"تجار الأزمات و أغنياء الحروب"

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم: دينا شرف الدين

وما أكثر هؤلاء الذين تتأجج مشاعر سعادتهم وتطول ساعات حظهم عندما تشتد الأزمات، هؤلاء الذين لا يهتز لهم طرف ولا يتأرق لهم ضمير عندما يعاني غيرهم. بل يتمنون المزيد لطالما كانت لهم منفعة و ضربة حظ وفرصة لن تعوض للاستغلال والمنفعة.

فكما نعلم وترددت على مسامعنا مصطلحات "كأغنياء الحروب"،

هؤلاء الذين كانوا يتصيدون الفرص بأوقات الحرب بكل زمان ومكان تلك التي تشح بها السلع الأساسية و تحديداً المواد الغذائية.

 فيتاجر هؤلاء الذين تجردت مشاعرهم من الرحمة و نفوسهم من الإنسانية ليكدسوا تلك السلع ويحجبونها كلما اشتدت حاجة الناس إليها، ليخرجوها أو القليل منها بأسعار غير منطقية متأكدين أنه لا بديل أمام الناس عن الدفع رغماً عنهم ، متجاهلين أنات ودعوات هؤلاء التي تخرج من قلوبهم الموجعة، لتتكدس ثرواتهم ويتحولوا لأغنياء دون سبب حقيقي لهذا الغني سوي الإصطياد بالماء العكر.

وها هو التاريخ يعيد نفسه بشكل أو بآخر ، ليثبت لنا أن مثل هؤلاء الذين كانوا يسمون بأغنياء الحرب هم أنفسهم من يتاجرون بالأزمات و يسنون أسنانهم عندما تلوح بوادر أية أزمة و إن كانت بعيدة عنهم كل البعد.

فبمجرد أن شم هؤلاء رائحة بوادر الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قاموا برد فعل جنوني كما لو كانت هذه الحرب على أرضنا، و حتي قبل أن تتضح تأثيراتها الاقتصادية التي لابد منها، و تربص كل منهم ليقتنص الفرصة ضارباً عرض الحائط بكل شىء.

وبما أننا على مشارف أيام وليالى شهر رمضان الكريم، شهر الخير والإحسان والصوم ليس فقط عن الطعام والشراب ولكن عن كل ما هو خبيث من خُلُق وقول وفعل، أعاده الله عليكم وعلى مصر الحبيبة بكل الخير والرخاء والأمن والسلام.

و فى ظل تلك الأجواء الروحانية التى يتسم بها شهر رمضان المبارك، وبقدر ما يتسارع المصريون جميعاً فى فعل الخيرات، هناك أيضاً من يتسارعون فى امتصاص أكبر قدر من دمائهم واستغلال حاجتهم الملحة للسلع الغذائية والمشروبات والحلويات، وغيرها من مستلزمات عادات الشهر الكريم وطقوسه.

فبقدر هذا الخير الوفير هناك شرٌ مستطير نابع من جشع التجار الذين امتلأت قلوبهم بالطمع وانتُزعت منها الشفقة والرحمة بشعبٍ يعانى الأمرين، ولا ينقصه مزيداً من المعاناة على يد من لا تعرف قلوبهم الشعور بحاجة الآخرين ولا يعلون إلا مصالحهم ومكاسبهم الشخصية، ولو على حساب أنات إخوانهم بالدين والأرض.

وفي حين تكثف الأجهزة الرقابية الحملات على الأسواق للتأكد من جودة المنتجات المطروحة في ظل وجود مخزون استراتيجي من كافة السلع الغذائية تكفى احتياجات المواطنين لفترات طويلة، إضافة إلي المادة 8 من قانون حماية المستهلك الخاص بحظر حبس المنتجات الاستراتيجية المعدة للبيع عن التداول بإخفائها أو عدم طرحها للبيع أو الامتناع عن بيعها أو بأي صور أخرى.

نقرأً يومياً خبر القبض علي عشرات التجار الذين يخفون السلع و يخزننونها  تمهيداً لمضاعفة أسعارها عندما تتهئ الظروف

 إذ اعتبرت الحكومة عقوبة التاجر حاجب السلع قضية أمن دولة عليا .

 

إذن:

 عليك عزيزى المستهلك أن تتصدى بقوة لكل من يستغل حاجتك ويتلاعب بقوت أولادك، ويكدس مزيداً من المكاسب على حساب معاناتك التى لا يقيم لها أى وزن، حتى وإن كنت مقتدراً مادياً لا يضيرك ما يحدث فى مثل تلك المناسبات من ارتفاع غير منطقى لأسعار أى شىء يقبل عليه المستهلك، فلم لا تفكر بأخيك المتضرر الذى لا يقو على تحمل هذا الجنون الناتج عن جشع هؤلاء والذى قد تحوله تلك الفروق بالأسعار من متحمل لها بالكاد إلى آخر بحق محتاج.

وفى النهاية لا يسع هذا أو ذاك سوى المزيد من العويل والشكوى غير المنقطعة من عدم حماية الدولة له وعدم فعالية جهاز حماية المستهلك.

فعليك أن تبدأ بنفسك، فتحاسبها على سلبيتها وتواكلها، هل تنتظر أن يحميك جهاز حماية المستهلك دون أن تتعاون معه وتدله على هذا الذى يستغلك؟

هل فكر أحد منا أن يبلغ عن كل من يغالى بالأسعار يوميا دون أدنى منطق من خلال الأرقام التى نراها على شاشات التليفزيون باستمرار؟

فما زالت هناك متاجر لبيع المواد التموينية الخاصة ببطاقات التموين والتى تخفى السلع الأساسية مثل الزيت والسكر والأرز، لبيعها بسعر السوق للمواطنين الذين يرون بأم أعينهم عربات محملة بها، ثم بعد ذلك ينكر البائع وجودها!.

نحن شعب مستهلك بطبعه دائم الشكوى، ساكت عن الحق، مُفرّط فى حقه وحق وطنه عليه، فإن قام كل مواطن بدوره فى محاربة الفساد والإبلاغ عن اللصوص والمفسدين ستتمكن الدولة من قطع مسافات طويلة جداً فى طريق القضاء عليهم، وستنصلح أحوال البلاد بمشاركة فعلية من كل مصرى ومصرية .

عزيزى المصرى الغاضب لا تنتظر أن يحميك جهاز حماية المستهلك، فعليك تسبقه بخطوة لتحمى نفسك ووطنك بنفسك

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اللى معاه كلب يربطه.. وزارة الزراعة تبدأ عهدا جديدا لتنظيم حيازة الحيوانات

اعترافات لص سرقة الدراجات النارية فى البساتين

حقائق لا تفوتك عن كأس إيطاليا قبل نهائى ميلان ضد بولونيا

ريفيرو: لا أستطيع إخباركم بوجهتى المقبلة

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025


نجوم العالم يتألقون فى افتتاح مهرجان كان السينمائي بدورته الـ78 بحضور مصرى عربى.. يسرا وأمينة خليل ورايا أبى راشد على السجادة الحمراء.. وليوناردو دي كابريو يسلم دي نيرو السعفة الفخرية.. صور

بشرى سارة.. "التعليم" تعلن عن مسابقة فى يونيو لتعيين معلمى الحصة

الزمالك يفقد فرصة المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا رسميا بعد الخسارة من بيراميدز.. صور

زيارة ترامب للسعودية.. 600 مليار دولار استثمارات وصفقات سياسية ورفع عقوبات

إبراهيم عادل يستغل خطأ عواد ويسجل أول أهداف بيراميدز في شباك الزمالك.. صور


ترامب يرفع العقوبات عن سوريا ويلتقى أحمد الشرع غدًا فى الرياض

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

نادين نسيب نجيم تزين السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائى.. صور

البيت الأبيض: السعودية ستستثمر 600 مليار دولار فى الولايات المتحدة الأمريكية

شاهد الداخلية تكشف ملابسات فيديو مشاجرة السلاح الأبيض داخل مسجد بالسلام

وزير العمل يعلن 1072 فرصة عمل فى الإمارات بمرتبات تصل لـ55 ألف جنيه

الأهلى يعلن إصابة فرح الشاذلى بقطع في الرباط الصليبي

نيويورك تايمز: قبول ترامب للقصر الطائر يتجاوز حدود اللياقة

إيقاف مباريات الدوري الليبي في طرابلس.. والبدري ممنوع من مغادرة الفندق

السكة الحديد تشغل 20 قطارا إضافيا خلال فترة عيد الأضحى 2025

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى