منشية ناصر حكايات لا تنتهى.. حى الزبالين بالمقطم شعارهم: "القمامة كنز لا يفنى".. مصنع لرجال أعمال وشركات تعمل بمنظومة النظافة.. و70 ألف مواطن أدركوا معنى الاقتصاد "الدوار" بالفطرة.. صور

جانب من جولة اليوم السابع داخل حى الزبالين
جانب من جولة اليوم السابع داخل حى الزبالين
كتبت منال العيسوى تصوير خالد كامل

حى الزبالين بالمقطم، هذا العالم الذى تحمل تفاصيل كل ركن فيه حكاية لأسرة، ارتضت أن تكون جزءا من مشهد قد يراه البعض سيء،  لكنه فى حقيقة الأمر جزء لا يمكن تجاهله بكل التفاصيل التى يحيياها أكثر من 70 ألف مواطن يسكنون هذه البقعة من الأرض ، وهى جنوب جبل المقطم بمنشية ناصر، ومن اسمها بدأت الحكاية، بقرار من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر الذى أصدر قرار من 50 عاما لنقل جامعى القمامة من امبابة لجنوب المقط، واليوم هم جزء كبير من منظومة طورتها الدولة في عهد الرئيس السيسى، وتم دمج كثير من العمالة في منظومة المخلفات الصلبة، لارتباطها الوثيق بالاقتصاد الدوار.

 

منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى  (1)
منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى (1)

بالقرب من قلعة محمد على الشامخة التى تشهد على الدولة المصرية قديما، تجد تلال من البيوت يحمل كل ركن فيها نوعا من القمامة داخل الجوالات الكبيرة، لتشهد على قصص العاملين فى الجمع واعادة التدوير والفرز للقمامة، وكيف حولت حياتهم لسيمفونية متناغمة كلا يعرف دوره ويمارسه بحب حتى يتمكن من مواجهة الحياة بقسوتها والنظرة المجتمعية لأصحابها.

منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى  (2)
منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى (2)

بمجرد أن تقترب من حى الزبالين بالمقطم ستخبرك رائحة العطب والقمامة ، أن هنا يحيا بشر وسط هذه القمامة، بمجرد أن تتجاوز عدة أمتار داخل الحى لن تشمئز من رائحة القمامة لانك ببساطة ستعتاد على الرائحة ولن تميز غيرها، على مرمى البصر فى الشارع الطويل الذى يتفرع منه ازقة وشوارع صغيرة ، وحارات لا تساعد سوى على مرور ساكنيها وأجولتهم البسيطة.

منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى  (3)
منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى (3)

فى الشوارع والازقة الصغيره ستخبرك أعينك عن تفاصيل النساء والأطفال والرجال الذين يعملون أشبه بخلية نحلة متناغمة، كلا يعرف دوره وكلا يدرك ماذا يفعل وكيف يقتات قوت يومه، سبعين ألف  مواطن يقوموا بعملية تدوير لكافة أنواع المخلفات، وتجهيز كل نوعا منها وارسالها الى  سبعة ألف مصنع بعمل فى إعادة التدوير بينهم مصانع في الصين.

فى مدخل حى الزبالين بالمقطم ستجد منزل نقيبهم ، أو فيلا المقدس كما يسميها الزبالين، يتصدرها برج حمام كبير ومدخل من السلالم يمينا ويسارا يمكن نقيبهم من متابعة أعمال الفرز للمخلفات ومتابعة تشوينها وتحميلها على السيارات لتسليمها لمصانع إعادة التدوير فى العاشر من رمضان و6 أكتوبر ومدينة السادات و15 مايو.

منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى  (4)
منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى (4)

بعد اجتيازك منزل نقيب الزبالين بحى منشية ناصر بالمقطم ستتذكر نظرة الفخر التى امتلأت بها عينه فخرا بمهنته، التى يراها مهمة قومية، للحفاظ على المنظر الجمالى لمصر، ولن تجد سوى نفس النظرة فى أعين الجميع .

منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى  (6)
منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى (6)

حين تقترب من العمال تراهم صامتون يراقبون كلماتك وتعبيرات وجهك وانت تتحدث معهم وبمجرد أن يدركو أنك تعرف قيمة عملهم يبدأون سرد الحكايات معك عن أنواع المخلفات البلاستيكية، والزجاج ، والكرتون والكانز، فلكل نوع عمالة تعرف أدق التفاصيل فيه، وكيف يتم فرزه تمهيدا لدخوله عملية التصنيع.

 

منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى  (7)
منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى (7)

 

وسط النساء التى تعمل فى الفرز، ربما تجد أطفالهم يتجولون حولهم ، وقد يحصلون على مكافأة مقابل مساعدة ذويهم فى فرز القمامة، تلك المكافأة لن تتوقعها ربما تكون بقايا عروسة لعبة أو قطار أو كرة ثقبت قبل رميها فى القمامة، لكن الفرحة التى ترتسم وجه أطفالهم ستخبرك أنه دوما هناك فرحة حقيقة غير مدفوعة الثمن تخرج من كيس أسود رماه أصحابها.

منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى  (8)
منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى (8

ستخبرك السيدات التى تعمل فى عملية الفرز عن أسرار منازل البيوت، فلكل منزل طبيعة لقمامته، تخبرك مستواهم الاجتماعى بقدر عدد زجاجات الكنز ، أو المشروبات الروحية، أو بواقى الملابس، فبيوت القاهرة الجديدة والتجمع والزمالك ليست بالطبع تشبه بيوت امبابة والشرابية والمرج، كثير من التفاصيل الدقيقة تعرفها العاملات فى عملية الفرز، والتى ربما يصل بعضها للعثور على مقتنيات غالية أو ذهبية، وهنا يدركون قيمة الرزق المخفى، نعم الرزق المخفى بقطعة ذهب أو ملابس يمكنها ان ترتديها وتساعد على تدفئتها.

منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى  (9)
منشية ناصر بالمقطم حكايات لا تنتهى (9)

داخل منزل نقيب الزبالين يمكنك أن تشاهد على الأرفف المتراصة بعضا من والانتيكات والتماثيل، ربما يكون بعضها يعود لسنين طويلة، وربما البعض الآخر له علاقة بالتكنولوجيا، ولا تتعجب حين يخبرك شحاتة المقدس أنه احتفظ بزجاجة شامبو للكلاب، أتى بها أحد العاملين فى الفرز للنقيب لأنه يعرف انه يقتني كلبا، أعطته له سيدة من منطقة فاخرة.

الحديث عن منشية ناصر حى الزبالين، حديث لا ينتهى، فمنذ دخولك للمكان ترى الورش الصغيرة التى تعمل فى اعادة تدوير بعض القطع ، وتعمل على صيانة أسطول السيارات الذى يعمل فى نقل المخلفات، داخل المنطقة الكل يتكامل مع البعض، ولا يجور أحد على آخر وحين يتم الانتهاء من الفرز تقسيم الأنواع ويتم تحميلها.

فى هذه المنطقة، يخبرك نقيبهم كيف قوت المناعة لديهم، بالعمل فى القمامة، وكيف كان الداء هو الدواء قائلا" ما نحمله فى أجسادنا من ميكروبات كونت جيش للمقاومة لكل الأمراض، ولم نتأثر بكورونا، باستثناء بعض الحالات، فمن يتعامل مع القمامة يحميه الله لان ده أكل عيشه، والله بيقوى".

وسط سيول الامطار والعاصفة، التى تخبئ الكثير فى منازلهم تجد منشية ناصر وبالتحديد حى الزبالين خلية نحل لا تتوقف، يخترعون حلولا يرتدون على رؤوسهم الاكياس البلاستيكية، وربما يصنعون بلاطى تحميهم من الامطار والشمس والبرد.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أنغام تفتتح فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان العلمين الجديدة 2025.. تامر حسنى يشارك للمرة الثالثة على التوالي 25 يوليو.. وعمرو دياب في سهرة غنائية ضخمة 1 أغسطس.. وتامر عاشور على مسرح يو أرينا الجمعة التالية

برشلونة يُفعل الخطة البديلة بعد صفعة نيكو ويليامز

فوز ناشئين اليد على جزر الفارو فى تحديد مراكز بطولة أوروبا المفتوحة

فات الميعاد الحلقة 16.. هل ستقع أسماء أبو اليزيد فى حب أحمد صفوت؟

مصدر بالزمالك يفند شائعات عقد جون إدوارد: كلام فارغ وبنود خيالية وغير منطقية


واشنطن تضغط وحزب الله يتمهل.. رئيس لبنان يعقد اجتماعات لمناقشة "الورقة الأمريكية" المطروحة.. "السلاح" و"الخطوة مقابل خطوة" أهم البنود.. زيارة خلال أيام لمبعوث ترامب إلى بيروت والداخل اللبنانى يترقب النتائج

الطقس شديد الحرارة غدا وشبورة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 36 درجة

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

ليفربول يؤجل عودة لاعبيه للتدريبات عقب وفاة ديوجو جوتا

الجزائر تحتفل غدا بالذكرى الـ 63 لعيد الاستقلال


وسام أبو على لصفقة الزمالك المنتظرة من المطار: أراك قريباً

بعد تسببه فى وفاة 18 فتاة وسائق.. تعرف على العقوبة التى يواجهها سائق الطريق الإقليمى

فرحة وحزن فى يوم عاشوراء.. فرحة النبى بنجاة سيدنا موسى من فرعون.. حزن لاستشهاد سبط الرسول الإمام الحسين.. المؤرخون ذكروا مواضع الدفن: الجسد الطاهر دفن فى كربلاء والرأس الشريف طيف بها إرهابًا للناس

غدا.. المحكمة الدستورية تفصل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

وظائف جديدة بمرتبات تصل 13 ألف جنيه فى قطاع الكهرباء.. التفاصيل

تامر حسنى والشامى فى حفل ضخم بمهرجان العلمين الجديدة 25 يوليو

صفقة قوية.. تطورات جديدة فى ملف انتقال وسام أبو على إلى الريان

رابطة الأندية تجرى تعديلات جديدة على مرحلة التتويج بالدورى فى الموسم الجديد

وزارة التعليم تتوعد المتورطين فى الغش بامتحانات الثانوية العامة 2025.. وتؤكد: غرفة العمليات ورؤساء اللجان رصدوا مخالفات أثناء الاختبارات.. ورسوب من صور الأسئلة والأجوبة.. والكنترولات تواصل التصحيح

رحلة هادئة.. مواعيد قطار تالجو أسرع قطارات السكة الحديد الجمعة 4-7-2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى