أكرم القصاص يكتب: الإعلام وشبكات التواصل متهم أم ضحية فى حرب أوكرانيا؟

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
لعبة سياسية محفوفة بالمخاطر، تجرى على مدى ما يقرب من الشهر، بين روسيا وأوروبا على أرض أوكرانيا، وهى لعبة تحمل الكثير من التفاصيل، أخطرها اتساع رقعة الحرب بشكل يقود إلى حرب عالمية ثالثة، أو يتطور النزاع إلى صدام نووى، صحيح أن الصراع ينحصر حتى الآن فى تصريحات من كل الأطراف، وتهديدات وعقوبات اقتصادية على روسيا، وتصريحات واتهامات مضادة من موسكو تجاه الولايات المتحدة والغرب، وكل هذا يدور على الهواء فى ظل تكثيف للنشر وثورة معلومات تجتاح العالم من كل اتجاه، ففى مواجهة اتهامات الغرب لروسيا بالغزو والعدوان، ترد روسيا لتعاير الولايات المتحدة أنها دمرت العراق وقتلت آلاف المدنيين فى كل مكان، وأن أمريكا لا يحق لها أن تتحدث عن الأخلاق أو العدل، ولعل هذا هو ما دفع الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى اعتبار نظيره الروسى فلاديمير بوتين أنه مجرم حرب.
 
ويبدو الإعلام ومنصات النشر ومواقع التواصل، أنها الميدان الأصلى للحرب فى أوكرانيا، حيث تدور حرب وقودها الصور والفيديوهات الحقيقية والمزيفة ضمن معركة الدعاية، وحتى الصورة الواحدة يتم توظيفها من كل طرف بطريقة مختلفة، لدرجة أن نشرت الخارجية الأوكرانية صورة لضحايا مدنيين باعتبارهم من ضحايا القصف الروسى، نفس الصورة ظهرت لدى منصات روسية باعتبارها لضحايا قصفتهم أوكرانيا. 
 
وخلال ثلاثة أسابيع انتشرت آلاف الصور ومئات الفيديوهات، عن ضحايا ومعارك وخسائر، يصعب التأكد من صحتها وسط زحام البث والنشر، واللجان الإلكترونية، ويتبادل الإعلام الغربى والروسى الاتهامات، الإعلام الأوروبى يشير إلى أن الإعلام الروسى منحاز، بينما روسيا ترد أن الإعلام الغربى تخلى عن المبادئ والشعارات، وأن حديثه عن الموضوعية مجرد تغطية على ما يبثه من أكاذيب، وتلعب السوشيال ميديا دورا فاعلا فى لعبة الدعاية، وبالطبع فإن روسيا ليست بعيدة عن استخدام التكنولوجيا.. وسبق أن وجهت الولايات المتحدة اتهامات لروسيا بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية، بل ووجهت دول غربية اتهامات للروس بالتأثير فى الانتخابات الأوروبية، وبالفعل فإن روسيا نجحت على مدى عقدين فى امتلاك قنوات ومنصات إلكترونية وظفتها فى حرب الدعاية على مدى سنوات، حيث اكتشف بوتين فى أعقاب توليه أن الاتحاد السوفيتى سقط أولًا بالدعاية والقوة الناعمة، وهو ما دفعه لامتلاك أدوات لا غنى عنها فى أى معارك.
 
فقد عرف فلاديمير بوتين، أن أمريكا كسبت الحرب الباردة بالدعاية، واكتشف حاجته لأذرع إعلامية دعائية، أو الثورة الدعائية ما بعد الحرب الباردة، وظهرت شبكة روسيا اليوم RT،2005، بكل اللغات الحية والموقع الإخبارى «سبوتنيك»، عام 2012، ولعبت دورا فى بناء صورة بوتين وتواجه الدعاية المضادة التى أطلقها الإعلام الغربى ضد بوتين على مدى عقدين، ونجح بوتين فى بناء دعايته، وصمد فى مواجهة آلة إعلامية غربية محترفة، تشن عليه هجوما مستمرا، ويسخر منها بعد أن أصبحت الأجهزة الأمريكية تشكو من الدعاية الروسية، واتهمت قنوات روسيا اليوم بالتدخل فى السياسة والانتخابات الأمريكية، ولهذا حرصت الصين على امتلاك أدوات التواصل الاجتماعى الخاصة بها ومحركات البحث، حتى لا تكون تحت رحمة الشركات التى تثبت الحرب أنها تخضع وتنحاز.
 
وهذه الحرب يصعب الحديث عن إعلام محايد بل هو دائمًا إحدى أدوات الحرب، بل ويمتد الأمر إلى مواقع التواصل التى أصبحت عنصرا فاعلا فى هذا الصراع، بل ومتهمة بالانحياز، وروسيا والدول الأوروبية تتبادل إغلاق المواقع والمنصات الإعلامية، وبالتالى لا يمكن تصديق الإعلام الغربى وهو يتهم نظيره الروسى بالانحياز، بينما الإعلام الغربى منحاز تمامًا وغارق فى الانحياز.
 
وهو أمر معروف، لكنه ظهر بشكل أكبر فى الحرب الأخيرة التى تدور فى أوروبا، وبأدوات العصر، لكن من المؤكد أن الحرب الدائرة، سوف يتبعها تغيير فى نظام عالمى، وتحولات فى مجالات السياسة والنفوذ، وأيضًا فى منصات التواصل، وبنية الإعلام ووظائفه، حيث يبدو الإعلام متهمًا وضحية ومعه الحقيقة.
 
p.8
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أسر ضحايا حادث سنترال رمسيس يتسلمون جثامين ذويهم استعدادًا لتشييعها

فات الميعاد الحلقة 19.. هل يكتشف أحمد صفوت كذبة أسماء أبو اليزيد؟

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

تعرف على قيمة إعارة حسام أشرف من الزمالك إلى سموحة

السجن 15 عاما للسائق المتسبب فى وفاة 19 ضحية على الطريق الإقليمى بالمنوفية


صوت أمير عيد بأغنية نقطة بيضا فى الحلقة السابعة من مسلسل مملكة الحرير

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

الحكومة خارج الخدمة بعد حريق سنترال رمسيس.. انتقادات برلمانية واستدعاء وزير الاتصالات تحت القبة.. رئيس النواب: الضرر جسيم ولا نقبل التهوين.. نواب: أين الميكنة والتحول الرقمي؟.. ومحمود فوزى يكشف تفاصيل الحادث

بعد نجاح Mario..الشركة المنتجة تجري تعديلا على فيلم Legend Of Zelda

مراحل التصحيح الإلكترونى فى امتحانات الثانوية العامة.. الكنترولات الفرعية تتسلم الأوراق من اللجان.. الإرسال لمقر التقدير الرئيسى ودخول ورقة البابل شيت على الجهاز.. قراءة البيانات من رقم الجلوس المظلل للطالب


محمد صلاح يظهر في ليفربول لأول مرة بعد وفاة جوتا

كل ما تريد معرفته عن مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى نصف نهائى المونديال

استخدام سلالم هيدروليكية أثناء تتبع الأدخنة بحريق سنترال رمسيس

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين

معلومات الوزراء: مصر تتطلع للاستفادة من خبرات دول تجمع البريكس فى5 مشروعات

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

هبة عبد الغنى تتلقى عزاء والدتها فى مسجد الحامدية الشاذلية مساء اليوم

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى