نسيج واحد.. المسلمون والأقباط يصومون رمضان والصوم الكبير معًا هذا العام.. تعليق زينة الشهر الكريم على أسوار الكنائس.. شباب الكشافة بالكنيسة ينظم موائد الإفطار كل سنة.. وفوانيس الشهر الكريم تضيئ الكنيسة

مسجد وكنيسة

كتب: محمد الأحمدى

الجمعة، 18 مارس 2022 10:30 م

يبدأ شهر رمضان المبارك في 2 أبريل المقبل، كما يوافق عيد القيامة هذا العام يوم الأحد الموافق 24 أبريل، ويوافق 16 برمودة وفقا للتقويم القبطى.

ويولد هلال شهر رمضان لعام 1443 هجريا مباشرة بعد حدوث الاقتران، وذلك يوم الجمعة 29 من شعبان لعام 1443 هجريا الموافق 2 أبريل عام 2022 وهو يوم الرؤية.

وفلكيا تكون غرة شهر رمضان المعظم 1443 يوم السبت 2 أبريل عام 2022، وبذلك يتبقى 24 يوما على الشهر المعظم.

وبدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى الأثنين 28 فبراير الماضى، الصوم الكبير، والذى يستمر لمدة 55 يومًا، وينتهى بعيد القيامة المجيد.

مائدة إفطار فى الكنيسة

وقال الأب أغسطنيوس موريس راعى كنيسة الزيتون للأقباط الكاثوليك في تصريحات خاصة لـ اليوم السابع، إن شهر رمضان يشهد إعلان الحب والرحمة والصداقة والعلاقات الإنسانية ولعل وجود ممثلو الكنائس كافة والقادة السياسيين والمسئولين معًا على مائدة الإفطار نموذجًا".

وتابع أن الكنيسة الكاثوليكية نظمت مائدة إفطار بالزيتون فى 2018، موضحا أن شباب الكنيسة فكر فى عمل يساعد أكثر على التقارب بين أبناء الحي، ولكن تم تجسيم الفكرة على أساس أن المائدة الرمضانيّة ستكون للبائعين الجائلين فى الشوارع، وأصحاب المحلات المجاورة، وكل من يسير في الشارع في وقت الإفطار، وهكذا تمت المائدة خارج الكنيسة بجوار كشك الأمن، ولكن في تقييم هذا العمل اقترحوا أن المائدة تتم فى قاعات الكنيسة وليس خارجها تقديرًا أكثر للأشخاص وأتاحة فرصة التقارب والتعارف.

تعليق زينة رمضان على سور الكنيسة

وكانت كنيسة قرية كوم اشقاو التابعة لمركز طما مع المسجد المقابل لها "مسجد الصفا" استعدت العام الماضى 2021 لحلول شهر رمضان المبارك، وقام عمال الكنيسة بتعليق فانوس رمضان على الكنيسة احتفالاً بحلول الشهر الكريم.

وشهدت الشوارع في محافظة سوهاج التعاون بين الأهالي وبعضهم البعض وشراء زينة رمضان وتعليقها لربط المنازل ببعضها البعض احتفالاً بحلول شهر رمضان، وأكد المئات من أبناء المحافظة ان تعليق زينة رمضان هي عادة طيبة لإدخال السرور والبهجة على الكبار والصغار احتفالاً بالشهر الكريم.

قمص يعلق الزينة

ويحرص دائما القمص يؤانس أديب، وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك بالبحر الأحمر، على تعليق الزينة والأنوار وفانوس رمضان بمقر كنيسة الأقباط الكاثوليك بالغردقة، كعادته السنوية في مشاركة الشعب المصري أجواء روحانيات شهر رمضان، مؤكدا أن الشعب مصرى نسيج واحد.

وأعرب القمص يؤانس، وكيل مطرانية أقباط الكاثوليك بالبحر الأحمر، عن سعادته بالأجواء المفرحة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، لافتاً إلى حرصه سنويا على تعليق الزينة والأنوار ومشاركة المسلمين أعيادهم، قائلا: “كلنا نسيج واحد في وطن واحد، ودائما الشعب المصري يشارك بعضه البعض في جميع المناسبات”.

موائد الكنائس

وكان القمص سرجيوس، خطيب ثورة 1919، ينظم موائد الرحمن فى جامع الأزهر، وعاش فيه 90 يومًا منها شهر رمضان بالكامل، بل كان يخطب فى المسجد ضد المحتلين، آنذاك، ويحرص على خدمة فقراء مصر على موائد الرحمن.

وتأتى مائدة القمص عجايبي، والذى يعتبر أول قسيس يتم انتخابه فى عضوية المكتب السياسى لحزب التجمع آنذاك، تليها مائدة البابا شنودة الثالث، التى كان يحضرها 7 آلاف شخص سنويًا، وتحدث عنها فى رمضان عام 2002، حينما قال: «مصر نسيج واحد يستحيل تفتيته أما أولى موائد إفطار رمضانية كنسية فى مصر، فكانت كنيسة مار جرجس فى منطقة شبرا عام 1969، برعاية الراحل القمص صليب متى ساويرس، والذى أكد أن المصريين مسلمين ومسيحيين نسيج واحد، وانتشرت الفكرة بعدها إلى الكنائس الأخرى، وتطوع العديد من الشباب المسيحيين فى الجمعيات الأهلية؛ من أجل إعداد «شنط » رمضان، لتوزيعها على المحتاجين.

ويقيم عدد من الكنائس موائد رحمن فى رمضان أبرزها قصر الدوبارة، وتقيم أمام بوابتها الرئيسية فى شارع الشيخ ريحان، مائدة رمضانية تحت شعار "مائدة إفطار المحبة الوطنية"، ويتولى الإشراف عدد من شباب الكنيسة وفتياتها.

وتقيم الكنيسة أكبر إفطار وسط القاهرة فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان. وتقيم الكنيسة الإنجيلية الأولى بمدينة 6 أكتوبر مائدة رحمن يوم فى الأسبوع ﻻستقبال الصائمين وأهالى الشارع الذى تقيم فيه الكنيسة، كما تنظم الكنيسة الإنجيلية بالمقطم أمسيات رمضانية وموائد سحور، بحضور عدد من قيادات الكنائس، والمسئولين، وعدد من شيوخ الأزهر الشريف، وتحرص على إقامة حفلات بها مزيج ما بين الإنشاد الإسلامى والترانيم المسيحية.

تنظيم مائدة إفطار في مسجد بحضور أقباط

وفى عام 2017 استضاف مسجد الاليلي بالشرابية، مأدبة الأفطار الثانية، والتي أقيمت تحت اسم مبادرة السلام، برعاية الشيخ عماد حمدى شيخ المسجد.

وحضر الإفطار لفيف من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، منهم القس نادي لبيب راعي الكنيسة الإنجيلية بالمقطم، والقس مرقس راعي كنيسة القديسة تريزا بالشرابية، والشيخ محمد السبع مدير أوقاف شمال القاهرة، وعمر وطنى وإيهاب العمدة والمهندس أمين مسعود، أعضاء مجلس النواب، واللواء جمال العربي رئيس حي الشرابية، والعقيد حازم النجار مأمور قسم الشرابية، والرائد محمد العشيري، معاون مباحث قسم شرطة الشربية، والإعلامى أحمد رجب.

وأعلن الحضور، رفضهم لما حدث للمواطنين المصريين بالعريش، فيما دعا النائب عمر وطني، الحاضرين لمائدة السلام الشهر القادم.

وانطلقت فكرة مائدة إفطار السلام، بفكرة من القس أيمن سامى راعي الكنيسة الإنجيلية بالشرابية، وقتها من أجل التواصل بين أقطاب الشرابية الدينية والقيادات التنفيذية والشعبية؛ لمناقشة مشكلات الحي والعمل على تماسك الشعب المصرى.

كنيسة قصر الدوبارة

ودائما ما تنظم كنيسة قصر الدوبارة بشارع الشيخ ريحان بالقرب من ميدان التحرير حفل إفطارها تحت شعار "مائدة إفطار المحبة الوطنية"، وذلك فى إطار احتفالها بشهر رمضان.

وذكرت إحدى القائمات على المائدة خلال تصريحات صحفية قبل جائحة كورونا أن الكنيسة تسعى من خلال حفل الإفطار للتأكيد على وحدة الصف والنسيج المصري وأن المسلمين والمسيحيين هما عنصرى الأمة المصرية ويتشاركان دائما في المناسبات الاجتماعية والدينية ولا يمكن بث روح الفرقة والانقسام بينهما.

وقالت إن كنيسة الدوبارة بميدان التحرير تقدم كل عام دعوة عامة لكل المسلمين لحضور المائدة التي يقوم عليها سيدات وفتيات قبطيات يقمن بالطهي وإعداد الطعام وصنع الوجبات، كما يقوم شباب الأقباط بإعداد المقاعد والموائد ووضع الطعام عليها وتجهيزها قبل الإفطار بوقت كاف.

وأضافت أنه قبل أن يحين موعد أذان المغرب بوقت قليل يقوم الشباب بدعوة المارة للإفطار إضافة للمدعوين من قبل، ويقمن بخدمتهم وتزويدهم بكل ما يطلبونه ثم يتم توزيع الوجبات المتبقية على المارة وقائدي السيارات.