ابن خلدون وتيمور لنك .. كيف تقابلا وماذا جرى؟

تيمور لنك
تيمور لنك
كتب أحمد إبراهيم الشريف
فى يوم 16 مارس من سنة 1401  ميلادية أمر تيمورلنك بحرق دمشق وتدميرها وذلك بعد 3 أسابيع من سقوط قلعتها التي رفضت الاستسلام، كما تمر هذه الأيام ذكرى رحيل العالم الإسلامى الكبير عبد الرحمن بن خلدون، وقد عرفه الناس من كتبه خاصة المقدمة الشهيرة المعروفة بـ مقدمة ابن خلدون، لكن كتب التاريخ تحتفظ لها بأشياء أخرى أهمها لقاؤه بـ تيمور لنك.
 
 عندما كان ابن خلدون فى مصر كان تيمورلنك يغزو البلاد التى يلقاها فى طريقه قادما من وسط آسيا إلى بلاد الشام، وعند ذلك تحرك فرج ابن برقوق، حاكم مصر، محاولا نجدة بلاد الشام فاصطحب معه القضاة وكبار المشايخ ومنهم ابن خلدون، لكن المماليك اختلفوا وعاد السلطان فرج إلى القاهرة وهنالك قرر ابن خلدون الانضمام إلى تيمورلنك.
والتقى ابن خلدون بـ تيمورلنك فى معسكره خارج أسوار دمشق فى شهر رجب سنة 803هـ/1401م، حسبما يذكر ابن حجر العسقلانى، فى رفع الأصر عن قضاة مصر، وكانت شهرة ابن خلدون هذه المرة تسبقه أيضا، فقد عُرّف لتيمورلنك بالقاضى المالكى المغربي، وحين جالسه بدأ تيمورلنك يسأله عن بلاد المغرب وأهم مدنها، لكن إجابات ابن خلدون لم تُقنع تيمورلنك على ما يبدو، قائلا:
 
"لا يقنعنى هذا، وأحبّ أن تكتب لى بلاد المغرب كلّها، أقاصيها وأدانيها وجباله وأنهاره وقراه وأمصاره، حتى كأنى أشاهده. فقلت: يحصل ذلك بسعادتك، وكتبت له بعد انصرافى من المجلس لما طلب من ذلك، وأوعبت الغرض فيه فى مختصر وجيز يكون قدر اثنتى عشرة من الكراريس المنضّفة القطع".
 
وكان ابن خلدون قارب السبعين من عُمره حينذاك، يقول: "فوقع فى نفسى لأجل الوجل الذى كنتُ فيه أن أفاوضه فى شيء من ذلك يستريح إليه، ويأنس به مني، ففاتحته وقلت: أيّدك الله! لى اليوم ثلاثون أو أربعون سنة أتمنّى لقاءك. فقال لى التّرجمان عبد الجبّار: وما سبب ذلك؟ فقلت: أمران، الأول أنك سلطان العالم، وملك الدّنيا، وما أعتقد أنه ظهر فى الخليقة منذ آدم لهذا العهد ملك مثلك، ولستُ ممن يقولُ فى الأمور بالجزاف، فإنّى من أهل العلم"، ثم راح ابن خلدون يفصّل له من التاريخ والواقع لماذا كوّن هذا الرأى فى تيمورلنك وجعله أعظم حاكم وسلطان فى عصره، بل سلطان الدنيا.
 
فى نهاية المطاف كان ابن خلدون ممن عاد فى الاجتماع مع تيمورلنك، فأعطاه الكتاب الذى ألّفه عن تاريخ المغرب وجغرافيته وأهم مدنه، فتلقفه تيمور، وأمر حاشيته بترجمته إلى اللغة المغولية، وارتفع شأن ابن خلدون فى عين تيمورلنك، وأمر به أن يخرج من دمشق ويلحق بمعسكره خارج المدينة، وهنالك ألحّ ابن خلدون فى العودة إلى مصر، فرضى تيمورلنك بذلك، وفوق ذلك أعطاه مكتوب أمان على أرواح العلماء والفقهاء والقراء فى مدينة دمشق، فكان صنيعا محمودا من ابن خلدون فى نهاية المطاف.
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المهاجم العراقي مهند علي يعود لحسابات الزمالك فى الصيف

من منتخب مصر إلى إنجلترا.. لعنة النهائيات تضرب مرموش وصلاح

حفيد عبد الحليم حافظ: عقد زواج العندليب وسعاد حسني فيه أخطاء كارثية

مذكرتان من طه عزت مدير لجنة المسابقات وراء قرارات التظلمات فى أزمة القمة

الزمالك يعلن فى بيان رسمي مقاطعة اجتماع رابطة الأندية اليوم


الأهلي يقرر استمرار النحاس مديرا فنيا أمام فاركو رغم الاتفاق مع ريفيرو

رابطة الأندية تُحصن قراراتها فى أزمة القمة تحسبا للجوء للمحكمة الرياضية

حفيد عبد الحليم حافظ: العندليب لو اتجوز هينكر الجواز ليه؟! .. شيء مش عقلانى

اجتماع ساخن للرابطة مع رؤساء الأندية اليوم لمناقشة شكل الدورى الجديد

"صفقة" ريفيرو المُرتقبة تمنع عودة أليو ديانج للأهلي فى الصيف


أكرم القصاص يكتب: قمة بغداد.. رفض التهجير ولا سلام من دون الدولة الفلسطينية

انتهاء محاكمة راندا البحيري بتهمة سب وقذف طليقها بالتصالح

الأهلي يواجه الترجى التونسى الليلة فى بطولة الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

سعد الصغير يعود لساحات القضاء من جديد.. اعرف التفاصيل

اليوم.. سفر أول أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى المدينة المنورة

موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر والقناة الناقلة

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

خلال ساعات.. نظر إعادة محاكمة 9 متهمين بقضية "فض رابعة"

الحضرى والصقر ونجوم الرياضة والإعلام في حفل زفاف كريمة أحمد سليمان.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى