من علمنا الجشع؟

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم - أحمد التايب

فى أوقات الشدائد والأزمات تظهر معادن الرجال، وكما يقولون المواقف كاشفة لأصحابها، فلا شك أن موجة التضخم العالمية، والتى أنتجت موجة من الغلاء وارتفاع الأسعار كشفت أمراض مجتمعية لبعض لا يهمهم إلا جيوبهم وبطونهم حتى ولو كان ذاك على حساب المحتاجين والفقراء.

فما نراه الآن فى ظل أزمة الأسعار يؤكد أننا أمام تآكل للقيم والأخلاق عند البعض في وقت يجب أن يقف الجميع صفا واحدا لمواجهة هذا الخطر العالمى والأزمة العالمية، ليتحقق التضامن المجتمعى والتكافل والمسئولية، لكن ما يقوم به البعض من ممارسات وأفعال وتصرفات تقضى على روح العائلة ومظاهر الود والرحمة فيما بيننا، لتضعنا تلك الممارسات والتصرفات السيئة جميعا أمام سؤال، أين نحن من زمان كانت الضحكة من القلب، والبركة فى اللمة، والخير على قدوم الواردين، والجيرة ونس.

فأين نحن من زمن كنا نحرص أن تكون الخواطر مجبورة، والبيوت مفتوحة على بعضها، والفرح فرحنا، والسهر صباحى، واللقمة الهنية تكفى مية، والعيون شبعانة، والجيوب عمرانة، والأرزاق على الله، والرزق القليل بيكفى ويفيض، والرضا بما هو مقدر.

وأين نحن من الأصول والصدق والعهد من أحوالنا الآن، فمَن الذى علمنا الجشع؟ ولماذا حالنا هكذا مع كل أزمة تظهر وتطفو على السطح، والعجيب والغريب أن الاستغلال والاحتكار كلمات باتت تتردد في شتى مجالات حياتنا، فلم تتوقف عند البيع والشراء، إنما امتدت إلى جوانب إنسانية ومهن سامية كالطب والتعليم، فنصبح أمام تاجر جشع ومعلم مخادع وطبيب فعله فعل التجار، لتنتشر آفات مجتمعية ما أنزل الله بها من سلطان، لدرجة وصلت إلى أن هناك من يقنن الغش، ويعتبر التجارة شطارة، وأصبح لا فرق بين الكسب والسلب، وأصبحت الفهلوة أسلوب حياة.

فإلى متى سيبقى الغش الطريق الأسهل والمضمون للوصول للنجاح والترقى، وإلى متى يبقى الاستغلال وسيلة للثراء السريع.

وأخيرا.. متى تنتهى هذه الآفات من حياتنا، وكيف!.. وأعتقد أنه من الصعب إيجاد إجابات شافية لهذه التساؤلات الآن في ظل تغلغل العدوى وانتشارها، لكن ما نستطيع قوله، هو ذكر قول نبينا الكريم: "لا يحتكر إلا خاطئ"، وقوله: "من احتكر حكرة يريد أن يغلي بها على المسلمين فهو خاطئ، وقد برئت منه ذمة الله"، وقوله أيضا، "من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله منه".

موضوعات متعلقة

الحياة الخضراء

الحياة الخضراء الخميس، 10 مارس 2022 12:20 ص

عندما تغيب النخوة!

عندما تغيب النخوة! الثلاثاء، 08 مارس 2022 12:00 ص

جواهر قرآنية تمشى على الأرض

جواهر قرآنية تمشى على الأرض الأحد، 06 مارس 2022 12:10 ص

مطلوب ضمير بقوة فعل الدولار

مطلوب ضمير بقوة فعل الدولار السبت، 05 مارس 2022 02:31 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام بتروجت فى الدورى والقناة الناقلة

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

محاكمة المتهمين بالتسبب فى وفاة طبيبة أسنان بالتجمع.. اليوم

الطقس اليوم الأربعاء 14-5-2025.. أجواء حارة نهارا والعظمى بالقاهرة 31 درجة

تفاصيل مشاركة عبد العزيز مخيون فى فيلم الشيطان شاطر مع أحمد عيد وزينة


حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

أوهام 5 نجوم وتذاكر مزيفة.. كيف يخدعك نصابو العمرة؟

أول المهاجرين البيض من جنوب أفريقيا يصلون واشنطن.. تساؤلات فى الداخل الأمريكى حول سبب قبولهم كلاجئين.. إدارة دونالد ترامب تزعم تعرضهم لتمييز وإبادة جماعية.. وبريتوريا تنفى: معلومات مضللة واتهامات باطلة تماما

القمر العملاق واقترانات نادرة تضيء سماء مصر حتى نهاية شهر مايو

بيراميدز ضد صن داونز.. موعد مباراة نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة


زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

عاجل.. رئيس معهد الفلك: عمق زلزال اليوم كان كبيرًا.. ونتابع توابعه بدقة

بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

أغانى أم كلثوم على مسرح عرائس ساقية الصاوى 12 يونيو

محامى رمضان صبحى يكشف حقيقة القبض على شخص يؤدى الامتحان بدلا منه

زى النهارده..هدف "تسلل للمعلم" يخطف الاضواء فى قمة الأهلى والزمالك

ريفيرو: لا أستطيع إخباركم بوجهتى المقبلة

5 لاعبين يستعدون للرحيل عن الأهلي وتوديع ملعب التتش

الزمالك يفقد فرصة المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا رسميا بعد الخسارة من بيراميدز.. صور

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى