو أفراد، مثلما حدث فى الانتخابات الأمريكية وأخيرًا فى الحرب، خاصة مع وجود منافسة بين التكنولوجيا الصينية والأمريكية فى الجيل الخامس من الموبايل.
 
التحول ذاته يرتبط بإعادة بعث واستعمال المرتزقة فى الحرب بأوكرانيا، حيث أعلنت دول أوروبا الدعوة لتوظيف مقاتلين لإرسالهم إلى أوكرانيا وإرسال جنود وضباط متقاعدين أمريكان وأوروبيين، والإعلان عن طلب مرتزقة لمواجهة الروس، وردت روسيا بإعلان نقل مقاتلين إلى أوكرانيا للمشاركة فى الحرب، وهو تحول بالطبع ربما يكون له أثر فى إنتاج تنظيمات إرهابية مثلما حدث بعد نقل وتدريب مقاتلين فى أفغانستان أنتجوا القاعدة، ثم نقل مرتزقة بمعرفة الدول الأوروبية فظهر داعش، وهو ما يمكن أن يحدث لتنتج تنظيمات من المرتزقة مستعدين للقتال مع أى جانب أو لصالح من يدفع أكثر. 
 
وبالتالى فإن الحرب الدائرة، دفعت أطرافا كثيرة للبحث عن أنظمة اقتصادية أو تقنية تكون بعيدة عن تأثيرات الاحتكار أو يتم توظيفها فى الصراعات، خاصة بعد قيام أوروبا بمصادرة أموال أفراد فى أوروبا والخلط بين الرياضة والسياسة، وأخيرًا الدفع لإنتاج مرتزقة يمكن أن يمثل تهديدًا ما بعد الحرب. 
 
كل هذا يجعل التحولات تتجاوز السياسة والاقتصاد إلى التكنولوجيا والدعاية ومواقع التواصل التى أصبحت طرفا فى الحرب بشكل ظاهر.
 
p
p

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم السبت 23 – 8 – 2025

تكريم مدحت وردة على هامش بطولة لافروباسكت لكرة السلة فى أنجولا

ميلود حمدى يستبعد 6 دراويش من مواجهة الطلائع بالدورى.. تعرف عليهم

القادسية يقرر التصعيد بسبب أزمة كأس السوبر السعودى

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟


الإسماعيلى يعلن اتخاذ الإجراءات القانونية للدعوة لعمومية غير عادية

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم

بدء عزاء يحيى عزمى بمسجد الشرطة بحضور أشرف زكى وإيهاب فهمى

الأونروا: إعلان المجاعة في غزة خطوة يجب البناء عليها بخطوات حقيقية لوقفها

أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام


تشكيل برشلونة المتوقع أمام ليفانتي في الجولة الثانية من الليجا

ريبيرو يستقر على قيادة كريم فؤاد للجبهة اليسري للأهلى أمام المحلة

ماذا فعل حسن البنا فى أول فضيحة ارتكبها صهره داخل الإخوان؟.. أطاح بأعضاء الإرشاد بعد مطالبتهم فصل صهر المرشد لممارسته الرذيلة مع الأخوات فى بيوتهم خلال الجلسات الدعوية.. والجانى يشتهر بـ"راسبوتين" الإخوان

إسرائيليون من أمام مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال: نتنياهو سيقتل الرهائن فى غزة

البحوث الزراعية تحذر من منتجات زيت زيتون يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

الأهلى يستعد للإعلان عن تعيين أسامة هلال فى رئاسة لجنة التعاقدات

الأهلي يستعد لعقد "جمعية خاصة" 12 سبتمبر وإجراء الانتخابات في أكتوبر

صفقة إيزاك إلى ليفربول تعجل برحيل 4 لاعبين من الريدز

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى