أوكرانيا وروسيا.. هذا ما كشفت عنه الحرب

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب
بداية.. لا يمكن لعاقل أن يصفق لحرب لأنها ببساطة تجر ويلات على الشعوب، ودائما لا تجنى إلا الخراب والدمار، لكن ما يحدث من ازدواجية تجعل فى النفس شيئا تجاه ما يحدث من ضرب المبادئ والمواثيق التى صدعونا بها ليل نهار، وبعد أن علم الجميع سواء إن كان مؤيدا أو معارضا أن هذه المعايير ما هى إلا مجرد فقاعات هواء كانت وما زالت توظف لخدمة التربيطات والحسابات والمصالح وأنه لا قيمة ولا وزن للشعوب أمام رفاهية أوطانهم. 
 
فهل يختلف أحد معنا، أن "احترام الديمقراطية، حقوق الإنسان، الحريات، العدالة، المساواة، التعددية، التنمية"، كلمات أصبحت محفورة فى أذهان البشرية خلال العقود الماضية باعتبارها مبادئ راسخة ومواثيق دولية لا ينبعى الحياد عنها تحت أى ظرف حتى ولو تطلب الأمر غزوا واحتلالا دون سؤال الشعب عن موقفه بشأن مصيره، وهذا ما رأيناه في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ودول بأفريقيا، ليتشكل الرأى العام العالمى حول هذه المفاهيم بأنها هى القوانين العالمية الحاكمة والجامعة التي لا مناص منها لتحقيق الرفاهية للشعوب.
 
وهل لدى أحد شك، أن حرب أوكرانيا كشفت وقامت بتعرية كثير من هذه المفاهيم والمعايير الدولية وأكدت ازدواجية التطبيق على الأرض، بل أكدت قطعا وثبوتا كثيرا من الزيف والتضليل، وأن الشعوب في ظل هذه النظام العالمى القائم على هذه المعايير لا قيمة ولا وزن لها.
 
لذلك فمن المؤكد أن الحرب الأوكرانية كشفت ازدواجية كبيرة لدى الغرب، حيث كان دائما يعتقد أنه قادر على حماية الديمقراطية والنضال من أجلها ليجعلها حقا لكل أهل الكوكب، وفى نفس الوقت يرى نفسه ويعتقد أنه الأصل والباقى فروع، فممارسته على الأرض تؤكد أن هناك من الشعوب تستحق الديمقراطية والاستبسال في الدفاع عنها مثلما نرى في أوكرانيا، فيما هناك شعوب أخرى تترك لحروبها ومشكلاتها مكتفيا بتغليف المساعى بحجة الدعوة إلى الديمقراطية كما شهدنا في غزو العراق، وفي غزو الناتو لليبيا، وإنشاء تحالفات للحرب على الإرهاب تتشكل هنا وهناك كعصا فقط لحماية مصالحه فحسب.
 
ومؤكد أيضا أن الحرب الأوكرانية كشفت أن هذا الغرب لم يتخل عن النظرية العنصرية والتفرقة بين البشر بناء على لونهم أو عرقهم أو أصلهم، وهذا ما رأه العالم بأم عينه أثناء عمليات فرز اللاجئين على الحدود بين أبيض وأى لون آخر، الأمر الذى يجعل من "حقوق الإنسان" التي صدعونا بها مجرّد نكتة سخيفة رصدتها سقطات الإعلام وتصريحات السياسيين التي كشفت حجم العنصرية، وتحديدا تجاه العرب والمسلمين، والنظرة النمطية على أنهم إرهابيون، وليسوا متعلمين، أو متحضرين.
 
وختاما.. إن الحرب الأوكرانية كشفت مما لا يدع مجالا للشك أن ما صدعونا به على عقود طويلة عن الديمقراطية، والعدالة، وحقوق الإنسان، ما هى إلا مجرد فقاعات في الهواء، فاللاجئون الأوكرانيون مرحب بهم فى حين أن اللاجئين السوريين لا يستحقون فرصة للحياة، وأن من حق سكان أوكرانيا التسلح لمقاومة الغزو الروسى، أما ما يفعله الفلسطينيون من حمل الحجارة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلى إرهاب وعمل خسيس.. إنها الازدواجية يا سادة في أفظع صورها..
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موجة حر شديدة فى اليونان وتحذيرات من خطر اندلاع حرائق فى أجزاء من المنطقة

النيابة العامة تعلن إجراءات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس وصولًا لأسبابه

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

محمد صلاح يظهر في ليفربول لأول مرة بعد وفاة جوتا

الحكومة: نظام الثانوية العامة قائم ومستمر و"البكالوريا" بديل اختيارى


الأمم المتحدة تؤكد استعدادها لدعم جهود سوريا فى حرائق اللاذقية

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

النيابة العامة تعاين حريق سنترال رمسيس للكشف عن أسباب اندلاعه

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف


الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

النيابة العامة تأمر بحبس 11 سائقًا لسيرهم عكس الاتجاه بالطريق العام

الأهلى يخطر أشرف دارى بموقف النادى من العروض الخارجية خلال ميركاتو الصيف

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس.. صور

اليونان.. إغلاق العمل حتى الخامسة مساء لتجاوز درجات الحرارة 40 درجة

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

تنسيق الجامعات 2025.. أماكن أداء اختبارات القدرات لكليات علوم الرياضة

الطقس اليوم.. شديد الحرارة وشبورة ورطوبة عالية والعظمى بالقاهرة 37 درجة

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى