بداخلي صوتٌ يناديكَ إلى الموت.. قصيدة لـ يونان سعد

يونان سعد
يونان سعد
أرخيتُ حملي في السوق
لأراك
في يدي لفافةُ تبغٍ مدونٌ عليها اسمك
تشتعلُ وتولدُ من جديد
كل يوم
 
رأيتك تمشي في بساط السوق
 
تبيعُ 
وتأكلُ
 
شيءٌ يهم هنا
وشيءٌ يهمُ هناك
وتغذُ السير في حنطورك كلما نادى منادٍ 
في السوق
 
أيها الشقي احترس
في داخلي صوتٌ يناديك إلى الموت
 
رأيتكُ تمشي
على بساطِ السوق
وأنت على هذا الحال
حلوٌ وخفيف
 
ما الذي جابك إلى هنا
ستين مرةً في اليوم
وها أنا على هذا الحجم الهائل
فرسةُ الوجودِ الوحيدة
جئتُ ألتهمك
 
سامحني يا بني
 
يا أبتي إني مريض
والسيلُ أكلَ من رأسي
 
كنتُ صخرةً معدنيةً على يمينِ مصر
تطلُ على بحرٍ ضيقٍ وماكر
وها هو السيلُ يقضمُ من شعري
ويمضي بي إلى النيل
لا زلتَ تمطرُ
وفتَّتَ بدني
-ولا زلتَ تمطرُ-
 
إلى طميٍ صغير
 
 
سأولَدُ هناك كتمساحِ بحرٍ
كنداهةٍ عظيمة
كرعَّاشةٍ في مياه الهيش
كمهرجٍ وحيد في هذا الماء النازلِ على سوق المدينة
 
صيض راق 
 
قالت يا أخي هيا
اغطس بقفاك في الوحل
قلتُ إني أجيدُ الغطس يا أختي
إن الماء تحت الماء
صافٍ وكثيف
أهبطُ
أصعدُ
من طابقٍ
إلى طابقٍ
وأذوب
اطمئني 
لا يشبه الأمرُ سقوطاً من على طابقٍ في المدينة
 
هناك في جَيْبِ جيزة
شجرةُ لوزٍ نوَّارَةٍ
أكلتُ منها ذات يوم
ادفنوني تحتها
وأطعموا صاحبها
واتركوني  أرحلُ فيها في الأرض
 
هذه وصيتي صدقوني 
 
سامحني يا بني
 
سامحيني أيتها الشجرة
 
وأدخليني إلى جوفِ لوَّازةٍ
ممسوحةٌ جدرانُها بالحرير
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى